مستوى كبير قدّمه المهاجم الجزائري كريم سلطاني المستقدم حديثا في نادي “إيراكليس سالونيكا”، وذلك بمناسبة الجولة الافتتاحية للبطولة اليونانية حين استقبل فريقه نادي “أولمبياكوس بيراوس”.. على ملعب “كافاتنزو زوغليو”، وهي المواجهة التي انتهت بانتصار أصحاب الأرض بواقع (21) في مباراة مثيرة كان لاعب “أدو دان هاغ“ السابق نجمها الأول، بعد أن ساهم بنسبة كبيرة في الهدفين اللّذين سجلهما “الأزرق والأبيض”. دخل بديلا في (د62) وقلب مجريات اللقاء رأساً على عقب لم يُسجل سلطاني دخوله في التشكيلة الأساسية لفريقه، لكن مجريات اللقاء حتّمت على المدرب “كومبينكو” إقحامه في النصف ساعة الأخيرة من المواجهة، خصوصا أنّ أولمبياكوس كان متقدّما في تلك الأثناء بهدف “ميتروغلو” نجم الكرة اليونانية، وهو الخيار الذي وفّق فيه المسؤول الأول للعارضة الفنية في “إيراكليس”، بدليل المستوى الراقي الذي ظهر به خريج مدرسة براست، حيث يُمكن القول إنّ دخوله قلب المعطيات رأساً على عقب. تحصل على ركلة جزاء و”إيراكليس” عادل النتيجة وكانت أولى بصمات سلطاني في لقاء أولمبياكوس أقوى الأندية اليونانية في (د78) حين تلقى كرة على مَقربة من منطقة العملية، حيث نجح في تجاوز أحد المدافعين ليجد الحارس الشهير “نيكوبوليديس” الذي اعترض طريقة حين عرقله ما أجبر الحكم على إعلان ركلة جزاء لا غُبار عليها، نجح المهاجم “مارا” في ترجمتها إلى هدف، وسط فرحة هستيرية هزّت ملعب “إيراكليس”. منح كرة هدف الفوز الثاني وتواصل تألُق سلطاني، فبعد 6 دقائق من تحصله على ركلة جزاء تمكّن لاعب لوهافر سابقا من منح كرة هدف الفوز لفريقه بعد عمل رائع، حيث استغل تأخر دفاع أولمبياكوس في الرجوع إلى منطقته، فاستقبل كرة طائشة من دفاع فريقه، إذ راقبها بطريقة ممتازة قبل أن يراوغ جسديا مدافع أولمبياكوس، ثم نجح في تجاوز مدافع آخر بعد لمحة فنية، ليمرّر كرة لزميله “فيليوس” الذي أسكنها شباك “نيكوبوليديس” بطريقة سهلة. كاد يُعمّق الفارق بطريقة رائعة في آخر المواجهة وكاد سلطاني في عديد المناسبات يزور شباك أولمبياكوس، خصوصا في (د88) حين توغل في منطقة العمليات وراوغ مدافع من الفريق المنافس لينفرد بالحارس الذي تصدّى لقذفة سلطاني ببراعة مفوّتا عليه فرصة تعميق الفارق، كما كانت للاعب” فينلو” الهولندي سابقا محاولة أخرى مباشرة بعد دخوله، لكن تسديدته القوية جانبت المرمى بقليل. لعب مهاجما ثانيا.. سريع، قوي بدنيا وهادئ أقحم “كومبينكو” سلطاني ليكون مهاجما ثانيا جنب نجم الفريق “ميرا”، وهو المنصب الذي لم يتعوّد سلطاني شغله في “أدو دان هاغ“، حيث كان غالبا ما ينشط خلف المهاجمين ما يَحُدّ من خطورته، عكس ما يحدث له في “إيراكليس”، حيث أبان مؤهلات هجومية كبيرة خصوصا سرعته الفائقة وكذا قوته البدنية، إضافة إلى هدوء أعصابه، ما اتضح جليا في لقطة الهدف الثاني، إذ راوغ مدافع أولمبياكوس ببرودة كبيرة في لقطة توضح مهارات النجم الجديد في النادي اليوناني العريق. الصحافة اليونانية أثنت عليه ولم تُفوّت الصحافة اليونانية الفرصة دون الإشادة بالمهاجم الجزائري، حيث جمعت جلها على أن العنصر الجديد في الفريق كان النجم الأول خلال مواجهة نادي العاصمة اليونانية، على غرار موقع “أونات” المتخصّص، إذ ذكر أنّ دخول سلطاني كان موفقا إلى أبعد الحدود وساهم في النتيجة النهائية التي آلت إليها المواجهة، كما تصدّرت صورة المهاجم الجزائري أشهر المواقع الرياضية المتخصّصة في البطولة اليونانية. جماهير “إيراكليس” انتظرته عند الخروج وحيّته كثيرا من جهتهم، انتظر بعض أنصار “إيراكليس” خروج نجم الفريق الجديد من غرف تغيير الملابس ليشكروه على مساهمته الكبيرة في الفوز، خصوصا أنّ المنافس يُعدّ من الوزن الثقيل وليس في متناول أي فريق آخر الفوز عليه نظرا لكتيبته المرصعة بالنجوم. ويبدو أنّ المهاجم الجزائري أصبح المدلل الجديد لأنصار “الأزرق” المشهورين بحماسهم الكبير. سلطاني: “قاتلت من أجل الفوز” بعد نهاية اللقاء أدلى كريم سلطاني بتصريح لقناة “نوفا سبور” المالكة لحقوق بث البطولة اليونانية، حيث قال إنّه كافح من أجل تحقيق الفوز، رغم دخوله بديلا في الشوط الثاني، كما أكّد أنه يشعر بارتياح كبير في ناديه الجديد ما حفزه على تقديم كلّ ما لديه. وأضاف: “كنت أشعر أنني سأدخل، أنا سعيد جدا بما قدّمته اليوم، لكن ما يهمّني أكثر هو أننا فزنا على فريق كبير من حجم أولمبياكوس، أعتقد أنّه انتصار عظيم“.