ضيعت الجزائر الكثير من المواهب الكروية خلال السنوات الأخيرة، وكانت فرنسا أكبر المستفيدين من الخزان الجزائري، حيث لعب لها نجوم عالميون من أصول جزائرية على غرار زين الدين زيدان، سمير ناصري وكريم بن زيمة، ويسير الشاب ياسين براهيمي في طريق سابقيه، إلاّ أنّ هناك فرصة أمام الجزائر لاسترجاعه رفقة سفيان فغولي ولاعبين آخرين، رغم أنّ فرنسا لجأت إلى سياسة جديدة للرد على محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية الذي أضرت تحركاته الأخيرة الفرنسيين كثيرا. براهيمي استدعي لمنتخب “آمال” فرنسا تحسبا للتصفيات الأوروبية استدعى “إيريك مونبارتس” مدرب منتخب “آمال” فرنسا الشاب ذا الأصول الجزائرية ياسين براهيمي إلى تشكيلته تحسبا للمشاركة في المباريات التأهيلية إلى كأس أمم أوروبا الخاصة بهذه الفئة والتي ستُقام في شهر أوت القادم، ويُعتبر نجم رين الشاب أحد أبرز الوجوه في قائمة “مونبارتس” التي تضم في أغلبيتها لاعبي البطولة الفرنسية. يرحل لمواجهة أوكرانيا غدا ومن ثم يستقبل مالطا هذا وسيكون براهيمي والمنتخب الفرنسي معنيان بالتنقل إلى أوكرانيا من أجل مواجهة المنتخب المحلي في إطار سلسلة مباريات “الديكة” في التصفيات المؤهلة إلى “أورو 2011”، وتُلعب هذه المباراة بالعاصمة كييف مساء غدٍ الجمعة، فيما يستقبل زملاء براهيمي المنتخب المالطي يوم 7 من الشهر الجاري، حيث يُلعب هذا اللقاء فوق ملعب أميان لحساب الجولة الثانية. هُمش في المباريات الأخيرة سبق لبراهيمي التواجد مع منتخب الآمال في المباريات السابقة من التصفيات، إلاّ أنّ “مونبارتس” لم يعتمد على لاعب رين كثيرا في تلك المواجهات، حيث تابعها براهيمي من على مقاعد البدلاء، وهي الوضعية التي قد تختلف عند ملاقاة أوكرانيا ومالطا، خصوصا بعد مشاهدة ما يفعله الشاب الفرانكو جزائري مع رين هذه الأيام، كما أنّ تضاؤل حظوظ فرنسا، قد يزيد من فرصه في المشاركة. إقصاء فرنسا سلاح ذو حدين من جانب آخر، يلعب آمال فرنسا آخر مباريتين في التصفيات المؤهلة إلى “أورو 2011”، وتبدو حظوظ “الديكة” في التأهل ضئيلة جدا إن لم نقل منعدمة، حيث يتوجب على براهيمي ورفقائه الفوز بمباريتي أوكرانيا ومالطا وانتظار المعجزة في المواجهات الأخرى الخاصة بالمجموعة، وسيكون الإقصاء سلاحا ذا حدين أمام الجزائر، إذ سيغيب براهيمي عن اللعب دوليا لفرنسا لمدة طويلة، ولكن قد يكون ذلك تحفيزا من أجل استدعائه لمنتخب الأكابر وقطع الطريق نهائيا أمام الجزائر. فرنسا نسيت فغولي في الآونة الأخيرة أما فيما يخص الشاب سفيان فغولي المنضم مؤخرا إلى نادي فالنسيا أحد أكبر الأندية الإسبانية، فهو غير معني باستدعاء منتخب الآمال، ونُسي صاحب ال21 عاما تماما من طرف الفرنسيين، حيث لم يُستدع إلى تربصات “الديكة” منذ مدة طويلة جدا، وكان آخر ما حصل له، تجاهله من طرف “مونبارتس” مدرب الآمال، الذي وجه الدعوة إلى لاعبين لا يُشاركون مع أنديتهم ورفض إعادة فغولي. لا يلعب في فالنسيا وقد تكون الفرصة لجلبه بالإضافة إلى تجاهله من طرف منتخب فرنسا للآمال، فإنّ الوضعية الحالية للنجم الفرانكو جزائري مع ناديه الإسباني الجديد، قد تخدم الجزائر أكثر، إذ أنّ فغولي لا يلعب كثيرا في فالنسيا والدليل أنّ المدرب “إيمري” وضعه خارج القائمة نهائيا في أول جولة من “الليغا”، وهي فرصة الاتحادية الجزائرية والمدرب رابح سعدان من أجل خطف اللاعب الواعد من فرنسا قبل استفاقة الأخيرة. وضعية طافر مُعقدة وقدومه حاليا صعب شاب آخر من أصول جزائرية يتقمص ألوان المنتخب الفرنسي في فئاته الشبانية، ويتعلق الأمر ب يانيس طافر نجم ليون المنتقل على سبيل الإعارة إلى تولوز، لكن وضعية الشاب صاحب ال19 ربيعا تبدو أكثر تعقيدا، حيث أنه قام بخطوة جديدة بالانتقال إلى تولوز الذي سيُتيح له فرصة اللعب والبروز، كما أنّ طافر سيكون معنيا بالمشاركة في نهائيات كأس العالم الخاصة بفئة أقل من 20 عاما الصيف المُقبل في كولومبيا، وهو ما يُؤجل إمكانية قدومه في الوقت الحالي. على “الفاف” التحرك ومحامحة أبرز مثال في ظل الوضعيات الصعبة التي يمر بها بعض الشبان ذوي الأصول الجزائرية، فإنّ على “الفاف” التحرك من أجل استدعائهم ولو لمنتخب الآمال، أو على الأقل جلبهم إلى مباريات ودية بغرض قطع الطريق أمام مطامع فرنسا، فلاعب مثل سعيد محامحة كان قائدا لمنتخب آمال “الديكة” لكنه لا يُستدعى حاليا، فيما لم يصله أي استدعاء من طرف الجزائر في هذا الظرف، وإذا لم نستغل ظرفا مثل هذا، فهل علينا الانتظار إلى حين يُصبح نجما ويصعب إقناعه، لنسترجع مواهبنا؟. لجوء الفرنسيين إلى هجوم مُعاكس غير مستبعد رغم أنّ الظرف الحالي يجعل الجزائر قادرة على استرجاع الكثير من الشبان والاستفادة من مواهب أبنائها في المهجر، إلاّ أنّ ردة فعل مفاجئة من طرف الفرنسيين غير مستبعدة، خصوصا أنّ فرنسا لم ولن تنسى ما فعله روراوة عندما غيّر الكثير من القوانين الخاصة باللاعبين مزدوجي الجنسية، كما أنّ خطف رياض بودبوز الذي يتألق مع سوشو حاليا، زاد من غضب الفرنسيين بعدما مر هذا اللاعب على جميع الفئات الشبانية ل”الديكة”، ولا يُستبعد لجوؤهم إلى هجوم مُعاكس وتوجيه ضربة موجعة لمصالح الجزائر. استدعاء براهيمي للمنتخب الأول مُمكن بما أنّ زميله في رين كاد يلعب المونديال وأول ما يتخوف منه الجزائريون سيكون دون أدنى شك خطف براهيمي نهائيا من الجزائر، فما يفعله نجم رين في البطولة الفرنسية أبهر المتتبعين وبدأ البعض في التأكيد على أنه الحل لإزالة العقم الهجومي ل”الخضر”، إلاّ أنّ فرنسا قد تقضي على هذه الأحلام باللجوء إلى استدعائه لمنتخبها الأول، وذلك أمر غير مستبعد، والدليل أنّ زميل براهيمي في رين “مارفو” يُستدعى مؤخرا إلى “الديكة” وكاد أن يلعب المونديال الأخير إثر تواجده في قائمة ال30، وهو ما يجعل أمر استدعاء براهيمي من فريق مثل “رين” عاديا في نظر “لوران بلان”، خصوصا إن كان ذلك بغرض غلق الطريق أمام الجزائر. فغولي الأقرب للواقع حاليا والبقية قد تأتي لاحقا دون شك، سيكون استرجاع مزيد من اللاعبين بعد خطف بودبوز أمرا صعبا للغاية على الاتحادية الجزائرية، لكن الواقع الحالي يكشف أنّ سفيان فغولي الأقرب من الجزائر وعلى القائمين بشؤون الكرة في بلادنا استغلال هذه الوضعية لاستدعائه إلى “الخضر” وعدم تضييع هذه الموهبة، فيما قد يأتي البقية تباعا، ابتداء من براهيمي الذي لا يجب إغفال ما يصنعه حاليا وحتى سعيد محامحة، بالإضافة إلى شبان آخرين من أمثال يانيس طافر وإسحاق بلفوضيل.