مرّت قمة الثنائي الجزائري، المحترف الوحيد في البطولة الإنجليزية الممتازة، كأن لم تكن أول أمس السبت.. بما أن رفيق حليش الناشط في صفوف فولهام المُستضاف وعدلان ڤديورة وسط ميدان ولفرهامبتون الضيف، شاهدا المباراة من على كرسي البدلاء، عدا الدقائق ال5 الأخيرة التي عرفت دخول صاحب هدف “الخضر” الوحيد في مرمى تانزانيا. فعلى ملعب “كرافين كوداج” بالعاصمة البريطانية لندن وضمن فعاليات الجولة الرابعة من البطولة الممتازة هناك، فاز “الوايتز” كما يُلّقب بهدفين مقابل هدف وحيد بعد قلبهم النتيجة من هزيمة إلى فوز في آخر ثواني المواجهة. أول فوز ل”فولهام”... و”وولفز” يسقط بعد ثلاث جولات رائعة دخل فولهام وولفرهامبون لقاءهما أول أمس وكلاهما يجتمع في نقطة اشتراك واحدة هي خلو سجلهما من أي هزيمة في أول ثلاث مواجهات من الموسم الجديد، فأصحاب الأرض حققوا 3 تعادلات متتالية، بينما زوارهم فازوا وتعادلوا مرّتين في مشوار وصفه المتتبعون بالناجح جدا. ليكون فوز فولهام بثنائية البلجيكي موسى ديمبيلي في (د49) و(د90) مقابل هدف مواطنه “جال فان دام” في مستهلّ المواجهة، جالب النقاط الثلاث الأولى ل”الوايتز” هذا الموسم ومُرسّما إياه كسادس البطولة حتى الآن برصيد 6 نقاط. حليش لأول مرّة في كرسي الإحتياط وشهدت مباراة أول أمس تواجد رفيق حليش الأول ضمن لائحة ال18 الخاصة ب فولهام، فبعد مشاهدته اللقاء السابق أمام “بلاك بول” من على المدرجات، سجّل مدافع “الخضر” حضوره الأول على دكة احتياطيي “الوايتز”، في حين قرر المدرب مارك هيوز الإبقاء على تعداده الذي خاض السباقات الماضية كما هو، وهذا بتوظيف النرويجي بريدي هانغيلاند والأيرلندي الشمالي أيرون هيوز كمحوريي دفاع بصفتهما صاحبي الخبرة والثقة في الموسم الماضي. مدّ “فولهام” الهجومي على مدار الدقائق أجّل تجريبه وكانت بعض المواقع والصحف البريطانية رجّحت إمكانية منح الفرصة ل حليش في لقاء فولهام- ولفرهامبتون حسب قراءتها للمواجهة، وهذا إذا تقّدم فولهام وحاول الحفاظ على مكسبه في الدقائق الأخيرة من خلال تكثيف عدد المدافعين، غير أن حدوث العكس بتقدّم الزوار في (د10) حوّل كل تفكير المدرب هيوز نحو تدعيم الخط الأمامي، لهذا كانت تغييراته الثلاثة في مناصب وسط الميدان والهجوم، مع تغيير إضافي في مركز الظهير الأيمن الذي كان نقطة ضعف فولهام. الغاني “بانسيل” جدّد كوارثه... والأمر في صالح حليش من بين عناصر فولهام الدفاعية، لم يكن للاعب أن يسرق الأضواء من الدولي الغاني جون بانسيل الناشط ظهيرا أيمن بسبب الكوارث التي ما فتئ يقدمها من جولة إلى أخرى. فبعد أن سجل هدفا في مرمى فريقه لصالح “بلاك بول” قبل أسبوعين، حارما فريقه من فوز محقق خارج الديار، عاد ليفعل المثل أمام ولفرهامبتون عندما ارتكب خطأ فادحا في لقطة هدف “فان دام” في (د10) بعد ترك اللاعب والكرة أمام مرمى شاغر، وهو التصرّف الذي أزعج كثيرا المدرب هيوز مما دفعه لإخراج الدولي الغاني مع انطلاقة الشوط الثاني. وقد رجّحت بعض الآراء أن تتم إحالة “بانسيل“ إلى الاحتياط في الجولات القادمة مع منح مهمة تنشيط الجهة اليمنى ل أيرون هيوز، مما يفتح المجال ل حليش الذي قد يعوّض هذا الأخير الأساسي عادة في المحور الدفاعي. ڤديورة دخل في (د85) لأجل تقوية الدفاع وتدعيم الهجوم مرّة أخرى، يُسّجل الدولي الجزائري الآخر عدلان ڤديورة غيابه عن أساسيي ولفرهامبتون، مقابل حضوره ضمن التبديلات الثلاثة التي يقوم بها عادة مدربه ماكارثي في حالات زيادة التواجد الدفاعي عندما يسعى نحو الحفاظ على النتائج، أو حتى تدعيم هجوم فريقه في حالة التأخر معتمدا بالدرجة الأولى على تسديدات “المدفعي” كما يحلو لبعض محبي “وولفز” تلقيبه نظير تسديداته القوية جدا، لكن وضعية ڤديورة هذه المرّة كانت أكثر هجومية إلى درجة أنه تحّول إلى قلب هجوم صريح. “ماكارثي” أخرج آخر مهاجميه وأدخل ڤديورة باحتساب الوقت المضاف من قبل حكم اللقاء، لعب ڤديورة حوالي 8 دقائق أمام فولهام في منصب متقدم للغاية، فالمدرب ماكارثي أخرج مهاجمه الأيرلندي كيفن دويل في (د61) وأدخل مكانه وسط الميدان الدفاعي دافيد جونز، ثم أعاد الكرّة مع آخر مهاجميه على أرضية الميدان “سيلفيان إيبانكس-بليك” بإخراجه وإدخال الدولي الجزائري. وقد كان ڤديورة متقدّما عن موقعه المعتاد في الارتكاز والاسترجاع، ففي هجمات “وولفز” المرتدة الأخيرة كان إما قائدها أو رأس الحربة الأول فيها في منصب هجومي لم يعتد على تنشيطه. أصبح في مأزق بعد تربع “مانسيان” على المنصب الأساسي بالرغم من أن بدء المواجهات من كرسي البدلاء أصبح المعتاد من ڤديورة في فريقه، إلا أن التعداد الذي دخل أمام فولهام كان مغايرا لسابقيه بالنسبة لمراكز الارتكاز في وسط الميدان. فالقائد كارل هنري وجد إلى جانبه هذه المرة الشاب القادم من تشيلزي مايكل مانسيان، بينما بقي رفيقه السابق في تلك المهمة دافيد جونز جالسا في كرسي البدلاء إلى غاية منتصف الشوط الثاني. وقد نال مانسيان ثقة مدربه التامة بعد تجديد إعارته من “البلوز“، مما يضع ڤديورة في مأزق حقيقي لاكتساب مكانة أساسية، بما أن الصراع امتدّ من جونز إلى مانسيان. جماهير “فولهام” هتفت ضد خشونة “وولفز” وڤديورة يعود إلى واجهة الخشنين! وشهدت مباراة فولهام - ولفرهامبتون توزيع 6 بطاقات صفراء وواحدة حمراء على رفقاء ڤديورة، كما عرفت صيحات استهجان تجاه الفريق الذي حّل ضيفا بلندن من قبل جماهير فولهام نظير الخشونة الكبيرة التي تميّز به لعب “وولفز”، خاصة على نجم الهجوم الإنجليزي بوبي زامورا الذي تلقى إصابة ستبعده عن الميادين 4 أشهر كاملة. وقد عاد اسم الدولي الجزائري إلى قائمة الخشونة المفرطة من خلال بعض التقارير الإخبارية البريطانية، كدليل منها على اعتماد المدرب ميك ماكارثي الأسلوب الخشن، وهذا كون تدخل القائد دافيد جونز على زامورا أتى بعد أسابيع من تدخل مماثل ل ڤديورة على الهولندي هايتينغا لاعب إيفرتون في لقطة سجّل منها “وولفز” هدف التعادل خارج الديار، وأسالت الكثير من الحبر في انتقاد أسلوب القادم من البطولة البلجيكية الموسم الماضي.