اتحاد عنابة شبان عنابة يطيحون بنجوم بجاية

حقق اتحاد عنابة سهرة أول أمس الجمعة فوزا مقنعا ومستحقا على شبيبة بجاية المدجج باللاعبين النجوم هذا الموسم،
حيث لم يتمكن هؤلاء بخبرتهم من الوقوف ضد الرغبة الجامحة لأشبال المدرب عبد القادر عمراني في تحقيق أول فوز لهم في البطولة، والأكثر من ذلك أن التشكيلة العنابية كان بإمكانها أن تنهي لقائها هذا بأكثر من أربعة أهداف لولا الحظ الذي كان إلى جانب الشبيبة. لكن رغم هذا الفوز تبقى في تشكيلة المدرب عبد القادر عمراني العديد من النقائص يجب تصحيحها.
أول فوز هذا الموسم
تدارك رفقاء الحارس واضح بسرعة خسارتهم في الجولة الأولى في تلمسان أمام الوداد المحلي في لقائهم الذي كان لحساب الجولة الثانية الذي استضافوا فيه أول أمس الجمعة فوق ملعبهم 19 ماي شبيبة بجاية الذي يعتبر أحد الفرق المرشحة لنيل لقب بطولة هذا الموسم، حيث حققوا الفوز وهو الأول لهم في بطولة هذا العام أمام أنصارهم الذين خرجوا راضين عن أدائهم.
سيطرة عنابة على بجاية تستمر
وقد جسد اتحاد عنابة سيطرته على شبيبة بجاية على الأقل في الموسمين الأخيرين بفوزه سهرة أول أمس الجمعة بهدف دون رد، على الرغم من أن المعطيات قبل بداية هذا اللقاء كانت كلها لصالح الفريق البجاوي نظرا لخبرة لاعبيه والتي قابلها في الطرف الآخر صغر سن معظم لاعبي التشكيلة العنابية، لكن هذا الفارق زال فوق أرضية الميدان حيث قلب أبناء «بونة» الطاولة على منافسهم في هذا اللقاء وتمكنوا من الفوز عليه بأداء مقنع وبنتيجة كادت أن تكون ثقيلة لولا عامل الحظ والقائم مثلما حدث في لقطة بوعيشة قبل نهاية الشوط الأول.
الفوز ردا على المشككين
بفوزهم على أحد الفرق المرشحة لنيل لقب بطولة هذا الموسم تمكن رفقاء مسجل هدف الفوز بقرار الرد على الذين شككوا في إمكاناتهم بعد خسارتهم في أول لقاء رسمي لهم هذا الموسم في الجولة الماضية في تلمسان رغم أنهم لم يخسروا قبل ذلك أي لقاء من اللقاءات الودية 12 التي لعبوها قبل بداية هذا الموسم، وبعد هذا الفوز يجب على هؤلاء المشككين الصمت – حسب المسيرين- وأن ينضموا إلى صف المساندين لفريق هذا الموسم.
ليس بالملايير والنجوم نبني فريقا
الفوز المقنع المحقق أمام فريق مثل شبيبة بجاية يؤكد أنه ليس بالملايير والنجوم نبني فريقا لأننا رأينا في لقاء أول أمس الجمعة أن كل الفوارق زالت فوق أرضية الميدان بين التشكيلة العنابية التي تضم لاعبين شبان تنقصهم الخبرة وبين منافسها الفريق البجاوي الذي صرفت من أجله الملايير لبنائه.
يجب وضع الأرجل على الأرض
الآن وبعد أن تحقق الفوز أمام بجاية، فإنه على أشبال المدرب عبد القادر عمراني –حسب المتتبعين- أن لا يغتروا وأن يضعوا أرجلهم على الأرض لكن في الجهة المقابلة عليهم أن يؤمنوا بإمكاناتهم وبأن الفوز الذي سجلوه على الشبيبة البجاوية «ما كانش زهر» وإنما كان نتيجة لرغبتهم في تحقيقه وبعد المجهودات التي يبذلونها في التدريبات والتي يجب أن تتواصل في باقي الأيام لأن اللقاءات القادمة ستكون أصعب بكثير.
بقرار:‘'فوزنا كان مستحقا وجاء ردا على الذين حكموا علينا بالفشل''
كيف تعلق على فوزكم أمام شبيبة بجاية؟
اللقاء لم يكن سهلا لأننا واجهنا فريقا قويا يضم في صفوفه لاعبين جيدين يمتلكون خبرة واسعة، لكن كل هذه المعطيات والفوارق زالت فوق أرضية الميدان، كما أن ظهورنا بالمستوى الجيد الذي لعبنا به في لقاءاتنا الودية قبل بداية البطولة ظهر في مباراتنا هذه أمام شبيبة بجاية ما سمح لنا بالفوز.
لكن بدا عليكم الخوف في بداية اللقاء، ما هو السبب في ذلك؟
صحيح لم نبدأ مباراتنا جيدا، لكن ليس بسبب الخوف من المنافس وإنما لأننا لم نتمركز جيدا في مواقعنا. كما بدا علينا نوع من قلة التركيز لكن ذلك الخلل زال بمرور الدقائق خاصة بعد التعليمات والنصائح التي قدمها لنا المدرب وهو الأمر الذي جعلنا نسترجع زمام المبادرة وننقل الخطر إلى مرمى منافسنا.
وهو الأمر الذي جعلكم تصلون إلى شباكه قبل نهاية الشوط الأول، أليس كذلك؟
بالفعل سيطرنا على مجريات اللقاء بعد ربع الساعة الأول من الشوط الأول ما سمح لنا بخلق العديد من الفرص السانحة للتسجيل حولنا إحداها إلى هدف، كما كان باستطاعتنا تسجيل هدف ثان لو لم تصطدم كرة زميلي بوعيشة بالقائم.
كنت صاحب هدف الفوز، كيف تعلق على ذلك؟
بتوفيق من عند الله تمكنت من التسجيل، كما أن هدفي هذا كان بمساعدة بقية زملائي في التشكيلة. على كل حال أنا سعيد بهذا الهدف الذي سيحررني من أجل تسجيل أهداف أخرى في المستقبل. كما أريد أن أضيف شيئا.
تفضل...
فوزنا كان مستحقا وجاء ردا على الذين حكموا علينا بالفشل مسبقا وبأننا سنخسر أمام بجاية بثلاثة أو أربعة أهداف. أطلب من هؤلاء أن يساندوا الفريق أو يسكتوا لأننا سئمنا في كل مرة نسمع أنه ليس بإمكاننا حتى ضمان البقاء هذا الموسم، على الجميع الالتفاف حول الفريق لأنه يضم لاعبين شبان يريدون إسعاد أنصارهم وصنع اسم لهم ولا يهمهم المال بقدر ما يهمهم قيادة فريقهم نحو النجاحات.
ألا تعتقد أنكم ضيعتم فوزا عريضا أمام بجاية بعد الكم الهائل من الفرص التي أتيحت لكم خاصة في الشوط الثاني؟
صحيح ضيعنا فرصة الفوز بنتيجة ثقيلة بسبب مثلما قلت الكم الهائل من الفرص السانحة للتسجيل التي أتيحت لنا خاصة في الشوط الثاني، المهم أننا تمكنا من الفوز لكن يجب أن نتغاضى على هذه النقطة التي تعتبر سلبية في أدائنا وعليه يجب أن نجد حلا لهذه المشكلة خلال تدريباتنا القادمة.
«الهوليقانز» كانوا في الموعد وفرحوا كثيرا بهذا الفوز، ماذا تقول لهم؟
«يعطيهم الصحة» كما أن حضورهم القوي هذا منح لنا القوة ودفعنا للأمام، جمهور مثل هذا يستحق «فريق تاع بطولات». على كل حال سنعمل المستحيل هذا الموسم لإسعادهم، لكن عليهم أن يقفوا إلى جانبنا في لقاءاتنا القادمة.
بوعيشة صانع الألعاب الذي كانت تبحث عنه عنابة
أكد اللاعب بوعيشة أنه من طينة الكبار فكل من حضر لقاء بجاية لاحظ رزانته ورؤيته الجيدة للعب حيث مرر لرفاقه المهاجمين العديد من الكرات التي كان على هؤلاء إيداعها الشباك فقط لكنهم لم يفلحوا في ذلك، كما أن هذا اللاعب كان صاحب تمريرة الهدف الذي سجله زميله المهاجم بقرار في منتصف الشوط الأول. الأداء الذي قدمه اللاعب السابق لنادي بارادو جاء ليؤكد أن عنابة تمكنت من إيجاد صانع الألعاب الذي كانت تبحث عنه.
بقرار يدخل قلوب ‘'الهوليڤانز''
وليس اللاعب بوعيشة وحده الذي تألق في لقاء سهرة أول أمس الجمعة لأن زميله الآخر المهاجم الأيمن بقرار هو كذلك كان في الموعد، حيث أقلقت سرعته الخط الخلفي للفريق البجاوي والذي يتكون من لاعبين دوليين ونجوما في البطولة الوطنية على غرار معيزة وزافور. هذا الأداء الذي قدمه اللاعب السابق لمولودية العلمة في هذه المواجهة جعله يدخل قلوب «الهوليڤانز» الذين يعلقون عليه آمالا عريضة هذا الموسم في تسجيل المزيد من الأهداف وبالمرة مساعدة فريقهم على تحقيق أفضل النتائج.
حذار عدة نقائص ما زالت موجودة
من جهة أخرى وإذا كان كافة لاعبي عنابة قد تألقوا في لقاء بجاية، إلا أنه –حسب المتتبعين- ظهرت على أدائهم العديد من النقائص خلال مواجهتهم، لذلك يتوجب عليهم وضع أرجلهم على الأرض وتصحيح أخطائهم التي ارتكبوها لأن ما ينتظرهم سيكون أصعب في الجولات القادمة.
الجهة اليسرى من الدفاع «كانت تعوم» في الشوط الأول
ومن بين النقائص التي كادت أن تكلف اتحاد عنابة هي الجهة اليسرى من الدفاع والتي شغلها في هذا اللقاء المدافع منصور الذي وبسبب رغبته في مساعدة المهاجمين كان يصعد دائما إلى الأمام ويترك مكانه شاغرا في الدفاع وهي الثغرة التي حاول مهاجمو الشبيبة البجاوية المرور منها.
عمراني تفطن لها وحول مكاوي ظهيرا أيسر وأخرج منصور
وقد تفطن مدرب التشكيلة العنابية عبد القادر عمراني لهذه الثغرة ما جعله يخرج المدافع السابق لأهلي البرج منصور مع بداية الشوط الثاني ويقحم مكانه اللاعب مكاوي الذي لعب في الشوط الأول مهاجما أيسر. مكاوي أغلق هذه الجهة جيدا في هذا الشوط وهو الأمر الذي جعل مناد يأمر لاعبيه بالاعتماد على التمريرات لكن دون جدوى.
صدقي يمضي في النصر العماني
كشفت بعض العناوين الصحفية في دولة عمان في نهاية الأسبوع الماضي أن صدقي كريم -اللاعب المغترب السابق في اتحاد عنابة- قد أمضى في نادي النصر العماني لمدة موسم واحد. ويعتبر كريم صدقي (22 سنة) خريج مدرسة لانس الفرنسي وأمضى في عنابة الموسم الفارط قادما من الشمال القطري وسبق له اللعب في لانس وليل والشمال القطري ليختار اتحاد عنابة في موسم 2009/2010 لكن إدارة عنابة أقدمت في بداية التحضيرات على تسريح اللاعب رغم أنه أمضى على إجازته وأجرى الفحوص الطبية لكنها سرحته لأسباب تبقى غامضة رغم أن المعني كان يريد مواصلة اللعب في اتحاد عنابة.
شبان عنابة دخلوا اللقاء خائفين
وعن تفاصيل لقاء سهرة أول أمس الجمعة نجد أن بدايته لم تكن لصالح العنانبة، حيث دخل هؤلاء لقائهم بنوع من الخوف حيث لاحظنا العديد من الأخطاء سواء في التمركز أو في تمرير الكرة وهو الأمر الذي جعل الحارس واضح يتعرض في ربع الساعة الأول إلى ضغط شديد فرضه هجوم شبيبة بجاية لكنه كان عشوائيا ليتدخل بعد ذلك مدربهم عبد القادر عمراني من على خط التماس لتصحيح الأوضاع قبل حدوث الكارثة.
أول محاولة لهم في (د15)
تدخل المدرب عبد القادر عمراني جاء بنتيجة لأنه بعد مرور ربع ساعة تمكن فريقه من الخروج من قوقعته، وهو الأمر الذي سمح له من نقل الخطر إلى منطقة دفاع الفريق البجاوي الذي تلقى أول تهديد في (د15) بواسطة لاعب الوسط ضيف حميد الذي قذف نحوى المرمى من بعد 25 م. لكن كرته مرت فوق العارضة الأفقية.
سيطرة مطلقة على مجريات باقي هذا الشوط
هذه اللقطة أخافت لاعبي شبيبة بجاية وجعلتهم يتراجعون وأزالت الخوف الذي دخل به لاعبو التشكيلة العنابية في بداية اللقاء وحررتهم وساعدهم في ذلك تحرك أنصارهم الذين حاولوا بأهازيجهم دفعهم إلى الأمام، وهو الأمر الذي جعل مجريات الشوط الأول تنقلب لصالحهم ويتمكنون كذلك من التسجيل في (د29) عن طريق المهاجم الأيمن بقرار الذي تمكن في محاولته الثانية من الوصول إلى الشباك بعدما كان ضيع خمس دقائق قبل ذلك فرصة سانحة للتسجيل عندما خرج وجها لوجه أمام الحارس.
بوعيشة كاد يضاعف النتيجة
وكانت لاتحاد عنابة قبل نهاية الشوط الأول فرصة لمضاعفة النتيجة لصانع ألعابه بوعيشة الذي فشل في وضع الكرة في الشباك، رغم أنها كانت شاغرة وذلك بعدما قام بعمل فردي رائع في الجهة اليمنى من دفاع الفريق المنافس راوغ من خلاله المدافعين معيزة ومقاتلي ثم الحارس الدولي سيدريك لكن تسديدته أبت أن تدخل الشباك، حيث اصطدمت بالقائم الأيسر أمام دهشة كل من كان في الملعب.
العنانبة تركوا المبادرة للبجاويين في الشوط الثاني
كانت بداية الشوط الثاني لصالح التشكيلة العنابية التي كادت أن تسجل هدفا ثانيا بعد هجمة معاكسة انفرد من خلالها اللاعب بوعيشة بالحارس وراوغه لكن تسديدته مرة أخرى تأبى دخول الشباك، حيث مرت جانبية. بعد هذه اللقطة تحولت المبادرة لشبيبة بجاية بسبب تراجع الفريق العنابي من أجل المحافظة على تفوقه في النتيجة مع اعتماده على الهجمات المعاكسة والتي شكلت خطورة على مرمى الفريق البجاوي الذي كاد أن يتلقى العديد من الأهداف خلال هذا الشوط، لكن أنانية مهاجمي الاتحاد جعلتهم ينهون هذا اللقاء بهدف يتيم.
عمراني تفوق تكتيكيا على مناد
وكانت عودة التشكيلة العنابية إلى الخلف في الشوط الثاني بطلب من مدربها عبد القادر عمراني الذي تمكن خلال هذا الشوط من التفوق تكتيكيا على مدرب الفريق المنافس مناد بفضل تغييراته التي كانت موفقة والتي شلت مفاتيح اللعب للفريق البجاوي، فمثلا التغيير الذي أجراه على الجهة اليمنى من الدفاع عندما أقحم المدافع عماري وقام بتحويل المدافع قشي الذي شغل هذا المنصب في الشوط الأول إلى محور الدفاع، قلل من خطورة هجوم الفريق البجاوي على الجهة اليمنى من مرمى حارس الاتحاد واضح الذي لم يهدد مرماه إلا نادرا خلال هذا الشوط.
أشرك المدافع مسعودي من أجل مراقبة نجونغ
كما أجرى مدرب عنابة تغيير آخر خلال هذا الشوط لكن في المناصب، وذلك بعدما حول المهاجم الأيسر مكاوي إلى مدافع أيسر، إذ أخذ مكان المدافع منصور الذي تم استبداله في هذا الشوط بالمدافع الأيمن عماري، حيث غلق كل المنافذ على الجهة اليسرى من دفاع فريقه وهو الأمر الذي جعل شبيبة بجاية تركز على التمريرات الطويلة المباشرة للمهاجم الإفريقي نجونغ الذي فرضت عليه رقابة لصيقة من قبل المدافع مسعودي الطويل القامة، والذي أقحم خصيصا في هذه المواجهة من أجل مراقبة هذا اللاعب الخطير ونجح في مهمته.
مناد يعترف بقوة عنابة
اعترف مدرب شبيبة بجاية بقوة وأحقية فوز العنانبة في نهاية اللقاء، كما أكد أن فريقه كان بإمكانه أن يخسر هذه المواجهة بثلاثة أهداف أو أربعة بالنظر إلى الفرص الكثيرة التي أتيحت لهجوم التشكيلة العنابية في الشوط الثاني. هذا الاعتراف يعتبر دليلا آخر على قوة فريق هذا الموسم ما دام جاء من عند مدرب معروف ويشرف على فريق مرشح لنيل لقب بطولة هذا الموسم.