أستاذة مختصون يستعرضون السياقات التاريخية التي مرت بها الرواية النسائية الجزائرية قالت زهور ونيسي أن بناء المجتمع سليم، لن يكون إلا بصياغة مشروع ثقافي ضخم يحمل مضامين فكرية من شأنه استحداث معايير متنوعة لبناء صرح اجتماعي مبني على أسس وضوابط مدروسة. وتطرقت الروائية زهور ونسي لدى نزولها ضيفة اليوم على المقهى الأدبي في عدده الأول ، والمنظم من قبل مركز الفنون والثقافة بقصر رؤساء البحر إلى تجربتها في مجال الكتابة، مشيرة في الوقت ذاته إلى الظروف الاجتماعية والثقافية والعراقيل التي كانت يعيش في ظلها الشعب الجزائري خلال الاستعمار ومعاناة الحرف العربي إبان تلك الحقبة العصيبة. وبخصوص تصنيف الأدب، بين الأدب النسوي والرجالي قالت ونيسي أن الأدب بكل ألوانه في النهاية يؤرخ للإنسانية، ويعبر عن معاناة الفرد داخل منظومته الاجتماعية بأبعادها المختلفة، وعادت زهور لتقول أن المرأة المبدعة تسبح بخيالها في فضاء واسع الأرجاء، فعالم المرأة تضيف ذات المتحدثة متعدد الرؤى، فهي لا تكتب من منطلق الفراغ بل تستند في كتابتها وإبداعاتها إلى واقعها المعاش، وتنطلق من جرحها. وعلى صعيد مماثل تناولت الدكتورة مسعودة لعريط من جامعة تيزي وزو خلال مداخلتها التي تمحورت حول " الرواية النسائية في الجزائر" الأقلام النسائية الجزائرية التي أبدعت في مجال الرواية، واللائي أنرن صفحات الأدب العربي والعالمي باللغتين العربية والفرنسية، وفي مقدمتهم الروائية زهور ونيسي التي قالت بشأنها أن تعد أول روائية جزائرية تخط الرواية بالخط العربي، كما استعرضت لعريط تجارب روائيات أخريات وذكرت على سبيل المثال لا الحصر حيث نجد جميلة دباش، أحلام مستغانمي، زهرة ديك، فضيلة الفاروق، مريم بان، مايسة باي، فاكمة العقون، ياسمينة صالح وغيرهن، طاوس عمروش. هذا وذهبت لعريط ضمن جلسة أدبية التي جاءت تحت شعار " كاتبات جزائريات ، إبداع ومسيرة قلم" إلى أبعد من ذلك حيث استعرضت السياقات التاريخية التي مرت بها الرواية النسائية الجزائرية، وما كانت تعانيه المرأة المبدعة من الاستلاب الثقافي الفكري خلال فترة الاستعمار. وفي ذات السياق قدم الدكتور عيسى ماروك قراءة نقدية للروايتين " حب في خريف مائل" لسمير القاسيمي، ورواية " تاء التأنيث " لفضيلة الفاروق"، وذلك خلال محاضرته التي دارت حول موضوع " صورة المرأة في الرواية الجزائرية … بين سمير القاسيمي وفضيلة الفاروق". نصيرة سيد علي