حطم السياسي، رشيد نكاز، كل الأرقام القياسية بقطعه مئات الكيلومترات المتواصلة مشيا على الأقدام، حيث قطع إلى غاية أمس أكثر من 600 كيلومتر في طريقه للوصول إلى مدينة عين صالح التي تشهد احتجاجات متواصلة ضد مشروع استغلال الغاز الصخري. ويحاكي نكاز بطريقته الجديدة مسيرة المهاتما غاندي الذي قاد أتباعه في مسيرة لمسافة 400 كيلومتر للاحتجاج على ضريبة الملح عام 1930 المفروضة من السلطات البريطانية على المزارعين، غير أنه تفوق على الزعيم الهندي بقطع مسافات مضاعفة مرفوقا بعدد محدود من معاونيه. وأثار الأسلوب الجديد لنكاز الذي تخلى عن الجنسية الفرنسية في وقت سابق، تعاطف الكثيرين حيث يحظى باستقبال المواطنين في بعض المدن التي يحط بها، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تعج بالمنشورات وصوره التي ينشرها مرافقوه في الرحلة. ويتهم نكاز بممارسة البروباغندا الإعلامية، حيث تشكك بعض الآراء في جدية مسعاه، خصوصا في ظل وجود سابقة في سجلات رشيد نكاز تتعلق باختفاء استمارات ترشحه في الليلة الأخيرة قبل انقضاء آجال إيداع الملفات في المجلس الدستوري. ويصف بومدين معاش، الباحث في علم الاجتماع السياسي، رشيد نكاز بالشخص البارع في ملامسة القضايا الجوهرية التي تؤثر في بنيان الدولة الجزائرية، ويبرر النجومية التي حظي بها نكاز في الفترة الأخيرة بكون الأخير "تبنى قضية ناجحة تتعلق بعين صالح والجنوب الذي ارتبط ذكره بالتهميش والإقصاء". واعتبر الباحث معاش، أن إنجازات الرجل، تعتبر مهمة مقارنة بعمره السياسي القصير في الجزائر، مضيفا أن التقييم النهائي يرتبط ب"الأجندة السياسية الظاهرة والخفية معا لرشيد نكاز". وفي اتصال أجرته معه الحوار، أمس، أكد نكاز أنه لا يسعى للظهور أو كسب متعاطفين مع مشروعه السياسي، مستدلا بتجنبه دخول بعض المدن على غرار بوسعادة والأغواط، ونوه المتحدث بالالتفاف الشعبي الذي يلقاه في الطريق مختصرا المشهد في عبارة "الحمد لله". وأكد نكاز الذي كان يتواجد على بعد 12 كلم من مدينة متليلي أثناء الاتصال به أن هدفه الوحيد من المسيرة "رفض مشروع الغاز الصخري في الجزائر وإسقاط مشروع الحكومة بكل الطرق السلمية"، حيث سبق له أن زار عين صالح قبل أسابيع قبل أن تبعده أجهزة الأمن إلى خارج المدينة. ودعا رشيد نكاز المشككين في قطعه للمسافة مشيا على الأقدام إلى مصاحبته في الطريق، وأكد بهذا الخصوص أن السيارة التي ترافقه تختصر مهمتها في حمل الأغراض والخيمة التي يقضي فيها بعض أوقات الراحة قبل استئنافه للمسير، وأضاف نكاز أن "عناصر الأمن تعلم أني أقطع كل تلك المسافات مشيا على الأقدام وتراقب كل تحركاتي". واستخف المكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني، السعيد بوحجة، بالطريقة التي يعتمدها نكاز في نضاله السياسي، حيث وضعها في إطار مبدأ "خالف تعرف"، وأضاف بوحجة "إن نكاز يبحث من خلال مسيرته إلى عين صالح عن البروز والتغطية الإعلامية، لأن مشروع الغاز الصخري قد فصل فيه رئيس الجمهورية".