آمنة بولعلوة دعا رئيس جمعيات رعاية الشباب عبد الكريم عبيدات وزيرة التربية نورية بن غبريط إلى توحيد الجهود من أجل تكفل نفسي أنجع بالتلاميذ المقبلين على شهادة البكالوريا، مشيرا إلى خصوصية هذا الموسم، الذي تميز بكثرة الضغوطات التي تسببت فيها إضرابات دامت قرابة شهرين من الشد والجذب بين الوزارة والأساتذة. كشف عبد الكريم عبيدات عن جديد هذا الموسم والمتمثل في تعميم برامج التحضير النفسي للمقبلين على البكالوريا عبر كامل التراب الوطني، قائلا في تصريح ل"الحوار" بأن الجمعية كونت مؤطرين ومؤطرات لتعميم هذه الدورات عبر كل الولايات لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، مضيفا أن الجمعية حضرت 15 ألف قرص سيتم توزيعها أثناء البرنامج يستطيع الطالب من خلالها تقييم نفسه وقدراته. وتطرق عبيدات في حديثه عن مسألة الأقراص المضغوطة التي قامت الوزارة بتوزيعها على التلاميذ مؤخرا، والتي زادت من تأزم الحالة النفسية للتلاميذ، والتي شبهها بسيارة دون بنزين، مشيرا إلى أن انعدام الحوار بين الإدارة والتلاميذ أوصلهم إلى حالة من الانسداد و درجة من التوتر يصعب معها التعامل مع الوضع. برنامج يمتد لشهر كامل بسيدي فرج وفي حديثه عن مدى وعي الأولياء بأهمية الإقبال على برامج التحضير النفسي، قال إن القليل منهم يفكر بطريقة إيجابية، وأغلبهم حاله حال رئيس فريق يسعى لإنجاح طاقمه بأي طريقة كانت. وعن الحالات الخاصة لبعض المتفوقين الذين يعانون بشكل مبالغ فيه من التوتر التنفسي خلال الامتحانات، قال عبيدات إن أمثال هؤلاء يتكفل بهم خبراء عالميون جاءوا من ألمانيا ومن دول أخرى ومدربون في الوقاية ومختصون في التكفل النفسي قبل الامتحانات. وشدد عبيدات على ضرورة تنسيق الجهود بين جمعيات رعاية الشباب و وزارة التربية خلال الموسم الحالي، في إنجاح برنامج التحضير النفسي للمقبلين على البكالوريا من أجل رفع نسبة النجاح، التي تمنى أن تفوق ال 87 بالمئة التي سجلت العام الماضي. وذكر عبد الكريم بموعد البرنامج الذي سيمتد لشهر كامل من الفاتح ماي وإلى غاية نهايته والتي تم التركيز فيها أكثر على الاسترخاء النفسي والجسمي في آن واحد. وقد اختار عبيدات مركب الشباب لمنطقة سيدي فرج الخلابة، بعد يوشاوي في 2008 وحديقة التجارب بالحامة، وبحيرة الرغاية، واعتبر أن اختيار منطقة سيدي فرج كان موفقا لهذه السنة بالنظر إلى الإقبال المكثف الذي تشهده الدورة الحالية. طلبة يفقدون الشهية وآخرون يعانون من الأرق يصارع طلبة البكالوريا هذه الأيام الوقت لاستدراك ما فاتهم من دروس أضاعها عليهم إضراب الأساتذة لقرابة الشهرين، وكلهم أمل في تحقيق النجاح والتغلب على حالة التوتر الاستثنائية هذا العام. وفي حين يفضل بعضهم اللجوء إلى الرقية للتخلص من الضغوط ويفضل آخرون الانخراط في برامج التحضير النفسي. ويعاني أغلبهم اضطرابات تتعلق بالشهية والنوم بسبب التوتر الذي يلازمهم طيلة الفترة التي تسبق الامتحانات، في حين تعيش كل أسر الممتحنين حالة من الطوارئ كلما اقترب الموعد.يتقاسمون فيها أعراض التوتر والأرق، خاصة المبالغين منهم في القلق على مستقبل أبنائهم الدراسي. تقول أم نهاد:" تستعد ابنتي لاجتياز البكالوريا للمرة الثانية على التوالي، وكلما اقترب الموعد شعرت بالضغط أكثر وقلت شهيتها للطعام وجافى النوم جنبها، وأكثر ما يخيفني فقدانها الملحوظ لوزنها وشحوب لونها"، أما أم أسامة فتقول: "يعاني ابني من حالة نفسية تزيد تأزما كلما اقترب موعد الامتحان، وأكثر ما يخيفني أنه رسب العام الماضي، على رغم أنه كان من المتفوقين طيلة العام الدراسي، لذا لجأت إلى أخصائي نفساني لمتابعة حالته، لأن أكثر ما أخشاه أن تتكرر التجربة السيئة معه هذا العام، وتضيف مروة طالبة مقبلة على البكالوريا هذا العام:" الحالة النفسية تلعب دورا مهما في النجاح، هذا ما أدركته مؤخرا، فكلما اقترب الموعد شعرت بتوتر أكبر وضاعت المعلومات.