رابعا: قال الشيعي (وقد ورد من طرقنا عن علي أنه قال) أقول: الروايات التي جاء بها الشيعي لا تصح: الأولى: في الكافي للكليني ج1 ص62: لا تصح في سندها أبان بن أبي عياش، قال عنه بن الغضائري ضعيف. الثانية: هذه الرواية تدل على المستوى العلمي المتدني والهزيل لهذا الشيعي، لأسباب هي: 1- الرواية نقلها من كتاب بحار الأنوار للمجلسي المتوفى سنة 1111، والمجلسي بدوره نقلها من كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب المتوفى سنة 588 للهجرة، كان الأجدر بهذا الشيعي أن يطلع على كتب قومه، فكيف ينقل من المجلسي وأصل الرواية عند بن شهر !! 2 – الرواية هذه أيضا لا تصح كسابقتها، سندها كما ذكره ابن شهر آشوب (جبلة بن سحيم عن أبيه عن علي قال : لو ثنيت لي الوسادة وعرف لي حقي لأخرجت مصحفا كتبته وأملاه علي رسول الله) [مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (588 ه) الجزء1 صفحة320] ، بالرجوع إلى ترجمة جبلة بن سحيم، نجد أنه مجهول وهذا ما ذكره الشهرودي حيث قال لم يذكروه [مستدركات علم رجال الحديث لعلي النمازي الشاهرودي (1405 ه) الجزء 2 صفحة 116 ترجمة 2433 جبلة بن سحيم: لم يذكروه] 3 – من ناحية النقل: قال الشيعي (لو ثنيت لي الوسادة لأخرجت لهم مصحفاً كتبته وأملاه علي رسول الله) والصحيح في النص الأصلي من مناقب آل أبي طالب هو (لو ثنيت لي الوسادة وعرف لي حقي لأخرجت مصحفا كتبته وأملاه علي رسول الله). في الأخير أعجب من انتقاد هذا الشيعي لشيخنا أبي بكر الجزائري عندما أخطأ في النقل من كتاب الكافي، ثم وقع في أسوء من ذلك بكثير، أولا : نقل من المجلسي المتأخر بدل بن شهر، وثانيا: استدل برواية لا تصح على مبانيهم الرجالية، وثالثا: أخطأ في النقل من كتب علمائه، فأي مستوى علمي لهذا الشيعي الذي يدعي أنه شيخ ؟ قال شيخنا أبو بكر جابر الجزائري: والآن فاعلم أيها الشيعي هداني الله وإياك إلي الحق وصراطه المستقيم أن اعتقادا كهذا وهو عدم وجود من جمع القرآن وحفظه من المسلمين إلا الأئمة من آل البيت وشيعتهم وكفى بذلك فسادا وباطلا وشرا والعياذ بالله تعالي. وإليك بيان ذلك. تكذيب كل من ادعى حفظ كتاب الله وجمعه في صدره أو في مصحفه كعثمان، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود وغيرهم من مئات أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وتكذيبهم يقتضي فجورهم وإسقاط عدالتهم، وهذا مالا يقوله أهل البيت الطاهرون، وإنما يقوله أعداء الإسلام وخصوم المسلمين؛ للفتنة والتفريق. ضلال عامة المسلمين ماعدا شيعة آل البيت وذلك أن من عمل ببعض القرآن دون البعض لاشك في كفره وضلاله لأنه لم يعبد الله تعالي بكل ما شرع، إذ من المحتمل أن يكون بعض القرآن الذي لم يحصل عليه المسلمون مشتملا علي العقائد والعبادات والآداب والأحكام. هذا الاعتقاد لازمه تكذيب الله في قوله (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وتكذيب الله تعالى كفر، وأي كفر؟ هل يجوز لأهل البيت أن يستأثروا بكتاب الله تعالى وحدهم دون المسلمين إلا من شاءوا من شيعتهم ؟! أليس هذا احتكارا لرحمة الله، واغتصابا لها ينزه عنه آل البيت ؟ اللهم إنا لنعلم أن آل بيت رسولك براء من هذا الكذب، فالعن اللهم من كذب عليهم وافترى. لازم هذا الاعتقاد أن طائفة الشيعة هم وحدهم أهل الحق والقائمون عليه لأنهم هم الذين بأيديهم كتاب الله كاملا غير منقوص فهم يعبدون الله بكل ما شرع وأما من عداهم من المسلمين فهم ضالون لحرمانهم من كثير من كتاب الله تعالى وهدايته فيه !! يا أيها الشيعي إن مثل هذا الهراء ينزه عنه الرجل العاقل فضلا عمن ينسب إلي الإسلام والمسلمين إنه ما مات رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى أكمل الله تعالى نزول كتابه وأتم بيانه وحفظه المسلمون في صدورهم وسطورهم وانتشر فيهم وعمهم وحفظه الخاص والعام ولم يكن آل البيت في شأن القرآن وجمعه وحفظه إلا كسائر المسلمين وسواء بسواء فكيف يقال: إنه لم يجمع القرآن ولم يحفظه أحدا إلا آل البيت ومن ادعى ذلك فهو كاذب!! أرأيت لو قيل لهذا القائل: أرنا هذا القرآن الذي خص به آل البيت شيعتهم أرنا منه سورة أو سورا يتحداه في ذلك فما يكون موقفه؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
نورالدين المالكي/ باحث في الحركات الإسلامية يتبع….