أمس الجمعة بإحدى أسواق العاصمة، وأنا أتجول حاملا قائمة المستلزمات التي طلبتها زوجتي، والتي دونت في آخرها باللون الأحمر "لو كان ما تجيبش واش وصيتك تبات للندى" .. إذ بشخص طويل القامة عريض المنكبين، يقترب مني ويهمس في أذني، قال : أترك ما في يديك واتبعني أنت مطلوب للحضور حالا. حاولت الاستفسار لكن دون جدوى، ركبنا سيارة سوداء مظللة ومصفحة، وفي دقائق وصلنا إقامة نادي الصنوبر "محمية كليب دي بان"، نزلت مع مرافقي من السيارة وتوجهنا إلى الشاطئ المحرم على عامة الناس، فرحت لأنها المرة الأولى التي أزور فيها هذا الشاطئ تصوروا من كان في انتظاري ؟؟ إبليس شخصيا وفي وضح النهار .. تفاجأت وكاد يغمى علي، قال : ما بك يا عموري إجلس بجانبي، جلست بعدها قدم لي الشاي، وقال : استدعيتك لأن سكان المحمية اشتكوا منك ومن أفاعيلك، قلت : سبحان الله، ما الذي فعلت؟ قال: أنت عنصر مشوش، ألا تستحي وتخجل من نفسك ؟ ماذا تستفيد من المعارضة ؟؟ لا شيء … خذ بنصيحتي وأدخل في الصف لن ينقصك شيئا، قاطعته قائلا: والمبادئ يا إبليس ؟ ضحك وقال: المبادئ خذها إلى الخضار واسأله هل تشتري بها بطاطا، قلت: لا، قال : لا وجود للمبادئ هذه الأيام، معك دورو تسوى دورو، وأنا أتناقش معه إذ بزوجتي تهاتفني رديت عليها وأنا استعمل مكبر الصوت، صرخت وقالت "وين راك مازال باه تجي اليوم لمباتا برا"، أخجلني الموقف خاصة أمام إبليس، بعدها رجعت مسرعا وتركت الملعون وحده.