ل. كريم لا تزال العشرات من الهكتارات الغابية بولاية تيبازة تتعرض للانتهاكات بسبب الانتشار الرهيب للسكنات الفوضوية أو الحرق الذي تتعرض له مساحات شاسعة في كل صيف وهو الأمر الذي جعل العديد من الجمعيات الناشطة في مجال البيئة وبعض الغيورين على الثروة الغابية يدقون ناقوس الخطر، مطالبين السلطات باتخاذ الإجراءات اللازمة وتحمل مسؤولياتها لحماية غابات الولاية. جمعيات حماية البيئة تدق ناقوس الخطر دقت العديد من الجمعيات الناشطة في مجال البيئة بولاية تيبازة وجمعيات أخرى ناقوس الخطر بسبب الأخطار التي تهدد الثروة الغابية بالولاية بعد الاستنزاف والاستعمال غير العقلاني من طرف العصابات المتخصصة في المتاجرة بالأعمدة الخشبية التي تستعمل في البناء، إضافة إلى الزحف الكبير للبنايات الفوضوية على حساب المساحات الخضراء ناهيك عن الحرائق التي شهدتها الولاية هذه السنة.
النهب والبزنسة لغابات خميستي وبوهارون الجهة الشرقية للولاية هي الأخرى لم تسلم من اعتداءات وانتهاكات مافيا الخشب حيث لا تزال الهضبة الشرقية لبلدية بوهارون إلى غاية الهضبة الشمالية لبلدية خميستي تتعرض لانتهاكات متواصلة للعقارالغابي ومن طرف بعض السماسرة قصد "البزنسة" وبيعها بطرق غير شرعية. وتحولت الهضبة العلوية للبلديات الواقعة شرقي تيبازة إلى فضاء مفتوح للبناءات الفوضوية والقصديرية انطلاقا من بلدية بوهارون وخميستي وبوإسماعيل وفوكة وصولا إلى الدواودة؛ حيث تشهد مساحات شاسعة تجمعات سكنية عشوائية على حواف الطريق الوطني رقم 11 والطريق لاجتنابي خاصة ما بين فوكة والدواودة. العدالة لم تردع المعتدين وأمام هذا الوضع قامت محافظة الغابات لولاية تيبازة بمتابعة المعتدين على الثروة الغابية قضائيا مطالبة بتشديد العقوبة عليهم ليكونوا عبرة للآخرين سواء تعلق الأمر بالمواطنين المتاجرين بالثروة الغابية أو الذين قاموا بقطع الأشجار من أجل بناء سكنات فوضوية، حيث لجأت مؤخرا إلى مقاضاة تلك العائلات التي ترفض بأي شكل من الأشكال إخلاء الموقع، كالحادثة التي شهدتها غابة بينوة ببلدية فوكة شرق الولاية أين أمرت المحافظة الولائية للغابات السكان بضرورة إخلائها فورا إلا أنها امتنعت عن ذلك إلا في حالة منحها سكنات اجتماعية جديدة، وهو أمر مستبعد في الظرف الراهن، نظرا لافتقاد البلدية للمشاريع السكنية التي بإمكانها أن تحل مشكل النازحين الذين يرفضون العودة إلى مواطنهم الأصلية بولايات الشلف والمدية وعين الدفلى. تسجيل 200 مخالفة للبناء الفوضوي ويشير مسؤولو قطاع الغابات بتيبازة أنه تم تسجيل أكثر من 200 مخالفة تتعلق بالبناء الفوضوي بالغابات، كما أن الثروة الغابية تعرضت إلى الانجراف والتعرية بعد أن استُغل البعض منها لغرض فلاحي، مثلما وقع لغابة عين مسعود بالشعيبة التي استغل 50 هكتارا منها في الفلاحة بشكل غير قانوني، بغض النظر عن الانتهاكات التي تعرضت لها خاصة فيما تعلق بقطع الأشجار من طرف لصوص حوّلوها إلى تجارة مربحة في غياب الرقابة كما تعرضت العديد من المساحات الغابية المتاخمة للمناطق العمرانية والتجمعات السكنية للاستنزاف والاعتداء من طرف المواطنين الذين قاموا إما بتوسيع سكناتهم المجاورة لها أو بناء سكنات جديدة بطرق غير شرعية الأمن يوقف مافيا تهريب الأخشاب وفي السياق سعت مصالح الأمن إلى توقيف نشاط العصابات المختصة في تهريب الخشب من أجل حماية الثروة الغابية بالولاية عن طريق تشديد الرقابة عبر طرق الولاية والتضييق على تنقلات أفرادها الذين يبيعون الأعمدة الخشبية للمقاولين بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار الخشب ومشتقاته في مختلف المحلات الخاصة بذلك. وتشير الإحصائيات المقدمة من طرف المصالح المختصة أن حرائق الغابات عبر مختلف مناطق تيبازة أتت على مساحة إجمالية مقدرة ب 11 هكتارا في ظرف أسبوع، حيث تم تسجيل 5 حرائق غابات معظمها بالجهة الغربية للولاية بكل من قوراية والداموس والناظور وأعالي شنوة وسيدي موسى، حيث أتلفت النيران مساحات معتبرة من الأدغال والأحراش والحشائش اليابسة بأعالي بلدية مناصر، وشرشال التي أتت بها النيران على 04 هكتارات من الأحراش والأدغال.