قبل نحو سنتين زرت الشيخ الغنوشي في بيته في تونس، وبعد الاستقبال سألني عن حال الجزائر فقلت له بخير الحمد لله، لكنه ضحك وقال لي بالحرف "راقدة وتمونجي"، ضحكت معه تجملا وسألته كيف ؟ قال، الجميع عندكم متكل على البترول لذلك صعب جدا عليكم التحرر من ربقة اقتصاد المحروقات، ناقشته في الظاهر ولكن في باطني أنا واثق ومقتنع بما يقول .. تذكرت ذلك بعد تصريح سلال الصادم عن احتياطي الصرف وأنه لن يبقى منه سوى 9 ملايير دولار بعد 4 سنوات، فمن أصل 200 مليار دولار كانت السلطة تتغنى بها في كل حملة انتخابية أصبحنا نتكلم عن 9 ملايير دولار لسنا ندري ما محلها من الإعراب وأين ذهب بقية المليارات في البنوك الغربية ؟ كلها أسئلة مشروعة ولكن السؤال الأكثر إلحاحا هو أين كانت السلطة بحكوماتها المتعاقبة طيلة السنوات الأخيرة، ولماذا لم تأخذ احتياطاتها لهذه المرحلة من خلال تحرير البلاد من استعمار "الريع" واقتصاد المحروقات، والتبعية في كل شيء، واستيراد القمح إلى درجة أن الحكومة يوما ما فكرت في استيراد الخبز المجمد، بينما ننام على أرض خصبة قادرة على تحرير البلاد من تبعية النفط. لم تفعل السلطة شيئا للأجيال القادمة بل شرعت لنهب حق الأجيال في النفط من خلال التنقيب على الغاز الصخري، ولم نر جهودا اقتصادية في خلق مؤسسات منتجة قادرة على إحداث التوازن بل عشنا لعقود نستهلك دون أن ننتج فماذا بعد أربع سنوات ؟