في إحدى الندوات الإعلامية التي خصصت لمناقشة قرار وزارة الداخلية بتجميد التبرعات بالمساجد التي لا تفتح إلا بترخيص من الوالي، هذه الندوة التي جرت خلال أسبوعين خلت والتي جمعت بيني وبين الشيخ الإمام علي عية والدكتور بومدين بوزيد، لبس للأسف هذا الأخير وهو مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية برتبة دكتور جامعي جبة محامي الشيطان وهذا عندما برر قرار الداخلية الذي استند على معطيات ومعلومات تفيد بأن الأموال التي يتم جمعها لا يعلم بكل شفافية أين وفيما تصرف وبالتالي "كثر خير الداخلية" لاستشرافها لمآلات الأمور التي هي غافلة عنها وزارة الشؤون الدينية التي من المفترض لها جهاز للتفتيش هو المنوط بهذه المهمة ولكن مدير الثقافة الإسلامية يهون من الأمر ويقول بأنه يجري التفكير في إيجاد قوانين وميكانيزمات جديدة لجمع التبرعات، ولما واجهته بالقول بأن النصوص لا تحمينا من اللصوص ومن أن فساد الذمم عم كل هياكل الوزارة من المركزية إلى المديرية الولائية راح يهون من الأمر ويدعي بأن كلامي ناتج لخلافات بيني وبين الوزارة، وكان الأمر كذلك حينما حذرت من خطر الخطاب الداعشي الذي غزا منابر المساجد وضربت لذلك أمثلة عايشتها شخصيا: فإمام بير خادم يقول بأن الذين نحتوا تمثال ابن باديس وأمروا بذلك لا يعلمون بأن الشيخ ابن باديس نفسه قد أفتى بحرمة التماثيل ثم شدد الإمام لهجته بالقول على الذين قاموا بهذا العمل عليهم بالتوبة العاجلة…أنه خطاب لإمام يتولى وظيفة رسمية في الدولة ويتقاضى على ذلك أجرا ومع ذلك يهون مدير الثقافة الإسلامية من الأمر ويقول بأن الإمام قد يتعرض للتضليل الإعلامي في الوقت الذي من واجب الإمام معالجة التضليل وتوعية الناس وتحذيرهم من الانسياق ورائه وليس العكس، وفي موضوع آخر نادى بعض أئمة المساجد بالجزائر بالنصر للجيش السعودي حين قصفه لليمن…هل يقبل ذلك من المواطن الجزائري مهما كان موقعه بالهتاف لجيش أجنبي ؟ ومع ذلك يهون مدير الثقافة الإسلامية من الأمر…وفي موضع آخر يفتي الشيخ فركوس عبر موقعه الإلكتروني الذي يطلع عليه عدد غفير من الجزائريين أكثر مما يطلعون على موقع وزارة الشؤون الدينية، بالقول بأن الإباضية خوارج وهم ليسوا من أهل السنة والجماعة وهكذا ومثله يقول على التيجانية وهي أكبر جماعة صوفية في الجزائر وعموم إفريقيا، أليس في ذلك مساس بالأمن الديني والفكري والاستراتيجي الذي يهدد السلم والأمن والتماسك الاجتماعي ومع ذلك يهون مرة أخرى مدير الثقافة الإسلامية من الأمر ويتهمني بالترويج الإعلامي لفركوس وهو ليس في حاجة لذلك، وحينما نتحدث عن الفساد المالي والإداري حتى على مستوى الإدارة المركزية بوزارة الشؤون الدينية فما بالك بالمديريات الولائية التي تفتقد إلى كفاءات ونستشهد حول ذلك بتقرير مجلس المحاسبة الذي هو مؤسسة رسمية يهون مرة أخرى مدير الثقافة الإسلامية من الأمر ويتذرع بأن هذه المسائل تحدث في جميع القطاعات بما فيها المجالس البلدية ..والسؤال هل محامي الشيطان المنتشر في كل المواقع حريص على مؤسسات الدولة وقلق من الأخطار التي تتهددها أم أنه الخوف على الكرسي الذي يدفعنا في كثير من الأحيان للنفاق وتبرير ما لا يبرر، أقول: حينما ننتقد بعض الممارسات المضرة بالدولة وبالمجتمع فإننا بذلك غيورون عليها كغيرتنا على عرضنا وليس لتصفية الحسابات أو لدواع شخصية والحمد لله الذي عفانا من جبة محامي الشيطان في قطاع من المفترض لا مكان فيه للشيطان..