السؤال: ما حكم صوم المسافر مع توفر وسائل المواصلات الحديثة؟ ج/ المسافر له أن يصوم وله أن يفطر لقوله تعالى » وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر « البقرة: الآية185 وكان الصحابة رضي الله عنهم يسافرون مع النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم الصائم، ومنهم المفطر فلا يعيب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم في السفر، قال أبو الدرداء رضي الله عنه -: (( سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حر شديد، وما منا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبد الله بن رواحة".متفق عليه والقاعدة في المسافر أنه يخير بين الصيام والإفطار، ولكن إن كان الصوم لا يشق عليه فهو أفضل؛ لأن فيه ثلاث فوائد: الأولى: الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. والثانية: سهولة الصوم على الإنسان؛ لأن الإنسان إذا صام مع الناس كان أسهل عليه. والفائدة الثالثة: سرعة إبراء ذمته. فإن كان يشق عليه فإنه لا يصوم، وليس من البر الصيام في السفر في مثل هذه الحال، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام رأى رجلاً قد ظلل عليه وحوله زحام فقال: "ما هذا؟" قالوا: صائم، فقال: " ليس من البر الصيام في السفر". رواه مسلم فينزل هذا العموم على من كان في مثل حال هذا الرجل يشق عليه الصوم. وعليه فإن السفر في الوقت الحاضر سهل لا يشق الصوم فيه غالباً، فإذا كان لا يشق الصوم فيه فإن الأفضل أن يصوم.
ما معنى صلة الأرحام؟ دعا الإسلام إلى صلة الرحم لما لها من أثر كبير في تحقيق الترابط الاجتماعي. وصلة الرحم واجبة لقوله تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " سورة النساء آية1 . وقوله تعالى: "وآتِ ذا القربى حقه والمسكين" سورة الإسراء آيه 26 . وقد حذر الله تعالى من قطيعة الرحم بقوله: والَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار". سورة الرعد آيه 25 فقاطع الرحم يحرم نفسه أجر الصلة في الآخرة، فضلا عن حرمانه من خير كبير في الدنيا وهو طول العمر وسعة الرزق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه". رواه البخاري ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: بلى، قال: فذاك لك "ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم": أقرأوا إن شئتم ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) صحيح مسلم بشرح النووي.