فتح نواب حزب العمال النار على وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، وطالبوه بالرحيل من منصبه لأنه ليس على قدر المسؤولية، حيث لم يهضم النواب عدم نزول الوزير إلى قبة البرلمان للردّ على أسئلة متعلقة بالاستثمار وفتح المصانع المغلقة وتفضيله الجلوس مع أحمد أويحيى الذي نظم ندوة صحفية، أمس. أحدث غياب عبد السلام بوشوارب عن جلسة الأسئلة الشفوية زوبعة بالبرلمان أمس، قادها نواب حزب العمال على رأسهم إسماعيل قوادرية الذي طالب الوزير بالرحيل من منصبه إن لم يكن مهتما بقطاعه وسانده في ذلك زملاءه من كتلة حزب العمال، وأوضح قوادرية أن غياب الوزير غير مبرر لأنه فضل حضور نشاط حزبي عقده الوافد القديم الجديد أحمد أويحيى بزرالدة، بدل النزول إلى البرلمان للرد على انشغالات النواب، الأمر الذي اعتبره النائب استهزاءً وتقزيما للمؤسسة التشريعية، ودليل على أن الوزير لا تهمه المشاكل الكبيرة التي يتخبط فيها قطاعه الوزاري ومصير البلاد. وخاطب النائب إسماعيل قوادرية، الوزير "بكلمة ديقاج، نحن لا نريد أن نتهم أمام الشعب، فأنت تتباهي في واشنطن وباريس بالنهوض بالصناعة، وعندما قدمنا لك سؤالا عن ضرورة فتح المصانع من بينها مصنع بوشغوف بولاية قالمة لإنتاج الخميرة تعاليت ولم تعبرنا"، قبل أن يستهزأ قوادرية من بوشوارب " نحن في حرب لحماية المنتوج الوطني وأنت تحضر نشاطا حزبيا، جئت من قالمة لنفتح ملف مصنع بشغوف للخميرة وليس من أجل "المحاجاة"، ولفت النائب إلى أن فاتورة استيراد الخميرة بلغت 130 مليون أورو في وقت مصانعنا مغلقة بسب البارونات والأوليغارشية". وزاد غضب نواب العمال بعد أن برر وزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة، غياب الوزير بحضوره مجلس وطني للاستثمار، وهو الأمر الذي كذبه النائب الذي قال، كفانا مراوغات، فإطارات الأرندي أكدوا لنا أنه مع أويحيى. وقال الطاهر خاوة، نيابة عن الوزير بوشوارب، أن الدراسات الخاصة لإعادة بعث مصنع بوشقوف قد بينت عدم إمكانية إعادة تشغيل هذه الوحدة بسبب التأثير السلبي للمواد الكيميائية المستخدمة على المناطق الزراعية ومياه الشرب، وأضاف أنه سيتم إعادة بعث صناعة مادة الخميرة بالجزائر عن طريق مصنع جديد سيقام بشراكة أجنبية بولاية جيجل بعد توقف مصنعي بوشقوف (قالمة) وواد السمار (العاصمة) لأزيد من 12 سنة. وذكر الوزير، أن الحكومة خصصت غلافا ماليا ب940 مليار دينار لإعادة بعث وعصرنة القطاع الصناعي العمومي، وعن مشروع قانون الاستثمار الجديد، أكد بوشوارب أنه سيعرض قريبا على الحكومة. لكن الرد لم يقنع نواب حزب العمال، حيث قال قوادرية للصحفيين، أن سياسة وزير الصناعة الحالي تراجعت مقارنة بالذين سبقوه. من جهته، اعتبر رمضان تعزيبت، أن بوشوارب يتصرف كأنه وزير أول أو رئيس جمهورية ويتعالى، "وإذا كان لا يستطيع التوفيق بين حزبه الأرندي والوزارة، فليرحل لأن المستقبل يكون بالصناعة أو لا يكون". عويمر إيمان