س/ب تشهد الأسواق الشعبية ومحلات بيع الأواني المنزلية بمدينة تيزي وزو، هذه الأيام، حركة تجارية غير عادية وإقبالا كبيرا لربات البيوت على اقتناء لوازم جديدة للمطبخ، الأمر الذي يعتبر كتقليد يتجدد كل سنة بمنطقة القبائل لاستقبال شهر رمضان المبارك، فضلا عن تنظيف كل عائلة لمنزلها وترتيبه كل واحدة على طريقتها الخاصة. وفي جولة قادت "الحوار" إلى بعض المحلات والأسواق الشعبية بكل من مدينة تيزي وزو، تادميت وذراع بن خدة، وقفنا على الإقبال الكبير للنساء على اقتناء كل المستلزمات، على غرار القدور خاصة الفخارية منها الذي تحتاج إليها كل سيدة خلال رمضان من أجل طبخ الشربة كطبق رئيسي، إضافة إلى الصحون، الملاعق والكؤوس بمختلف أشكالها، بهدف خلق ديكور مميز على مائدة الإفطار ترحيبا بالضيف العزيز على قلوب المسلمين، والذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أياما معدودة، حيث أصبحت محلات بيع الأواني المنزلية في الآونة الأخيرة، خاصة العطل الأسبوعية تعج بالنساء وربات البيوت الراغبات في اقتناء كل جديد لمطابخهن، لاسيما وأن الأواني الجديدة بمختلف أنواعها بات يغلب عليها الطابع الجمالي الذي يبهر ويسلب عقول الزبونات، الأمر الذي يرغمهن على شرائها رغم غلائها. وترجع عادة شراء الأواني كلما حل شهر الرحمة والغفران على حد تعبير بعض النسوة، إلى عادات وتقاليد المنطقة والتي ورثنها عن أمهاتهن رغم ما تكلفه من أموال، حيث لم تخف البعض منهن، أن الأمر بات عادة فطرية لا إرادية، فلا يكاد يخلو أي بيت من تجديد أو تغيير يخص الديكور أو الأواني. وفي السياق ذاته، تقول السيدة فريدة، وهي ربة بيت، والتي التقيناها وسط المحلات التجارية في قلب مدينة تيزي وزو، أن الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان تشمل عادة تجديد أواني المطبخ وطاقم مائدة الإفطار بما يتناسب مع الدخل الأسري، وتؤكد أنها من العادات والتقاليد القديمة لاستقبال هذا الشهر الفضيل بجو من الفرح والبهجة لأنه يذكرنا بطهارة النفس وسمو العبادة وروح التسامح والغفران، حتى و لو كان بأبسط الأشياء. من جهة أخرى، عبرت العديد من النساء عن استيائهن الشديد جراء الغلاء الفاحش للأواني، الأمر الذي يحول دون شراء ما يرغبن فيه، خاصة العائلات ذات الدخل المحدود. الصحون في الصدارة والأواني البلاستيكية تجذب الكثيرات تذهب معظم النساء إلى اقتناء القدور والصحون على وجه الخصوص كونها الأكثر استخداما طيلة الشهر الكريم بأشكالها وأنواعها المتعددة. بالنسبة للقدور فيفضلن ذات الوزن المعتدل أي الخفيفة، ويذهبن دائما لاقتناء المانعة للالتصاق لأنها تسهل عملية الطبخ وتوفر الوقت، وبالنسبة للشوربة فهن يعتمدن على القدور الفخارية نظرا للذوق الطيب الذي تتمتع به الشوربة عندما تطبخ فيها، أما الصحون على اختلاف أنواعها وأحجامها تأخذ الصدارة، خاصة وأنها تتوفر بأشكال جديدة تسلب عقول الزبونات وباتت معظمها تأخذ طابع الفخامة دون أن ننسى بعض الأدوات المستخدمة في صنع الحلويات التي تم جلبها بأشكال جديدة مبتكرة. من جهة أخرى، تلقى منتجات الأواني البلاستيكية رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة خاصة لدى الطبقة المتوسطة. وترى تسعديت إحدى الزبونات التي التقينا بها، أنها لم تترك شيئا إلا واشترت منه عينة، وفي نظرها أن الأواني البلاستيكية لها استخداماتها الخاصة إلا أن أسعارها ارتفعت مقارنة بالسنوات الماضية، وتقول أيضا أنها تبقى متماسكة لفترة طويلة في المطبخ وفكرة اقتنائها جاءت لتخفف عناء بعض العائلات، خصوصا من لديهم أطفال فهي مضادة للتكسير.