نقلت جريدة الوطن المصرية بتاريخ 18/ 11 /2012 على أن الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف قد أفتى، بأن الرئيس محمد مرسى وحكومته آثمين، لمخالفتهما شرع الله، في عدم تقديمهما الدية التي نصت عليها الشريعة الإسلامية، لأسر الأطفال الضحايا في "كارثة منفلوط"، الذين قتلوا نتيجة الخطأ والإهمال الجسيم من أجهزة الدولة، لافتًا إلى أن تسعيرة أرواح المواطن المصري، أصبحت أقل من ثمن الأنعام والمواشي، وقال مهنا ل"الوطن" إن الدية الشرعية لكل طفل مات في هذا الحادث تقدر ب 100 ناقة، بينها 40 عشارًا، وإذا لم يتحقق هذا الشرط كان مقدم الدية كأنه لم يدفعها، لمخالفته شرع الله، ويقدر ثمن ال 100 ناقة الآن بنحو مليون جنيه، مستنكرًا تحايل "مرسي" والحكومة على الشريعة الإسلامية، ومخالفة أحكامها، وتعويض كل أسرة بمبلغ 5 آلاف جنيه فقط، لا يعادل حتى نفقات ولادة أيًا من الأطفال، فكيف الحال بأسر فقدت فلذات أكبادها، مضيفا "هذا "استهتار" من الدولة وأجهزتها بأرواح الناس أحياءً وأمواتًا"..مر على هذا الكلام حتى لا نقول شيئا آخر حوالي ثلاث سنوات ونفس هذا الشخص الذي ينتمي لمؤسسة دينية عريقة وتعتبر منارة في الفكر والدين واللغة والتي تعاقب عليها مشايخ وعلماء لازالت أسماؤهم خالدة حتى من قبل زعيم الإصلاح والتجديد الشيخ محمد عبده مرورا بالشيخ سليم البشري المالكي والشيخ شلتوت والإمام الرباني عبد الحليم محمود وجاد الحق علي جاد الحق، ولكن يأبى الشيخ مهنا إلا أن يخرج علينا قبيل شهر رمضان ليفسد علينا بهجة الاستعداد لاستقبال هذا الشهر الفضيل ليعلن بأن الدكتور أحمد الطيب هو أعظم من أمسك بالأزهر في التاريخ وبأنه روحهم وهو هنا يتكلم بصيغة الجمع ودماؤهم هي فداء لشيخ الأزهر وللسيسي وللنظام العسكري، نعم هي فداء لشيخ الأزهر الذي لا ندري ما هي المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها ولماذا وممن وللجنرال السيسي الذي هو ليس في حاجة إلى الشيخ مهنا وأمثاله لحمايته من المخاطر التي ربما هي تترصده بسبب أفعاله الشنيعة في حق مصر والمصريين ولكن الأغرب ما في المسألة هو أنه قال" بأن أرواحهم و دماءهم هي فداء للنظام العسكري"، وهذا توصيف دقيق وصادق للنظام المصري اهتدى إليه الشيخ مهنا جهرا من حيث لا يدري بعدما غلبه "حماس الشيته" للنظام بدل أن يجعل كل هذه التضحيات ويضعها في خدمة الدولة وتكون له الشجاعة ويطالب السيسي بدفع دية الضحايا من المواطنين الذي سقطوا في عهده، ولكن هذا هو حال ما يسمى بهيئة كبار العلماء بالأزهر الذي كان ولازال في خدمة قيصر بدل أن يكون في خدمة الله والوطن والغلبة لمن غلب.. إن حال هيئة كبار علماء الأزهر هو كحال هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية التي تكفر وتحرم الخروج على الحاكم مهما اقترف من مفاسد وجور والأمر نفسه يصدق على العديد من المؤسسات الدينية بالعالم العربي التي لم يعد لها دور إيجابي في حياة المواطن اليومية بقدر ما أضحت مسخرة لتبرير أفعال "الحاكم بأمر الهوى والشيطان"، ألم يرد أحد الوزراء بالبرلمان على تدخلات النواب بالقول أنه "لا يجوز التطاول على برنامج الرئيس"، نعم حتى برنامج الرئيس مقدس ويجب أن يحظى بالاحترام فما بالك بالرئيس الذي بالرغم مما هو عليه نبقى نحترمه ولكن ما هو تعليقكم حينما تعلمون بأن وزير الأديان قد طلب بتغيير لون الموقع الإلكتروني للوزارة من الأخضر إلى الأزرق لأن هذا اللون الأخير هو اللون الذي استخدمه بوتفليقة في حملته الرئاسية… !!