بقلم: الدكتور محمد نور الدين جباب نشر الأديب الشاب صادق بن الطاهر مقطعا جميلا أقرب إلى قطعة موسيقية عن تلك المرأة "تركية" وعن أيامها المتشابهة، وأنا أيضا أعرف تركية أخرى في زمن آخر، لكنها كانت جريئة أكثر جرأة من تركية الراهنة بل كانت جريئة حد الوقاحة، لكن الوقاحة الجميلة. وقبل الحديث عن تركية التي عرفتها قديما لابأس من معرفة تركية التي حدثنا عنها الأديب الشاب يقول تحت عنوان" شهوة نباتية". "بعد مرور أيام من زواجها استيقظت "تركية" وحضّرت القهوة وطهت الغداء ثمّ غسلت الملابس وفي المساء بدأت تفكّر في الذي تحضّره للعشاء، وفي اليوم الموالي فعلت نفس الشيء، وفي اليوم بعد الموالي فعلت نفس الشيء…وهكذا استمرّت على هذا النسق والنظام الممللّ قرابة ثلاثين عاما، لم تكن تغادر عتبة المنزل…لم يكن يمنعها أحد فقد كانت حرّة ولكنّ الواقع أنّ المدينة ليس فيها وجهة معيّنة، فقد كانت خاوية ويابسة ورجالها عطشى كثيرا حتى صبيانهم لم يجدوا أين يمارسوا طفولتهم، أمّ زوجها فقد كان يعاملها كأخت في المنزل، فقد كان يرى أيّ همسة أو كلام يطرب قلبها يخدش بالحياء ويكسر قوانين الأسرة، كل الذي كان بينهما دقائق جنسية تتبادلها معه حينما يطرق الليل وتهدأ الأنفاس المتعبة، كانت تنتهي دائما به وهو جالس عند الباب يلتهم السيجارة تلو الأخرى يلعن حياته ومعيشته بهمس حار جد". أما تركية الأخرى التي عرفتها كانت في زمن آخر أيام التطوع والثورة الزراعية عندما كنا نلتقي شباب وبنات وكانوا ويستقبلوننا بحفاوة في الريف لكن كانوا لا يرتاحون لنا لما تجهز لنا "السلطات المحلية والمجلس البلدي الموسع" المدرسة الابتدائية لكي نقضي بها أيام التطوع فكان الهمس و"الوتوتة" في الأذن عن المدرسة وعن الشباب والبنات الذين تجمعهم نفس المدرسة. في إحدى المساءات وفي جلسة تقييم العمل اليومي وكان دائما يوجد رئيس فرقة التطوع الذي يشرف على العملية التطوعية تحدثت طالبة "عاصمية" وكانت تجهل الريف جهلا تاما لغة وتقاليدا حيث وجدت صعوبة في التواصل بسبب اللهجة المحلية فراحت الطالبة تتحدث عن لقاءاتها بنساء القرية وعن ظروف معيشتهم وبيد أنها التقت بتركية التي قد تكون أم أو جدة تركية الحالية التي حدثنا عنها الأديب الشاب. سألت الطالبة الفلاحة تركية عن الكيفية لتي تقضي بها يومها لكن الطالبة قالت "جي ريان كوبري" قلنا لها بماذا اجابتك عندنا سألتها عن يومها قالت الطالبة بكل عفوية لقد قالت لي"يا بتني حياتنا معروفة، في النهار الخلالة وفي الليل البلالة" وراحت الطالبة العاصمية تسأل الرفاق عن معنى الخلالة والبلالة.