استعرنا كل شيء، من أرقى النظريات والتيارات الفلسفية إلى الألبسة الداخلية، حتى الذوق استعرناه من هناك. عندما تقرر المصانع في باريس أو لندن أو روما أن يكون هذا اللون أو ذاك هو موضة السنة، الجميع يبيع الغالي والرخيص من أجل اقتناء فستان او "كيلوطا" أو قميص أخضر أو أحمر أو أصفر أو بني حسب إملاءات مصانع الغرب فتكون الاستجابة سريعة حد الخور بين شباب وشابات عالم التخلف الذي قد تصل به أو تصل بها الأمور أن "يتسلف" لكي يشتري أو تشتري "قمجة " أو "تريكو". لقد أصبحوا يتحكمون في كل شيء حتى أذواقنا أصبحت خاضعة لرغباتهم وأهوائهم وأمزجتهم وما علينا إلا السمع والطاعة والامتثال وإلا سوف توجه لنا تهمة التخلف والجهل وعدم مواكبة العصر ومتطلباته. لقد امتد التحكم فينا إلى حد أصبحنا نردد نفس أمثلتهم، حتى عندما "يستعجبون" من شيء فيقولون "واو" نحن أيضا أصبحنا لما نتعجب من شيء نقول "واو"، هذه ليست تبعية فحسب هذه عبودية عصرية. على سبيل المثال لا الحصر، عندما نريد أن نصف أحدا أنه تابع وفاقد الإرادة وينفذ أوامر سيده نقول عنه "بيدق" وهي مستعارة من لعبة الشطرنج، بينما عندنا لعبة أكثر شعبية وأكثر شهرة من لعبة الشطرنج وهي لعبة وطنية بامتياز تسمى "الداما" التي تمارس على أوسع نطاق في الأرياف والقرى في الجزائر. لكن ما يسمى ب "البيدق" في الشطرنج يسمى في لعبة الداما ب "الكلب" فيقول الريفي في الجزائر "كليتلك" كلب وعس روحك راني رايح نكلك خمس كلاب" كنت أتمنى أن تستعير من لعبة "الداما" مفردة كلب فنقول عن هذا أو ذاك" كلب" بدل بيدق.