تعرف أسعار الخضر في أسواق الجملة وحتى التجزئة والفوضوية، هذه الأيام، ارتفاعا بلغ ذروته حتى أنه أثار استغراب المتسوقين وتجار التجزئة أنفسهم الذين تساءلوا عن أسباب ارتفاع سعر الخضر، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا إلى 60 دج والطماطم إلى 80 دج والبصل 50 دج ولوبيا مشاتو 200 دج،والفلفل طرشي 120 دج ، والخس ب200 دج، والكوسة القرعة ب200 دج. مليكة. ي ماهي أسباب ارتفاع سعر الخضر هذه الأيام مع أن العيد لم يبق عليه أقل من 20 يوما، سؤال طرحه العاصميون وحتى التجار ولا يزال ينتظر الإجابة سواء من الجهات الوصية على غرار وزارة التجارة وكذا بارونات سوق الجملة، مستغربين ارتفاع سعر البطاطا وكذا الكوسة و الخس و غيرها من الخضروات التي تعد مادة أساسية لمائدة الأسرة الجزائرية. وحسب بعض المواطنين الذين التقيناهم بالسوق الفوضوية بحي الجرف بباب الزوار، فإن من يذهب إلى السوق لأجل ملء القفة بالخضر لا محالة سيعود أدراجه إلى بيته خائبا بلا بطاطا ولا بصل ولا حتى كوسة أو خس أمام ارتفاع السعر بشكل يبعث على الاستياء والتذمر والتساؤل. نفس الانطباع سجلناه على مستوى سوق الخضر بكلوزال بالجزائر الوسطى، حيث لم تخف إحدى السيدات انتقاداتها اللاذعة لارتفاع سعر الخضر وللتجار، الذين -بحسبها- يستغلون المناسبات الدينية ويلهبون الأسعار حتى أنهم لا يراعون الظروف الاجتماعية المزرية التي تعيشها بعض العائلات التي لا تجد من المال ما يعينها على اقتناء المواد الضرورية من الخضر و الفواكه، مطالبة من الجهات الوصية ضرورة التدخل لضبط السوق بل واتخاذ الاجراءات العقابية الصارمة ضد كل التجار الذين يرفعون سعر الخضر عند اقتراب أي موسم ديني. وحسب متسوق آخر، فان غياب رقابة الأسعار وترك الحابل على النابل لتجار الجملة يفعلون ما يشاؤون ويحددون السعر الذي يناسبهم سبب تذبذب السوق وعوز العائلات وافتقارها لما يسد رمقها. تجار التجزئة يبرئون أنفسهم: سوق الجملة سبب ارتفاع سعر الخضر من جهته، حمّل بعض تجار التجزئة على مستوى سوق الجرف وكلوزان، مسؤولية ارتفاع سعر الخضر من حين لآخر وفي المناسبات الدينية إلى سوق الجملة، لافتين إلى أنهم يرفعون سعر الخضر ولا يتركون لهم هامش الربح ما يجدون أنفسهم في مأزق وجها لوجه مع المواطنين. وبحسب أحد التجار، فإن ارتفاع سعر الكوسة والخس هذه المرة إلى 200 دج غير معهود وهم أنفسهم تساءلوا عن سبب رفع ثمنها، وأكد لهم أصحاب سوق الجملة أن السبب مرتبط بدرجة الحرارة المرتفعة التي أتلفت المحاصيل الزراعية. مصطفى زبدي: ارتفاع أسعار الخضر أمر عادي هذا، ومثلما يعتقد رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي، فإن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه هو أمر عادي، شأننا شأن باقي دول العالم التي تشتكي من هذه الزيادات من حين لآخر، لكن -بحسبه – ما يثير التساؤ ل والاستغراب هو الارتفاع المتواصل للأسعار في الأسواق الجزائرية، مشددا على الجهات الوصية ضرورة إيجاد حل لمثل هذه الظواهر التي أفرغت جيوب المواطنين سيما ذوي الدخل الضعيف. الحاج الطاهر بولنوار: المستهلك سبب ارتفاع الخضر كما أكد الحاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، في إحدى الندوات الصحفية، أن المستهلك سبب ارتفاع ثمن المواد الاستهلاكية على غرار المواد الغذائية العامة والخضر والفواكه، كاشفا أن طلب المستهلك المتزايد على الخضر والمواد الغذائية في الأيام العادية وخصوصا في المناسبات الدينية شجعت التجار على رفع السعر، بل ووسعت من رقعة استغلال الفرصة للكسب السريع والوفير. اتحادية تجار الجملة: تجار التجزئة سبب ارتفاع سعر الخضر وربط رئيس اتحادية سوق الجملة سعيد قبلي، في حديثه مع"الحوار"، ارتفاع سوق الخضر في المناسبات الدينية إلى الطلب المتزايد وقلة الإنتاج وقلة أسواق التجزئة، منتقدا تجار سوق التجزئة الذين، بحسبه، زادوا الطين بلة لأنهم بتحديد أسعار على هواهم وعدم العمل بمعايير السوق، مشددا في هذا السياق على الجهات الوصية إلزامهم بالسجل التجاري لأجل ضبط سعر السوق وغلق الباب أمام الجشع. وفيما قال إن مديرية التجارة لا دور لها بشأن ارتفاع سعر الخضر وأن دورها مراقبة المادة، أكد على الجهات المسؤولة العمل بنظام تصنيف الخضر والفواكه، موضحا بتصنيفها إلى ثلاثة أصناف ما يسمح لذوي الدخل الضعيف اقتناءها.