لازلت أذكر جيدا الحملة الشرسة التي قادتها النخبة المصرية، اليسارية خاصة منها، ضد نجيب محفوظ بعد تأييد ومساندة الرئيس أنور السادات في التطبيع مع الكيان الصهيوني وزيارته التاريخية للقدس المحتلة، كما لا أزال اذكر جيدا المقالات القوية التي كتبها ضد نجيب محفوظ اليساري المصري المعروف أمير اسكندر . في تلك الفترة تنبأت النخبة المصرية بمكافأة نجيب محفوظ من طرف اللوبي الصهيوني الذي سوف يمطره بالجوائز، لكن لا أحد من النخبة المصرية أو العربية، على الأقل فيما قرأت، تحدث أو تنبأ أو خطر على باله أن تصل المكافأة حد جائزة نوبل التي كانت لها هبتها وقيمتها ومكانتها أو هكذا كان يراها الناس في تلك الفترة . نجيب محفوظ في كل ما قرأت له من تصريحات كان يدعو إلى سلام عادل وكان يطالب بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ورغم ذلك وجد من اختلف مع نجيب محفوظ. لقد تذكرت موقف الأديب نجيب وأنا أتابع موقف الأديبة البيلاروسية التي منحت لها مؤخرا جائزة نوبل التي راحت تنقد القيصر ليس لأنه ديكتاتوري أو ستاليني أو فاسد أو ناهب المال العام أو جزء من المافيا الروسية ، إنما لأنه يحلم بإعادة مجد الإمبراطورية الروسية وبث الروح الوطنية. إعادة مجد الإمبراطورية الروسية وبث الروح الوطنية كنت اعتقد أنها ميزة ومأثرة، لأنني كنت أعتقد أنها القوة و العظمة والمجد، لكن يبدو أن جائزة نوبل لها معاييرها الخاصة التي نجهلها.