شدّد ضيوف منتدى "الحوار" حول "صالون الكتاب بين السياسة والثقافة" من كتاب وناشرين ومهنيين، على ضرورة تخلي إدارة الصالون الدولي للكتاب عن سياستها الإديولوجية في تسيير وتنظيم هذا الحدث الثقافي الكبير الذي بات يقصي الكاتب والمثقف الجزائري لصالح نظيره الأجنبي، مؤكدين على ضرورة اعتماد سياسة الشراكة التي من شأنها وحدها الارتقاء بمستوى ما يقدم خلال الصالون في كل دورة. من جهة أخرى عبّر ممثلون عن إدارة الصالون ممثلين في مدير المكتبة الوطنية ياسر عرفات قانة ودعاس فريد ممثلا عن محافظ الصالون عن حرص إدارة المعرض على تفادي تلك النقائص والسلبيات التي سجلتها خلال السنوات الماضية، مؤكدين مشاركة 267 دار نشر جزائرية في الدورة العشرين المزمع تنظيمها ما بين 27 أكتوبر و 7 نوفمبر تحت شعار "عشرون سنة في الواجهة".
* ممثل وزارة الثقافة ياسر عرفات قانة في منتدى "الحوار": الثقافة ليست بمنأى عن السماسرة
أكّد ياسر عرفات قانة مدير المكتبة الوطنية، وممثل وزارة الثقافة، بأن الوزارة استطاعت تقليص نسبة الكتب الممنوعة من أربعة آلاف (4000) كتاب سنة 2013 إلى 111 عنوان هذه السنة، ويتعلق الأمر خاصة بالكتب الدينية التي حسب المتحدث تخصّها وزارة الشؤون الدينية بتدابير مشددة حماية للقارئ الجزائري من أي تسريبات عقائدية دينية خطيرة، إضافة إلى عدد من المؤلفات الموقّعة من طرف كتاب إسرائيليين وذلك تفاديا لأي نوع من أنواع التطبيع. من جهة أخرى، دافع مدير المكتبة الوطنية لدى نزوله ضيفا على منتدى "الحوار" الذي تطرق إلى موضوع واقع النشر تحت عنوان "صالون الكتاب بين السياسة والثقافة"، صباح أمس عن قانون الكتاب الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا وأثار جدلا بين الناشرين في الجزائر ،مؤكدا بأن القانون سيقوم بفرز ساحة النشر في الجزائر عن طريق فرض ميكانيزمات وآليات تعمل على دراسة المقترحات تحت وصاية لجان مختصة، موضحا أن الوضعية العامة للكتاب في الجزائر عرفت تطورا ملحوظا كما حظيت باهتمام كبير من طرف دور النشر والمثقفين خاصة مع بروز نخبة جديدة من الكتاب والمبدعين، مؤكدا أن التطور الحاصل جاء نتيجة دعم الدولة للناشرين بالموازاة مع تطور اهتمام المهنيين بالكتاب واحتكاكهم بناشرين أجانب وأكبر دليل على ذلك وجود دور نشر جزائرية فاعلة في الساحة العربية والدولية تعتبر الآن مفخرة للجزائر، ولم يخف ياسر عرفات وجود ناشرين مزيفين، معترفا أن الثقافة ليست بعيدة عن السماسرة ككل المجالات الأخرى والذين تعمل الوزارة على التصدي لهم بالقانون. وفي سياق حديثه عن سياسة تسيير الصالون الدولي للكتاب، اعتبر ياسر عرفات أن نجاح الصالون يزداد سنة بعد أخرى خاصة وأنه يلقى اهتماما كبيرا من طرف الدولة والشعب على السواء، مشددا على أنه تظاهرة ثقافية لا علاقة لها بالسياسة خاصة وأن القارئ الجزائري استطاع أن يساهم في إنجاحه بصورة كبيرة جدا وهو ما منحه حسب المتحدث ، صيتا ونجاحا عالميا. واعترف ممثل وزارة الثقافة بالنقائص التي سجلها الصالون خلال السنوات الفارطة والتي تعمل حسبه وزارة الثقافة على تداركها في الطبعات القادمة بالصورة التي تناسب معرضا بحجم معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي أصبح في مصاف الصالونات العربية الكبرى خاصة والطبعة القادمة ستعرف مشاركة 276 دار نشر جزائرية. من جهته كشف دعاس فريد مدير المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، ممثلا عن حاميدو مسعودي محافظ الصالون الدولي للكتاب، أنه سيتم مستقبلا فتح أبواب الصالون الدولي للكتاب إلى ساعات متأخرة من الليل وهذا بطلب وإلحاح من القارئ الجزائري الذي أصبح يطالب بحقه في متابعة هذا الحدث الذي يأخذ اليوم طابعا شعبا بسبب نجاحه في استقطاب نسبة عالية من القراء. من جهة أخرى وبصفته ممثلا عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية تحدث دعاس عن النقاط السوداء التي يعاني منها النشر في الجزائر والتي لخصها في قضية تخلي الدولة عن دعم الورق والحبر وكذا مشكل التوزيع وانعدام الاحترافية التي قال بأنها أصبحت تشكل أساس المعضلة عند الناشرين الجزائريين. وفي سياق حديثه عن المقروئية جزم ذات المتحدث خلال المنتدى بأن برمجة 267 دار نشر جزائرية في الصالون الدولي للكتاب، لا يعكس نسبة المقروئية على اعتبار أن دور النشر تقدم منتوجا ثقافيا وليس تجاريا، خاصة أنّ أغلب الناشرين في الجزائر يشتغلون في مجال الكتاب شبه المدرسي المليئ بالأخطاء وذلك بسسب انعدام لجان القراءة على مستوى دور النشر وهو ما شدد المتحدث على ضرورة مراجعته من قبل القائمين على القطاع. من جهة أخرى انتقد دعاس فريد طريقة تسيير المكتبات الوطنية التي تسير بطريقة إدارية قديمة حيث تفتح على الساعة الثامنة صباحا وتغلق على الساعة الرابعة وهو ما يجب مراجعته على اعتبار أن المواطن الجزائري لا يكون متفرغا إلاّ في فترة المساء. وفي مداخلة نارية طالب الكاتب والإعلامي والباحث في التراث الإسلامي الأستاذ بومدين بوزيد بإخراج الصالون الدولي للكتاب من طابعه التجاري ورفعه إلى مصاف الصالونات العالمية التي تركز على صناعة الكتاب التي تطورت بشكل كبير اليوم لتصبح منتجا اقتصاديا وأنتجت مدنا معرفية عالمية تسير بطرق حديثة بعيدا عن السياسة المنتهجة في بلادنا والتي تسير بطريقة تقليدية وبإيديولوجيات معينة، وما يحدث في الصالون الدولي للكتاب كل عام أكبر دليل على ذلك حيث يتم تهميش المختصين والأساتذة الجزائريين ويتم دعوة من تتناسب أفكارهم وتوجهاتهم مع من ينظمون الندوات، مؤكدا أننا تحت سطوة إيديولجية معينة تفرض كلمتها داخل أجنحة الصالون الدولي للكتاب وبين كواليسه، ولا يمكننا مقارنته بكبريات الصالونات العالمية وأن نحوله إلى تظاهرة عالمية إلا إذا تجاوزنا بعض المشاكل التنظيمية والرؤى الضيقة. كما طالب بومدين بوزيد في ذات السياق بضرورة اشتغال إدارة الصالون على رصد الأرقام التي تسجل في كل طبعة والمتعلقة بنسبة البيع ونوعية الكتب التي تسجل أكبر مستوى من المقروئية وذلك في إطار رسم وتحديد بنية الوعي لدى القارئ الجزائري. وفي سياق آخر طالب المتدخل بمراقبة صفقات اقتناء الكتب داخل الجامعات الجزائرية التي تخضع لمزاج الموزع والتي تقصي الكتاب الجزائري من حساباتها، مشيرا إلى مثال عن جامعات الغرب الجزائري التي قامت باقتناء كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين بكميات كبيرة جدا بدون مبرر لذلك، وطالب الدكتور بومدين بإنشاء لجان للقراءة على مستوى جامعات الوطن مهمتها فرز الكتب وانتقاء ما يفيد الطالب الجزائري، مشيرا إلى أن هناك صفقات تتم بالملايير داخل الجامعات الجزائرية يستفيد منها بزناسية لا علاقة لهم بالثقافة ولا بالجامعة.
* الدكتور محمد بغداد رئيس الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي على إدارة الصالون الدولي للكتاب إشراك الكتاب والناشرين في التنظيم والتخلي عن البيروقراطية
دعا رئيس الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي الدكتور محمد بغداد إلى التوقف عن سياسة حصر التحضير للصالون الدولي للكتاب للإدارة، مقترحا إشراك المثقفين والإعلاميين والناشرين في تنظيم هذا الحدث الذي يمثل صورة الجزائر أمام العالم، مشددا على ضرورة إعادة صياغة استرتيجية جديدة لتسيير هذه التظاهرة الثقافية. وتساءل بغداد لدى نزوله ضيفا على منتدى الحوار عن تغييب الفكر النقدي الذي تقوم به المؤسسات الإعلامية مع كل طبعة لهذا الصالون الذي يقع في كل مرة في ذات الأخطاء مادام لا يأخذ بعين الاعتبار انتقادات الصحافيين الذين يطلبون في كل مرة للتغطية وليس للمرافقة كشريك فاعل من شأنه المساهمة في رفع مستوى ما يقدمه الصالون في كل طبعة. وأفاد بغداد في ذات السياق بأنه قد آن الأوان لرفع قيمة هذا الحدث الدولي والارتقاء به إلى مصاف الصالونات التي تنظم بمقاييس عالمية، بدل حصره في نشاط فارغ المحتوى بعيد على صنع النخب المثقفة. هذا وأوضح ذات المتحدث أن الصالون الدولي للكتاب ليس فقط فضاء لنشر دواوين الشعر والأدب، بل هو فضاء لإبراز الثقافة الجزائرية وهوية المبدع الجزائري، على اعتبار أنه منظومة شاملة متكاملة تبرز للإنسان الجزائري قيمته ومكانته بين الشعوب.
* مصطفى حركات صاحب دار نشر الآفاق:
الصالون الدولي للكتاب لن يضيف الجديد ما لم يخضع للتجديد
اعتبر الدكتور مصطفى حركات أن وجود أكثر من 1000 دار للنشر في الجزائر ليس دليلا على ازدهار سوق النشر والطباعة في الجزائر، مؤكدا أن سوق الكتاب في الجزائر غير مربح إطلاقا خاصة في ظل وجود دخلاء على القطاع مهمتهم الربح فقط بعيدا عن أخلاقيات المهنة، وأضاف صاحب دار الآفاق أنه قبل 25 سنة لم يكن يجد متسعا من الوقت لمقابلة مئات المؤلفين الذين يقصدون مكتبه يوميا، أما اليوم فنادرا ما يطرق بابه مؤلف واحد وحتى الكتاب شبه المدرسي قل المقبلون على نشره واقتنائه بسبب اعتماد الطالب والأستاذ على الدروس الخصوصية، مؤكدا أن الصالون الدولي للكتاب لن يضيف الجديد ما لم يخضع للتجديد.
اعتبرت الدكتورة حبيبة محمدي أن الشراكة الثقافية لا تزال غائبة أو مغيبة عن الصالون الدولي للكتاب في الجزائر، حيث يتم إقصاء الإعلامي والمثقف الجزائري الذي يحتفى به في الخارج ويتم تغييبه في بلاده، كما تطرقت الدكتورة محمدي إلى مشكل الكرسي أو المنصب الذي يحول المثقف الجزائري بمجرد تنصيبه إلى أداة صماء ينأى جانبا عن باقي المثقفين وتأسفت عبر منبر "الحوار" على ما آلت إليه الثقافة في الجزائر والتي رأت أنها تحتاج إلى انتفاضة عاجلة.
* الكاتب والإعلامي إسماعيل يبرير هل ما ننظمه دوريا هو معرض ناجح أم صالون فاشل طالب الكاتب والروائي إسماعيل يبرير مسؤولي قطاع الثقافة في الجزائر بتنظيف قطاع النشر من الدخلاء وذلك بوضع دفتر شروط حقيقي من شأنه غربلة الناشرين لتبيان الغث من السمين، كما طالب يبرير القائمين على الصالون الدولي للكتاب ببذل المزيد من الجهد لتطويره بعد أن تحوّل عن مساره في السنوات الماضية ليصبح مكانا للزوار المتجولين أكثر منه مكانا يجمع الشغوفين بالقراءة، وأوصى يبرير القائمين على الصالون بإدراج جوائز على هامش الصالون لتحفيز المبدعين الجزائريين متسائلا عما إذا كان الصالون فرصة لإثراء الرصيد الفكري أم للتجارة، معتبرا أن ما يباع خلال أيام الصالون لا يخرج عن دائرة كتب الطبخ وتفسير الأحلام وهو ما يرهن نجاح الصالون إلى حد كبير، متأسفا لغياب المثقف الجزائري عن يوميات المعرض حيث يتم دعوة مثقفين أجانب لا يملكون أدنى فكرة عن طبيعة الندوة التي دعوا إليها، مضيفا أن إدارة الصالون لم توجه له أي دعوة رغم فوزه بعديد الجوائز العربية مع أنه كان دائما ضيفا في صالونات الكتب العربية وحتى العالمية، وأضاف يبرير في ذات السياق أن بعض المستشارين المحسوبين على الفعل الثقافي بالجزائر يولون الاهتمام ويخصون الكتاب الأجانب بالأولوية على حساب نظرائهم الجزائريين، منوها بضرورة إخراج هذا الحدث الثقافي من حبس الإيديولوجيات التي تحكمه.
* مليكة قريفو مديرة نشر اللون السابع على فرنسا ضيف شرف صالون الكتاب احترام الطفل الجزائري
قالت مليكة قريفو مديرة دار نشر اللون السابع وعضو في النقابة الوطنية لناشري الكتب إن هيئتها قد أبلغت السفارة الفرنسية المعتمدة بالجزائر عن طبيعة الكتب التي ستشارك بها فرنسا خلال صالون الجزائر الدولي للكتاب كضيفة شرف قائلة: "على فرنسا أن تحترم الطفل الجزائري، وأن الكتب الممنوعة على الطفل الفرنسي، تكون ممنوعة حتما على الطفل الجزائري، على سبيل المثال القواميس الموجهة للأطفال التي تحوي صورا مختلفة وتحتها مفردة، وكذا الكتالوجات، وكتب التلوين". كما تحدثت قريفو بالمناسبة عن القاعدة المشتركة التي أتت بها المنظومة الغربية الأوروبية، والمجلس الأوروبي، وتبنتها وزارة الثقافة الجزائرية وجعلتها ضمن قانونها الأساسي، ونعني بالقاعدة المشتركة في مفهوم مهندسيها مائة تحفة أدبية لكل طفل غربي وما يماثلها من القصائد، وهذا يعني أن تلقين الحضارة للطفل في سن مبكرة ضمان لجيل متشبع حضاريا، وهو يعد قاعدة مثلى لتأسيس غد أفضل للأمة. * يعتبر المرجع الأول لتنظيم "داعش" كتاب "الفتاوي النجدية" يطبع سرا في الجزائر
فجر الدكتور بومدين بوزيد فضيحة من العيار الثقيل فحواها قيام دار نشر جزائرية بطباعة كتاب "الفتاوي النجدية" بطريقة سرية داخل فيلا بالعاصمة وتوزيعه في الغرب الجزائري، هذا الكتاب يعتمد في فتاويه على ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش " اليوم، ويؤكد الدكتور بوزيد أن هذا الكتاب لا يستورد عن طريق الحقيبة كما يشاع بل يتم طبعه داخل هذه الفيلا حسب الطلب، وأشار المتحدث إلى أن الكتاب تم طبعه أكثر من 75 مرة وتقوم أربع دور نشر عالمية بطباعته وتوزيعه اثنان منها يتخذان من نيويورك وفرانكفورت مقرا لهما.