في المرآة يكتبه الصغير سلاّم "الوقاحة..هي أن تنسى فعلك و تحاسبني على ردة فعلك"..كأن جبران خليل جبران يخاطب في هذه الأيام التي تهب فيها نسائم ثورة التحرير الجزائرية المباركة المستعمرين الجدد و عرابيهم ايضا..فماذا يقول الشباب الجزائري من الأجيال الجديدة بعد ستة عقود من الزمن؟! "#أنا_مانسيتش هذا هو الهاشتاغ الذي أطلقه شباب مواقع التواصل الإجتماعي في الذكرى ال61 لأنداع ثورة نوفمبر بعيدا عن الرسميات و المشويات و الحلويات ! إنما ارادوها خطابا للذاكرة و للوعي ..لكن ما دخلال نشطاء و الشباب الذين يعيشون أيامهم في 2015 بأحداث بدأت منذ قرابة قرنين من الزمن ؟.. حينما حطت سفن الإحتلال الفرنسي و قواته بقيادة الجنرال "كلوزيل" الذي لا يزال للأسف أحد شوارع العاصمة الجزائرية و تحديدا ببلدية سيدي أمحمد بالعاصمة يحمل إسمه و يتداول الكثيرون إسم سوق "كلوزال" الشهير دون أن يعلموا أن هذا الإسم هو لمجرم حرب!..ربما يكمن الجواب هنا فشباب الفيسبوك و تويتر لم يعايشوا القمع و القتل و الدمار و "النبالم" و التهجير و التفقير و سلب الأراضي تلك الوجبة الإجرامية التي طلما طبعت يوميات الجزائريين طيلة 132 سنة من الإستيطان الفرنسي للجزائر لكنهم قالوا بصوت واحد لن ننسى . #أنا_مانسيتش أنظف من "كابلات" الأنترنيت التي أكلها قرش البحر فهي قادمة من عمق الوعي و مكتوبةبحبر المستضعفين و آهات الثكالى و تسير ببركات أرواح الشهداء التي ترفرف في سماء ء الجزائر هذه الأيام..وما أن تمّت انطلاقة الحملة حتى كانت المفاجأة باحتضان خرافي للمبادرة التي كشفت أيضا أن الأجيال الجديدة لم تنس عذابات الأجداد و الجدات رغم تغوّل طابور النسيان ..و جاءت الحملة هذه و التي تستمر شهرا كاملا و ستشهد تصعيدا قويا بمرور الأيام أنه لازالهناكجزائريونيرفضوننسيانالمجازرالتيارتكبتهافرنساالاستعماريةفيحقالجزائريين طيلة قرن و ثلث قرن بأيامها و لياليها و بشتائها و صيفها . "أنا_مانسيتش نداء شجاع يقول بصوت مرتفع نرفض عودة فرنسا إلى الجزائر سواء من نافذة الاقتصاد أو الثقافة أو غيرها من الدهاليز المعروفة و المجهولة ..ولكن هناك من يعتقد أن فرنسا لم تخرج أصلا من الجزائر و لهم حججهم في ذلك و قرائنهم .. أما الاحتقال هذه العام بالذكرى ال61 لاندلاع ثورة التحرير إحدى أعظم ثورات التاريخ المعاصر فهو بطعم آخر ….سيكون مختلفا هذا العام لأنه يتم تحت هاشتاغ #أنا_مانسيتش،الذي انتشر بعنفوان الثورة على صفحات الجزائريات و الجزائريين ،ليقدمصورة مغايرة عن جيل يحب الجزائر بطريقة عصرية ومبتكرة..و وواقع حالهم يقول لسنا حقودين و لكننا لن ننسى