"كلما استيقظت على تراجع أسعار النفط..كلما تفاءلت بمستقبل الجزائر ..الى الجحيم أيها السُم الأسود"..هذا ما كتبه الصحفي الجزائري أمين حميدي على صفحته الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك تعليقا على التهاوي المستمر لأسعار النفط في الأسواق الدولية..في المقابل هناك من ذهب ينعى بلادنا متأبطا تشاؤمه و هو يتابع مؤشرات أسواق النفط العالمية و هي تتدحرج ككرة ثلج تذوب تحت حرارة شمس حارقة كأننا على شفى حفرة من الضياع!.. طيب لما النحيب على تراجع أسعار النفط إلى ما دون الثلاثين دولارا للبرميل و ربما لامس ما دون ذالك ؟ و لطالما شكل"السم الأسود " هذا إعاقة مستديمة لاقتصادنا بلول إنساننا الذي لم يفطم من "ضرع البقرةالحلوب" و بقي في وضعية صغار العصافير في أعشاشها و هي فاغرة لأفواهها .. لم يكن النفط على الأقل في العشريات الثلاثة الأخيرة من عمر الدولة الجزائرية بردا و سلاما علينا إنما كان نارا شرهة أكلت الأخضر و اليابس ..لقد جعل الرعي النفطي من اقتصادنا أحاديَ المصدر تابعا و قد ربط مصيره بأوضاع سوق متقلبة تتأثر بأدنى العومل الجيواستراتيجية و بات النفط و أسعاره تتأرجح بسبب الحروب و الاضطرابات و الانقلابات و المظاهرات و الفيضانات و المنوارات !..أما الأدهى من كل هذا فهو كسر الريع النفطي سواعد الجزائريين و هممهم على مدار العقود الستة من عمر استقلالنا ..و باتت المسؤوليات في الإدارات و الشركات و الهيئات و المؤسسات مصدرا للثراء لا مصدرا لخدمة البلد و خدمة الشعب و إسعاده كما هو الحال لدى الأمم التي تحترم نفسها.. أكثر من هذا قُتلت قيمة العمل لدى شبابنا فاحتقروا الجهد و الكد و الإجتهادكما أحرف النفط "نفوطا " ثمينة في بلادنا منها الزراعة المهمشة و الخدمات الرديئة و السياحة الخاوية و الإبتكار المعطل و الصناعات الغذائية الضعيفة و ..خسرنا بلدا و ربحوا نفطا يحرق كل ما هو جميل .. و لعل أغلى ما احترق ب"السم الأسود" هذا هو الإنسان ..! كنا سنقيم عرسا وطنيا لو كان النفط في الجزائر سبببا في إقلاع الاقتصاد و تحقيق نهضة متوازنة و زراعة تغطي الطلب المحلي و تفيض لتصدر و جامعات بمستويات عليا و منظومة صحية في مستوى العصر و لكن لا هذا و لا ذاك تحقق .زبما هي جنازة برميل النفط تطل في الأفق و لينتحب الناخبون و المفسدون و المزورون و المنتفعون من الريع .."تاكلو السم ايها المفسدون"! حتى أموال التضامن الوطني مع الفقراء و الفئات الهشة لم تسلم من النهب و السرقة لأن "عقلية البايلك" لا تزال قائمة في أمخاخ المفسدين من الوزير إلى "الغفير"!..إذن دعونا نقيم عرسا لرحيل برميل النفط لا جنازة ! [email protected]