آمنة/ ب على الرغم من نصائح المختصين وتحذيرات الباحثين بشأن خطورة المواد البلاستيكية الموجهة للاستعمال الغذائي على صحة المستهلك، في حال تعرضها لأشعة الشمس والحرارة أو تكرر استعمالها لأكثر من مرة، إلا أن الاستغناء عنها يعتبر من المستحيلات ولا تكاد تخلو يوميات المواطن الجزائري من استخدامها. المياه المعدنية، المشروبات الغازية، العصائر وحتى الشاي والمشروبات الساخنة صار تناولها مرتبطا بالبلاستيك في بلادنا على غرار دول العالم، هذه المادة واسعة الاستهلاك التي دخلت كل البيوت الجزائرية والمحلات والمقاهي شاع استعمالها في تغطية الخبز والطعام الساخن بالأكياس والأغطية البلاستيكية، حيث تسهم في إذابة السموم الموجودة بالبلاستيك، وبالتالي تختلط هذه السموم مع الطعام المكشوف، فمن الأفضل تغطية الطعام بالورق بدلاً من البلاستيك. وهو الأمر الذي يحذر منه جل الأخصائيين الذين يحذرون أيضا من مغبة استخدام الأواني البلاستيكية لتسخين الأطعمة في "الميروويف"هذه العادة السيئة التي دخلت جل البيوت الجزائرية. وللأسف لم تردع تحذيرات الأخصائيين في الجزائر وحتى عبر العالم من استخدام هذه التقنية الجديدة في البيوت، طبعا لسهولتها، ذلك لأن ربات البيوت وبفعل خروج المرأة الجزائرية إلى العمل صار اتكالهن واضحا على هذا النوع الجديد من الوسائل الحديثة التي تبسط لهن الحياة ولا يستغنين عنها بسهولة رغم الأخطار التي تحوم حولها والضجة التي تثيرها في كل مرة. * رئيس الاتحاد الوطني لحماية المستهلك.. حرزلي محفوظ: تكرار استخدام المواد الموجهة للاستعمال الأحادي خطير على الصحة أوضح رئيس الاتحاد الوطني لحماية المستهلك، حرزلي محفوظ في تصريح ل"الحوار" أن استعمال المواد البلاستيكية لمرة واحدة لا يشكل خطرا على صحة المستهلك، بقدر الخطر الذي يترتب على إعادة استخدام الكؤوس البلاستيكية "لي قوبلي" والقارورات لمرات عديدة سواء عن طريق ملئها بالماء، اللبن أو الزيت وغيرها من المواد الغذائية من طرف المستهلكين. كما أرجع حرزلي محفوظ تفضيل معظم المستهلكين عبر المقاهي ومحلات الأكل الخفيف وغيرها استعمال الأكواب البلاستيكية دون الزجاجية، إلى خوفهم من قلة النظافة وعدم غسل الأواني بشكل صحي ومعقم بهذه المحلات، مؤكدا أن القارورات والأكواب وغيرها من الأدوات الموجهة للاستعمال الغذائي من الأفضل أن تكون زجاجية تفاديا لأي مشاكل صحية، كما كان الحال قديما، فحتى المياه المعدنية كانت تعبأ في قارورات زجاجية، مشيرا إلى أن تفاعل المواد البلاستيكية مع الحرارة وأشعة الشمس يجعلها تؤثر سلبا على الصحة وبشكل مباشر، سواء تعلق الأمر بعبوات المياه المعدنية أو المشروبات الغازية والعصائر وغيرها، ما دفع الاتحاد الوطني لحماية المستهلك إلى الدعوة لعدم بيع المواد الغذائية المعرضة إلى أشعة الشمس وإلى الغبار، وقد أشار ذات المتحدث إلى أن إعادة تصنيع البلاستيك مرة أخرى بعد جمعه من النفايات وغيرها يجعله غير صالح للاستعمال الغذائي وإنما لتعبئة أدوات التنظيف مثلا ولغيره من الأدوات البلاستيكية الضرورية في البيت كالطشت، كما نصح المتحدث المستهلكين بعدم اللجوء إلى الفرن الكهربائي لأجل تسخين المواد الغذائية المجمدة، وتركها في درجة الحرارة الطبيعية حتى لا تتأثر سلبا.
* أخصائي التغذية.. كريم مسوس: تعريض البلاستيك للحرارة يسبب السرطان أكد أخصائي التغذية كريم مسوس في تصريح ل"الحوار" أن استخدام المواد البلاستيكية في الاستعمالات الغذائية أمر خطير ويزيد إذا تعرضت للحرارة أو لأشعة الشمس، وذلك لإمكانية تشكل مواد مسرطنة تنصهر في السوائل والمشروبات التي بداخل هذه العبوات والقارورات، داعيا إلى تجنب استخدامها وتعويضها بالزجاجية، وخصوصا إذا تكرر استعمال المواد الموجهة للاستخدام لمرة واحدة. هذا، وقد عبر ذات المتحدث عن قلقه حيال خطر شائع بات يقوم به الجزائريون بشكل يومي ومستمر، وهو إدخال المواد البلاستيكية إلى الفرن الكهربائي "الميكروأوند" من أجل تسخين الأطعمة من مأكولات ومشروبات، مطالبا بالتوقف عن هذا السلوك المضر بالصحة، فحرارة الفرن من شأنها أن تجعل البلاستيك يتفاعل مع المادة الغذائية وتسرب لها مواد خطيرة على الصحة ومسرطنة.