"تنمية غائبة وكأن لا مسؤول موجود بالبلدية يتفقد وضعنا المزري ويحرك عجلة المشاريع التي كانوا وعدوا بها خلال الانتخابات المحلية، نحن نتساءل أين رئيس البلدية من كل ما نعيشه من حياة ضنكا تفتقد لأدنى الشروط الحياتية، أين الملايير التي سمعنا عنها لتعبيد الطرقات ولرفع النفايات المنتشرة في كل مكان ولتوفير مناصب الشغل وحل أزمة السكن"، بهذا قابلنا بعض سكان بلدية السويدانية، الذين مثلما قالوا" اسمها سويدانية، ما أبقاها أيامها سوداء بسبب غياب المسؤول والتنمية". لم تكن نتوقع أن نلتقط، خلال الجولة الاستطلاعية، صورة سوداء عن بلدية السويدانية، ولا أن نسمع أصوات تتحدث عن واقع مرير جدا تتخبط فيه البلدية منذ سنوات، حيث اعتقدنا أن نشأة البلدية الحديثة لا يمكن أن تغرق في مثل هذه المشاكل ولا يمكن أن تهمل من طرف مسؤوليها، لكن مع الأسف الشديد، كما قال بعض السكان ل"الحوار"، " الكل يتهافت وراء المسؤولية هذا يجري وراء تحقيق مصالحه الشخصية ولا يأبه ولا يعير بالا لما يطرحه السكان من مشاكل نغصت عليهم حياتهم اليومية وأشعرتهم أنهم مواطنون من الدرجة الثالثة أو أكثر لا حق لهم في التنمية ولا حق لهم في أي مشروع قادر على إخراجهم من قوقعة التهميش والاقصاء.
* طرقات مهترئة تستغيث ويشتكى سكان بلدية السويدانية من الوضعية الكارثية للطرقات، فأي زائر و دون أدنى صعوبة يلمح بأم عينه تلك الطرقات والمسالك المهترئة، وكأنها لم تعرف أي عملية تعبيد أو تزفيت، طرقات مع الأسف مليئة بالمطبات والحفر غير صالحة للاستعمال لا من قبل الراجلين ولا حتى الراكبين لسياراتهم مخافة إصابتها بالعطب. ويبدي السكان تذمرهم واستياءهم الشديدين من تأخر المصالح المعنية عن أداء مهامها والشروع في رفع الغبن عن طرقات، سيما وأنها- كما قالوا- كثيرا ما وعدت ببعث مشاريع ضخمة تعني التهيئة العمرانية، إلا أن تلك الوعود لم تتجسد على أرض الواقع ونسيت مثلما نسي رئيس البلدية وعوده التي قطعها خلال الحملة الانتخابية. * أسواق منظمة مغلقة.. والسبب لا أحد يعلم والمتجول في أحياء وشوارع بلدية السويدانية يلاحظ الانتشار الواسع والرهيب لأسواق فوضوية شوهت المنظر العام للمنطقة، بل وتسببت في تضييق الطرقات وإغلاقها على مدار أيام السنة أمام الراكبين لسياراتهم وحتى الراجلين. ويعبر السكان، ولا سيما منهم الشباب، عن سر تأخر وتخلف المصالح المعنية عن إزالة هذه الأسواق الفوضوية مع أنها باتت مصدر إزعاج وصنعت الفوضى في البلدية، وفي الوقت الذي تظل الأسواق المنظمة مغلقة الأبواب دون أن توزع أو تستغل مع أن الأشغال بها اكتملت. وقال أحد الشباب ل"الحوار": " نحن نجهل أسباب غلق أبواب الأسواق الجوارية وترك الحبل على الغارب للأسواق الفوضوية، لماذا لم تفتح إلى غاية اليوم، ولماذا ترفض مصالح البلدية فتحها واستغلالها في تشغيل شباب البلدية؟، أم أننا لا نستأهل؟، أم أن القائمة يراد التلاعب بها لحساب مقربيهم؟، لافتا إلى أنهم لن يبقوا صامتين في حال وزعت على غير مستحقيها.
* مسافرون بلا حافلات نقل ولا محطة ويعرب مسافرو بلدية السويدانية، عن استيائهم وتذمرهم أمام النقص الفادح في حافلات النقل الحضري ونقل الخواص وحتى الجامعي، بل -بحسبهم- فإن غياب الحافلات و محطة تحوّل إلى محنة تلاحقهم على مدار أيام الدراسة دون أن تجد حلا من المسؤولين. ويذكر بعض المسافرين منهم طلبة الجامعات، أن نقص الحافلات تحول إلى معضلة حقيقية وسبب مباشر يؤخرهم عن مواعيد عملهم ودراستهم، حتى أن منهم من بات خلال أيام الامتحانات يجد نفسه مجبرا على استقلال سيارة الأجرة، ما بات يفرغ جيوبهم. ويكشف المسافرون، أنهم رفعوا انشغالاتهم للجهات المعنية وطلبوا بالرفع من عدد الحافلات لحل أزمة النقل، بيد أن الشكاوى المتكررة لم تحمل على محمل الجد ولم يعر لها بال، لأسباب تبقى مجهولة، يخلص أحد المسافرين.
* بطالون يتساءلون عن مشروع ال100 محل وأفرز تأخر مسؤولي مصالح بلدية "السويدانية"، عن إنجاز مشروع ال100 محل، تذمرا واستياء شديدين وسط الشباب البطال. ويتهم بعض البطالين ممن تحدثت معهم " الحوار" المسؤولين المحليين بالتقاعس والتماطل في إنجاز ال100 محل، مؤكدين على الرئيس البلدية ضرورة احتواء انشغالاتهم وعدم التقليل من المشاريع التي من شأنها أن تحتوي مشكل البطالة، لأن الشباب ينتظر على أحر من الجمر مثل هذه المشاريع ولا يتقبل ويرفض رفضا قطعيا العبث بمصالحه. ويردف بطال آخر " لقد بلغنا أن بلدية السويدانية قد استفادت من مشروع ال100، ونجهل ما إذا كانت قد شرعت فيها أم لا؟ وما إذا وزعت أيضا، أم أن في الأمر فيه تلاعب لحرمان البطالين من حقهم"، مشيرا إلى أنهم لن يصمتوا عن حقهم وسيخرجون إلى الشارع في حال وزعت المحال بطريقة عشوائية.
* نفايات تحوّل السويدانية إلى مفرغة عمومية ومن جملة مشاكل البلدية الانتشار الفظيع والملفت للانتباه للنفايات في كل الأركان، متهمين على حد سواء مواطنيهم والمسؤولين. ويقول بعض السكان، إن مشكل الانتشار الفظيع للنفايات سببه المواطن الذي لا يحترم مواعيد وأماكن رمي النفايات، كما أن السبب مرتبط بمصلحتي البلدية ومؤسسات التنظيف اللتين تتأخران عن رفع النفايات و تتماطلان عن تأدية مهمتهما". وبحسب السكان، فإنهم راسلوا كثيرا المسؤولين وتنقلوا على مستوى مصالح البلدية وعرضوا المشكل وطالبوا بحملات تنظيف وبتسخير أعوان إضافين لرفع النفايات، بيد أن المسؤولين ذاتهم لم يأخذوا المطلب والانشغال على مأخذ الجد، ما حوّل بلدية السويدانية إلى مفرغة عمومية للنفايات التي تطرحها العائلات.
* سكان البيوت القصديرية ينتظرون الترحيل ويكون مشكل السكن واحد من المشاكل الملح على احتوائها إلحاحا شديدا من قبل السكان، الذين تساءلوا بشدة عن حصتهم من عمليات الترحيل التي شرعت فيها مصالح الولاية. وبحسب بعض السكان القاطنين بالبيوت القصديرية، فإنهم ينتظرون على أحر من الجمر انتشالهم من الحياة البئيسة التي يتخبطون فيها منذ سنوات في بيوت مبنية من القصدير والإسمنت، ومنحهم سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وعزتهم. وتساءل السكان، حول ما إذا ضمن عمليات الترحيل القادمة التي ستقوم بها مصالح الولاية، لافتين إلى أنهم لن يصمتوا في حال لم يرحلوا وهمشوا، باعتبار ظروفهم المعيشية الصعبة داخل هذه البيوت القصديرية ليست أفضل من الظروف المعيشية للسكان الذين رحّلوا والمعول على ترحيلهم.
* رئيس بلدية السويدانية موهوب جوادي في حوار مع"الحوار" سكان البيوت القصديرية معنيون بعملية الترحيل ال21 … والميزانية خذلتنا مع السكان قال رئيس بلدية السويدانية، موهوب الجوادي، في حوار مع"الحوار": " الميزانية المالية خذلتنا، ولم تسمح لنا بتجسيد تلك المشاريع التنموية التي وعدنا بها خلال الحملة الانتخابية، لذا نحن لا نلام". وكشف أن سكان البيوت القصديرية بالسويدانية معنيون بعملية الترحيل ال 21، ما سيقضي نهائيا على البيوت القصديرية بالبلدية، فيما أوضح بالنسبة للسوق المنظمة المنتهية بها الأشغال دون أن تفتح أبوابها للسكان، بأنها"أنجزت مؤخرا، ومكونة من 15 محلا تجاريا و43 طاولة، وقد تم توزيعها على المستفيدين خلال بداية الشهر السابق"، وسيتم، بحسبه" فتحها خلال الأيام القادمة، وذلك بعد تسديد جميع مستحقاته من قبل المستفيدين"، لافتا إلى أن سيتم إنجاز سوق أخرى بحي الجعدي".
* نبدأ حوارنا بأزمة السكن، أين دوركم في حلها سيما بالنسبة لسكان البيوت القصديرية؟ استفادت بلدية السويدانية مؤخرا، من حصة سكنية معتبرة تم بموجبها ترحيل 400 عائلة، ونحن الآن بصدد التحضير لترحيل أكثر من 50 عائلة، وهذا ضمن المرحلة الواحد والعشرين لفائدة سكان البيوت القصديرية، وبهذا تكون البلدية في طريقها للتخلص نهائيا من البيوت القصديرية إذ لم يبق بها إلا بعض البيوت متواجدة في مواقع متفرقة. * المواطنون يقولون إن مسؤولي البلدية لم يقدموا شيئا للسكان و وعدوا ولم يوفوا، بم تردون؟ هذه تقديرات السكان وهم غير ملامين، لكن نؤكد أننا وعدنا لنفي ولكن الميزانية المالية خذلتنا ولم تسمح لنا بتجسيد تلك المشاريع التنموية التي وعدنا بها خلال الحملة الانتخابية. وأذكّر هنا السكان أننا أيضا لم نكن غائبين على الإطلاق، فقد حرصنا على بعث جملة من المشاريع التنموية بالميزانية الضعيفة التي بين أيدينا، خاصة ما يتعلق بقطاع التربية الذي كان يشهد نقصا فادحا في المنشآت التربوية على غرار غياب ثانوية بالسويدانية، أين كان يضطر الآلاف من التلاميذ للتنقل إلى البلديات المجاورة كالشراقة والدويرة لأجل التمدرس، وبمجهوداتنا البشرية والمالية الضعيفة بنينا ثانوية وقضينا على معاناة التلاميذ، فضلا عن هذا أنجزنا ابتدائيتين وفتحتا أبوابهما الدخول المدرسي السابق، وكذلك أنشأنا إكمالية، وقمنا بإعادة هيكلة قاعة طبية متعددة الخدمات المتواجدة بالبلدية، كما دعمناها بمختلف الأجهزة والمستلزمات الطبية الضرورية، بالإضافة إلى تمديد الحجم الساعي للمناوبات الليلية وتقديم الخدمات الطبية لمدة 24 ساعة على 24 ساعة، ونفس الشيء بالنسبة للمرافق الرياضية والترفيهية، فقد فتحنا قاعتين متعددة الرياضات وهيأنا مساحة للعب وأنجزنا ملاعب جوارية وأخرى شرعنا في إنجازها. * قلتم إن الميزانية المالية لبلدية السويدانية ضعيفة، بكم قدرت هذه السنة؟ قدرت الميزانية المالية لبلدية السويدانية لهذه السنة ب 10 مليار سنتيم. * والأكيد أنها غير كافية لتجسيد المشاريع التنموية التي تتطلعون إليها ووعدتم بها السكان؟ مع الأسف الشديد قيمة الميزانية المالية لهذه السنة، غير كافية على الإطلاق، سيما وأن بلديتنا التي تتربع على مساحة 14 كيلومتر مربع بتعداد سكاني يفوق 20 ألف نسمة جد فقيرة من حيث مشاريعها التنموية ومداخيلها. * إذا الغلاف المالي لخزينة البلدية يحدد الأولويات لتجسيد انشغالات السكان على أرض الواقع وبعث التنمية في المنطقة، فماهي أهم الانشغالات التي يطرحها السكان؟ صحيح أمام ضعف الميزانية المالية للبلدية وجدنا أنفسنا في تجسيد المشاريع التنموية ذات الأولوية. ويكون ملف السكن وتوفير الملاعب الرياضية أهم الملفات المطروحة من قبل السكان، حيث أننا كلما استقبلناهم في مكتبنا طلبوا منا توفير السكنات ومناصب شغل ومرافق رياضية، وطبعا نحن أمام غياب الغلاف المالي القوي لا يمكننا احتواء كل المطالب. * الأسواق الفوضوية غزت أحياء بلدية السويدانية في الوقت الذي تظل فيه السوق الجوارية المنظمة مغلقة، لم لا توزع على مستحقيها، وماهو سبب إبقائها مغلقة؟ بالنسبة للسوق الذي تم إنجازها مؤخرا، والمتكونة من 15 محلا تجاريا و43 طاولة، قمنا بتوزيعها على المستفيدين خلال بداية الشهر السابق، وسيتم فتحها خلال الأيام القادمة، وذلك بعد تسديد جميع مستحقاته من قبل المستفيدين، وبما أن السوق لا يسع جميع الطلبات والتي وصلت 300 طلب سنعمل جاهدين على تدعيمه بأسواق جوارية أخرى، كالسوق الذي سيتم إنجازه بجي الجعدي، حيث اخترنا الأرضية ونحن الآن بصدد دراسة المشروع على أن يتم الشروع فيها بعد الإعلان عن مناقصة وطنية. * وعن مشروع ال100 محل؟ بالنسبة لمشروع ال100 محل، فقد أنجزنا 50 محلا ووزعت على الشباب، بعضهم استغلها أحسن استغلال وبعضهم لم يستغلها، أما بقية المحلات فالأشغال لم تنطلق بها بعد بسبب ميزانية البلدية الضعيفة. * يعد مشكل النقل من أهم انشغالات المواطن بالمنطقة، متى يحل وتنتهي معاناة المسافرين مع رحلة البحث عن حافلة ومحطة؟ مشكل غياب وسائل النقل والمحطات مطروح على مستوى كل بلديات العاصمة والوطن ولا يخص بلدية سويدانية فقط، ونحن من جهتنا نبذل قصارى جهودنا للقضاء على مشكل نقص وسائل النقل، وقد تم توفير منذ قرابة السبعة أشهر حافلات للنقل الحضري، وهي تعمل بشكل عادي في انتظار الفرصة والغلاف المالي الذي يسمح لنا بتوفير وسائل نقل أخرى. * ونفس الشيء بالنسبة للطلبة فهم أيضا يشتكون من قلة النقل سواء حافلات نقل الطلبة أو النقل الحضري؟ صحيح طرح علينا الطلبة مشكل نقص الحافلات عدة مرات وقمنا بمراسلة الجهات المعنية لتوفير حافلات إضافية، ولكن دون جدوى عدا توفير حافلة واحدة في انتظار توفير حافلات إضافية. إيمان باي