بلغ تعداد الجزائريين المصابين بالأمراض المزمنة أكثر من 10 ملايين مريض، أغلبهم يعاني من أكثر من مرض كضغط الدم وأمراض الشرايين وما لها من صلة وطيدة بأمراض القلب، ناهيك عن الأمراض المستعصية الأخرى كالمرض الخبيث، إذ تواجه صحة الجزائريين خطرا داهما يسمى السرطان يحصد سنويا 30 ألف ضحية من بين المواطنين، إلا أن جرافة السكري قد فاقت كل التوقعات، إذ تحصي الجزائر في صفوفها أكثر من 4 ملايين مصاب بهذا الداء اللعين. اختارت منظمة الصحة العالمية هذا العام داء السكري كمحور لإحياء اليوم العالمي للصحة، هذا الداء الذي تسبب بحسب إحصائيات المنظمة في وفاة أكثر من 1.5 مليون شخص عبر العالم، حدث أكثر من 80بالمائة منها في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل. وتتوقع المنظمة أن داء السكري سيحتل المرتبة السابعة في الترتيب بين أسباب الوفاة الرئيسية بحلول عام 2030. أكثر من 4 ملايين مصاب بالسكري بالجزائر و20 ألف حالة جديدة سنويا دقت الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري ناقوس الخطر حول ارتفاع أعداد المصابين بالمرض في الجزائر والذي تعدى ال 4 ملايين شخص أي ما يقارب 12 بالمائة من إجمالي عدد السكان، كما جعلت شغلها الشاغل محاربة مسبباته. أكد رئيس الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري، نور الدين بوستة في تصريح للحوار أن الفدرالية تدق ناقوس الخطر حول الارتفاع الكبير الذي يسجل في صفوف المرضى، حيث تسجل سنويا 20 ألف حالة جديدة. 25 بالمائة من المرضى محرومون من التأمين وعرضه للمضاعفات وأوضح ذات المتحدث بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي ركز هذه السنة على داء السكري أن وضعية المصابين بهذا المرض في الجزائر تنقسم إلى قسمين أحدها يحظى بالرعاية الصحية والتأمين الاجتماعي، بينما لا يتمتع القسم الثاني من المرضى غير المؤمنين اجتماعيا بهذا الحق، ما يجعلهم عرضة لمضاعفات السكري الخطيرة على الصحة، على غرار فقدان البصر والقصور الكلوي وأمراض القلب والقدم السكرية، وغيره من الأمور التي قد تنجر على البقاء دون علاج، وفي هذا الصدد ذكر المتحدث بمطالب الفدرالية المتعلقة بضرورة تسوية وضعية هؤلاء المرضى لإنقاذهم من فخ المضاعفات، لا سيما وأن نسبتهم كبيرة وتقدر ب 25 بالمائة من إجمالي عدد الإصابات. محاربة مسببات السكري تحد من تفشيه أشار نور الدين بوسته إلى أن فدرالية جمعيات مرضى السكري ستكون حاضرة في الملتقى الوطني الذي نظمته وزارة الصحة والسكان ببلعباس، بمناسبة اختتام فعاليات العيادة المتنقلة التي دامت 15 يوما، وتضمنته فعالياتها القيام بالكشف المبكر والبحوث الطبية حول أمراض القلب، الكلى، الطب الباطني، وغيره، وأضاف بوسته بأن الهدف الأكبر للفيدرالية اليوم هو محاربة العوامل المسببة للسكري للحد من تفشيه في المجتمع، وذلك من خلال التحسيس ضد خطر السمنة وعواقبها الصحية والحرص والتشجيع على ممارسة الرياضة والابتعاد على التدخين وغيره من التفاصيل الهامة في حياة الإنسان. وفي ذات السياق، نظمت جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر أمس يوما تحسيسيا ضد السكري بمستشفى القبة بحضور أطباء ومختصين في التغذية والتربية والتوعية الصحية بمناسبة اليوم العالمي للصحة، كما قامت منذ أيام بتنظيم يوم مماثل بدار المرضى برويسو، وتسمح هذه الأيام التحسيسية والتوعوية للمواطنين بالاستفادة من المعلومات التي تخص المرض من المختصين مباشرة، حيث تكون لهم الفرصة في الاستفسار حول كل ما يهمهم عن المرض، وأن يحصلوا على النصائح التوعوية اللازمة الخاصة بالنظام الغذائي والطريقة المعيشية والاعتماد الكبير عن وسائل النقل الذي بات يشكل خطرا على المواطنين بإبعادهم عن المشي وممارسة الرياضة، وفي حال تكتشف إصابات جديدة أثناء عمليات الكشف يوجه المريض مباشرة إلى المراكز المختصة للعلاج. تفشي البدانة ساهم في انتشار السكري بين الجزائريين أثقلت مشكلة البدانة عاتق الصحة العمومية في الجزائر على غرار أغلب دول العالم، حيث طالت هذه المشكلة العصرية 50 بالمائة من الجزائريين الذين أصيبوا بالسمنة المفرطة، نظرا لتبعاتها ومضاعفاتها الصحية الخطيرة باعتبارها تمهد للإصابة بمختلف الأمراض المزمنة وعلى رأسها السكري، وقد انتشرت البدانة بين الجزائريين في العشرية الأخيرة بشكل مذهل وطالت حتى الأطفال والرضع بسبب تغيير المواطن الجزائري نمط حياته وطبيعة غذائه خلال السنوات الأخيرة؛ بحيث أضحى يستهلك القليل من الخضروات والكثير من السكريات والمشروبات الغازية. ويحذر أغلب الأخصائيين من الاستهلاك المتزايد للأطعمة غير الصحية والمشبعة بالدهون ،خاصة تلك التي تحضر منها خارج البيت، لذا بات من الضروري تكثيف حملات التوعية لتفادي المطاعم السريعة، التي لا تقدّم سوى الدسم مع الدجاج المدعم بالهرمونات، مما يتسبب في كثير من الأحيان في الإصابة بأمراض مزمنة وعلى رأسها السكري الذي تحول إلى مشكل حقيقي يهدد الصحة العمومية في الجزائر. آمنة/ب