تعتبر بلدية بيضاء برج، المتربعة على مسافة 140كم2، والتي يقطنها أزيد من 40 ألف نسمة، من أفقر البلديات على مستوى ولاية سطيف، فالبطالة مستفحلة والجفاف جاثم لسنوات طويلة على المنطقة، والمنظر العام يؤكد أن هذه البلدة تصارع كغيرها من بلديات الولاية ويحلم سكانها بغد أفضل، بحيث تبقى الاستفادات التي تدعمت بها في مجال البطالة والتشغيل والشؤون الاجتماعية قليلة مقارنة بالحاجة لمناصب العمل، وتحصي البلدية في هذا الشأن عدة استفادات في السنة الحالية، منها 24 منحة إدماج للنشاط الاجتماعي، و6 لحاملي الشهادات و40 منصبا في إطار جهاز الإدماج المهني للتشغيل، و106 في إطار منحة المشاركة في النشاط ذي المنفعة العامة، و268 في إطار المنحة الجزافية للتضامن، و42 منحة للمسنين فوق 65 عاما. رغم كل المشاهد السلبية التي تم ذكرها إلا أنه لا يمكنها أن تحجب ما أنجز في السنوات الأخيرة بهذه البلدية حسب مسؤوليها، بداية بربط مساكنها الحضرية بشبكة الغاز الطبيعي، ومرورا بنمو حظيرتها من المساكن الريفية التي غيّرت وجه الريف، ووصولا إلى تطور عدد المساكن المتصلة بشبكة الكهرباء وغيرها، ويؤكد البعض منهم أن بلدية بيضاء برج قد قطعت أشواطا مهمة في التنمية بالرغم من النقائص المسجلة هنا وهناك. وتشير الإحصائيات الرسمية إلى استفادتها في إطار الاستثمارات العمومية من غلاف مالي يقارب 52 مليار سنتيم لإنجاز 27 عملية، استهلك منه إلى غاية الشهر الماضي 32 بالمائة فقط من البرامج القطاعية واللامركزية والمخططات البلدية للتنمية في عدة قطاعات، واستحوذت قطاعات التربية والري والأشغال العمومية لوحدها على 13 عملية تنموية. وحسب منتخبيها المحليين، فإن بلدية بيضاء برج بحاجة إلى عدة مرافق وهياكل لتأمين الاحتياجات ومواكبة تطور سكانها في الأفقين المتوسط والقريب، بحيث تحتاج إلى إنجاز 200 مسكن بالتجمع الحضري و350 مسكن ريفي بالمناطق المبعثرة، كما تحتاج لربط 1345 مسكن بالكهرباء و157 مسكن بالغاز، فضلا عن مكتب بريدي و500 خط هاتفي. واستنادا للتقديرات ذاتها، فإنها بحاجة كذلك لإنجاز حجرات دراسية بالطورين الابتدائي والمتوسط، ناهيك عن عيادة ولادة ريفية ومفرغة عمومية و قباضة ضرائب. * حلم ثانوية ثانية قاب قوسين من التجسيد لم يعد حلم ثانوية ثانية ببلدية بيضاء برج بعيد المنال، فقد باتت قاب قوسين أو أدنى من التجسيد، بحيث تجاوزت نسبة تقدم الأشغال بها الخمسين بالمائة، ومن المتوقع تدشين هذا المرفق التربوي بمناسبة الاحتفالات المخلدة لعيد النصر في شهر جوان من السنة الجارية، حسب ما أعلن عنه في وقت سابق. وقد استبشر المواطنون بهذا الإنجاز الذي سيسمح باستقبال أكثر من 300 تلميذ كانوا يشدّون الرحال يوميا للثانوية القديمة أو إلى ثانوية عين الحجر بالبلدية المجاورة، فيما تعول مديرية التربية على هذه الثانوية التي ستسمح بتقريب هذا الهيكل من مساكن التلاميذ. وسيعزز بناء هذه الثانوية من نسبة تمدرس الفتاة الريفية ويقلص من التسرب المدرسي، وستساعد الثانوية الجديدة بلدية بيضاء برج في توفير حافلات النقل وتوجيهها للمناطق الريفية والمشاتي في إطار القضاء على العزلة وتدعيم نقل المواطنين نحو مقر البلدية أو البلديات المجاورة. وتضم الخارطة التربوية كذلك 15 مدرسة ابتدائية، منها 2 أغلقت في سنوات فارطة لعدم توفر النصاب القانوني من التلاميذ أو لهجرة السكان. وتجري الأشغال حاليا لإنجاز مجمع مدرسي جديد من نوع (ج) لضمان تمدرس جيد للتلاميذ ببيضاء برج مركز، فيما لا تتوفر البلدية إلا على متوسطة وحيدة. ويقترح رئيس البلدية بناء متوسطة ثانية لتدعيم المتوسطة الحالية التي يدرس بها 567 تلميذ، منهم 182 إناث. أما في قطاع الثقافة، فتتوفر البلدية على مركز ثقافي غير مستغل – حسب المير – بالرغم من أنه الملجأ الوحيد لشباب البلدية، وعلمنا أنه تم توسيعه مؤخرا، في إطار مشاريع المخططات البلدية للتنمية، كما تتوفر بيضاء برج على مكتبة مجهزة غير أنها مغلقة لانعدام التأطير، حسب رئيس المجلس الشعبي البلدي. * حظر حفر الآبار يرهن الفلاحة والتغطية بالكهرباء دون الخمسين تدفع بلدية بيضاء برج ثمن قرار حظر حفر الآبار القطاع الفلاحي باهظا، حيث لم يسمح حظر التنقيب عن المياه الجوفية المفروض على البلدية منذ التسعينيات في حدوث النمو في قطاع الفلاحة، ودفعت هذه الوضعية بالسكان إلى الاعتماد على الرعي العشوائي والحرث البسيط غير العميق. ويطالب السكان برفع الحظر عن حفر الآبار الفلاحية حتى يتسنى لهم الاستفادة من الآبار الممنوحة في إطار الاستغلال الفلاحي، وكان الوالي محمد بودربالي، قد ربط رفع الحظر بعدم تأثير ذلك على الثروة المائية الجوفية، وأوكل مهمة النظر في الملفات المقدمة ومنح التراخيص في هذا الشأن لمديرية الفلاحة بالتنسيق مع مديرية الري والموارد المائية. وفي سياق متصل، يأمل المواطنون تدعيمهم بمشاريع التنمية الفلاحية وكذا مشاريع المحافظة السامية للسهوب ومحافظة الغابات. ويقول الخبراء، إن منطقة بيضاء برج بسهولها الخصبة ومساحاتها السهبية الواسعة قادرة على أن تتحول إلى قطب فلاحي، وذلك من خلال تنمية زراعة الحبوب والخضراوات والأشجار المثمرة وتربية الماشية بأنواعها، والابتعاد قدر المستطاع على الإنتاج المرتبط بالعوامل المناخية وسقوط الأمطار. أما في قطاع الري، فينتظر المواطنون تمديد شبكة المياه للتجمعين السكنيين بوسط بلدية بيضاء برج مركز، وإعادة الاعتبار لقنوات الصرف الصحي باتجاه شرق البلدية على مسافة 01 كلم، فضلا عن تدعيم مناطق أولاد مبارك، وأولاد الخامس، وأولاد سي لكحل، وتيزروتين، بالمياه الصالحة للشرب، دون إغفال تجهيز البئر العميقة الكائنة بمنطقة الزراية. كما حالت نسبة التغطية بالكهرباء الريفية دون تطور الوسط الريفي ببيضاء برج، بحيث أظهرت الأرقام المقدمة من مديرية الطاقة أن عدد المساكن المربوطة بالكهرباء لم تتعد 845 مسكن أي بنسبة 57 بالمائة، وكانت المديرية المعنية قد أحصت وأعدت دراسة بشأن 8 مشاتي و4 أحياء التي لا زال جزء من سكانها يستعملون الشموع والإنارة التقليدية، وشرعت في ربط بعضها على غرار ربط 72 مسكن بالزراية وتجسد المشروع بنسبة 60 بالمائة. أما بالنسبة للتغطية بالغاز، فهي جيدة ومقبولة بلغت ال95 بالمائة بعد ربط 867 مسكن منذ حوالي شهرين فقط، وفي رزنامة مديرية الطاقة مشاريع أخرى مبرمجة على غرار ربط حيين جديدين، في حين تبقى آمال المواطنين معلقة على المشاريع المستقبلية لتوصيل الكهرباء لمناطقهم على غرار أولاد تامن، أولاد عقون، أولاد زيد، لشوادي، المرضى في دورية نحو الشريعة أو الضلعة. * المرضى في دورية نحو عين آزال والعلمة أو سطيف يضطر غالبية مرضى بلدية بيضاء برج إلى التوجه نحو مستشفى عين أزال لمسافة تزيد عن 25 كلم، أو نحو مدينة العلمة 27 كلم، وتبقى معاناة سكان هذه البلدية مستمرة بسبب عدم وجود مستشفى يتكفل بالمرضى والحالات الاستعجالية. ويطالب رئيس البلدية في هذا الإطار بإنجاز عيادة متعددة الخدمات تكون قادرة على تأمين الفحص الطبي والتكفل الأمثل بحالات الولادة وغيرهما، ويضم قطاع الصحة 4 قاعات علاج موزعة على تراب البلدية ولا تعمل منها سوى القاعة المتواجدة بالمنطقة الحضرية، بحيث يقتصر نشاطها على الفحوص الطبية والحقن، بينما القاعات الثلاث الأخرى مغلقة لعدم توفر الإطار الطبي أو لانعدام التجهيزات، حسب المير. وحال قطاع الأشغال العمومية لا يختلف عن المشهد السابق، وكثيرا ما يجد المواطنون المقيمون بالمناطق المبعثرة أنفسهم عرضة للعزلة أيام الأمطار والثلوج وخاصة بزراية وتيزروتين وأولاد الخامس، إذ تعزل السيول الكثير منهم، ويعاني سكان هذه البلدية من نوعية الطرق التي تبقى بحاجة للتعبيد والترميم، إذ يحتاج الطريق البلدي الرابط بين أولاد مبارك وحدود بلدية باتنة على مسافة 8 كلم إلى إعادة الاعتبار، كما يحتاج الطريق البلدي الرابط بين لشوادي ومقر البلدية على مسافة 12 كلم إلى التعبيد بعد الانتهاء من الدراسة. لكن السكن الريفي يمثل النقطة المضيئة في هذه البلدية، بحيث استفادت بيضاء برج من حصص هامة من هذا النمط من إعانات الدولة، ومكنت تلك الحصص من تحسين الإطار المعيشي للمواطنين بالمناطق الريفية وقضت على الأكواخ والبنايات الهشة، وفي هذا الصدد تحصلت بيضاء برج على 480 مسكن في إطار البرنامج الخماسي، كما تدعمت ب 350 مسكن آخر في إطار البرنامج الخماسي انتهت الأشغال ب 344 منها، ولازال الباقي في طور الإنجاز، فيما لا زال 13 مسكنا آخر في المراحل الأخيرة لإعداد القرارات. ورغم كل ما تحقق، إلا أن المواطن يأمل في تخصيص حصص إضافية أخرى لتلبية الطلب المتزايد على السكن الريفي، كما يأمل آخرون تدعيمهم بحصة من السكن الاجتماعي بالرغم من استفادة البلدية من 230 مسكن في إطار البرنامجين الخماسيين، كما تدعمت البلدية ب 80 مسكن اجتماعي، وهي الآن في طور الإنجاز. ويؤكد رئيس البلدية، أن وتيرة توسع النسيج العمراني بالبلدية، قد شهدت تسارعا داخل المحيط العمراني الذي أنشئ سنة 1986، ويطالب سكانه بتمكينهم من عقود الملكية بعد مرور كل هذه السنوات، في الوقت الذي انتهت فيه مديرية السكن من دراسة التحصيص الاجتماعي الجديد الذي يضم 160 قطعة، وهو الآن في مرحلة رفع التحفظات قبل صدور قرار الإنشاء. * مشاريع في طور الإنجاز وأخرى في الانتظار يعيش أغلبية سكان هذه البلدية ظروفا قاسية اجتماعيا واقتصاديا، وقد أثر ذلك على التنمية التي باتت تتحرك ببطء، وباتت بيضاء برج بحاجة لمزيد من الاستثمارات العمومية والخاصة لتقليص هوة الفقر. ورغم كل ما يقال، إلا أن السلطات المحلية تراهن على المشاريع المبرمجة للتخفيف على المواطنين، ومن بين تلك المشاريع التي في مرحلة التجسيد مشروع التهيئة الحضرية لمحور المدينة، وتتضمن هذه العملية الإنارة العمومية والأرصفة والتعبيد والتزفيت بالخرسانة، بالإضافة إلى مد شبكة تصريف المياه القذرة. كما ستنطلق عملية توزيع المياه الصالحة للشرب للمنطقة، وستعطى كذلك إشارة انطلاق أشغال إنجاز شبكة التوزيع بعد الانتهاء من تسجيل العملية، كما أنهت المصالح المعنية دراسة مشروع تزويد المداشر والقرى بالمياه الصالحة للشرب والمشروع عبارة عن إنجاز خزان مرتفع سعته 500 متر مكعب لربط مشتة الزراية وأولاد عقون، وإنجاز شبكتي الضخ والتوزيع للمنطقة. وفي السياق ذاته، انتهت الدراسة الخاصة بمشروع مد شبكة الإنارة العمومية للتجمعات السكنية بمقر البلدية، وتبقى بيضاء برج ورشة مفتوحة كذلك لإنجاز الثانوية ومجمع مدرسي، كما تجري أشغال إعادة الاعتبار للطريق الولائي الرابط بين بلدية بيضاء برج وبلدية عين لحجر المجاورة، وإنجاز منشآت قاعدية بالطريق البلدي الرابط بين بيضاء برج و مقر دائرة عين آزال . ح. لعرابة