يبدو أن هاجس الذهاب ضحية للسحر والأعمال يراود الكثيرين ويثير الهلع في نفوسهم، الأمر الذي جعل من الفيديوهات والصور المتداولة عبر الانترنت تلقى صدى ضخم، خصوصا وأن الأشياء المستخدمة والمعثور عليها تقشعر الأبدان لفظاعتها، فقد انتشرت منذ أيام عبر الفيس بوك صورة لفتاة شابة وهي مخرومة العين بإبرة كبيرة ومربوطة بقفل حديدي وأشياء غريبة، وقد تم تداول تلك الصورة بشكل واسع حتى تتعرف المعنية على نفسها. تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا حالات سحر وشعوذة رصدها متطوعون ومجموعات خيرية عمدت إلى تنظيف المقابر من الأسحار السفلية، ولم تكتف بذلك، بل ونشرت فيديوهات وصور الأعمال التي تظهر جلية عبر طلاسم، إبر، أقفال، عظام، وحتى ملابس وحتى صور شمسية لشباب في عمر الزهور .حيث يطلب أصحابها بتوسيع دائرة النشر حتى يتعرف الشخص المعني على نفسه، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. عظام الموتى والحيوانات في أعمال الشعوذة الملاحظ أن الكثير من أعمال السحر المعثور عليها تكون مربوطة بعظام الحيوانات، كما كان الحال بالنسبة لصورة شاب وجدت مربوطة بعظمتين تشير التخمينات أنها تعود لكلب، كما تمت الإشارة منذ أشهر إلى العثور على قارورة بلاستيكية بداخلها يد رضيعة مقطوعة بالإضافة إلى أشياء ومواد غريبة تستخدم في السحر أثناء عملية تنظيف المقابر بوهران ، حيث كانت في بداية التعفن وتنبعث منها روائح كريهة، ولقد خلفت الحادثة الرعب لدى الشباب الذين قاموا بعملية التنظيف، كما عثر آخرون على ملابس داخلية للرجال والنساء بالمقابر المهجورة، على غرار العظام المربوطة بحبال وأشياء أخرى يندهش كل من يراها. على فاعلي الخير أن يتمموا عملهم بالستر أوضح الإمام بلعيد زرقوني في تصريحه للحوار أن التطوع في تنظيف المقابر من طيب الأعمال، لكن إذا حصل فعلا وعثر الشخص على شيء يبدو كأنه عمل سحر فما عليه سوى أن يقرأ عليه القرآن و يحرقه، وليس هناك أي داع لكشف الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي، بنشر صور الناس وتهويل الأمر، لأن ذلك من شأنه أن يؤثر على نفسيتهم ويراود إليهم الوساوس، وأضاف الشيخ بلعيد أن الأمر قد ينجر عليه مساوئ أخرى، فليس الكل ذو وعي وثقافة كافيين للتصرف في هذه المواقف، حيث يلجأ البعض إلى المشعودين رغبة منهم في إبطال السحر وهذا من المحرمات كما يلجأ آخرون إلى رقاة مزيفين لنفس الغرض، وما يقوم به هؤلاء هو جعل القرآن الكريم كذريعة يتخفون وراءها للقيام بأعمال شعوذة غرضها نشر الفتنة والعداوة بين الناس، حيث يقومون بإيهام الشخص بأن أحد من الأقارب من عمل له السحر لأذيته ويحددون له الشخص كذبا وبهتانا، ما ينجر عليه من فتنة وعداوة تؤدي إلى قطيعة الرحم وإلى مشاكل بلا حدود، وأضاف المتحدث بأن الأصل في الرقية أن تكون بدون مقابل وفي سبيل الله، ومن الممكن أن يقرأ الإنسان لنفسه آيات قرآنية ليحصن نفسه بدون اللجوء لأي شخص، فمن الممكن أن يكون إيمان المصاب ذاته أقوى من الراقي الذي يلجأ له، وعليه أكد على فاعلي الخير الذين يقومون بتنظيف المقابر بإتمام عملهم بالستر، خصوصا وأن الإنسان إذا تعرض للسحر وتم مفعوله فعلا فإنه سيشعر بذلك هو ومن حوله وليس بحاجة لشخص ينبهه، وفي حال تعرض للسحر لكن لم يرد الله له الأذى منه فإن التشهير في هذه الحالة سيشوش ذهنه ويشتت تفكيره. هاجس السحر يثير الرعب في نفوس الجزائريين أضاف الإمام بلعيد أن السحر ذنب عظيم ومن الموبقات السبع التي يكون مصير صاحبها النار إذا لم يتب من ذنبه، مشيرا إلى أنه محرم ومن الكبائر مهما كان غرض صانعه حتى لو كان المقصود منه زرع المحبة أو الزواج من شخص معين، لأن السحر شر وأذى في كل الأحوال، وفيما يخص التخوف الكبير الذي يستشعره الناس من السحر، فقد أكد أنه لا يؤثر على الشخص إلا بإذن الله، لقوله تعالى "وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ"، كما أضاف المتحدث بأن البعض يعلقون على شماعة السحر والعين إخفاقاتهم في الحياة سواء تعلق الأمر بالفشل الدراسي أو المهني وحتى الفشل في الزواج، على الرغم من أن الأسباب الحقيقية للإخفاق أو الفشل تكون في الشخص ذاته، أو أنها ابتلاء من الله تعالى، فليس هناك مبرر للتخوف المبالغ فيه من السحر، خصوصا وأن الوسواس يكون أحيانا أخطر من السحر، لأنه يلزم الإنسان لفترة طويلة، على عكس السحر الذي يمكن للإنسان أن يشفى منه بالرقية. * عثر بحوزتهما على صور شمسية و صفحات ممزقة من القرآن امرأتان تنبشان القبور وتسرقان جثة مولود للشعوذة بتبسة تمكنت قوات الشرطة لأمن دائرة الكويف أول أمس من تفكيك مجموعة إجرامية مختصة في الشعوذة والمتاجرة بأعضاء الموتى تقودها امرأة تقيم بحي أول نوفمبر بتبسة و هذا بعد استغلال معلومات حول نبش قبر مولود حديث العهد بالولادة و سرقة جثته ورميها فيما بعد أمام إحدى المنازل وعليه باشرت عناصر الأمن تحقيقاتها مع امرأة معروفة بالنصب و الاحتيال وأعمال الدجل،بعد الشكوك حول استعمال أعضاء من جثة الطفل في الشعوذة وبعد تفتيش منزلها الواقع بحي أول نوفمبر تم العثور بداخل حقيبة بمنزلها على طلاسم بها كتابات غير مفهومة و صور شمسية لأشخاص غرباء و صفحات من القرآن العظيم ممزقة و أكياس بها عقاقير و أعشاب مختلفة و خيوط و تمائم و استمرارا للتحقيق تم استغلال معلومات أخرى و تفتيش منزل ثاني بنفس الحي و تم توقيف امرأة أخرى حيث تم العثور على أعشاب و عقاقير من بينهم بقايا طائر الهدهد جلود حيوانات و أعشاب مختلفة التحقيق المعمق مع المشتبه فيهما أسفر عن اعترافهما بتورط شخصين يبلغان من العمر 20 و 22 سنة حيث قامت بدفع مبالغ مالية لهم لإحضار الجثة و عليه تم توقيف أفراد الشبكة و إعداد ملف قضائي و تقديم المشتبه فيهم أمام العدالة.فيما لقيت هذه الحادثة استنكار السكان الذين طالبوا بتعيين حراس للمقابر للتصدي للسحرة والمشعوذين ومحاربة هذه الظاهرة. أمنة بولعلوة/ عبيدات الطيب