قامت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "الفورام" عشية إحياء اليوم العالمي لمكافحة التدخين، بنشر دراسة جديدة حول استهلاك التبغ في الوسط الطبي، حيث مس البحث العاملين في المجال الصحي بمختلف المؤسسات الاستشفائية باعتبارهم أفضل من يقدم النصائح الوقائية لمكافحة التدخين، وتبين من خلالها أن 47 بالمائة من الأطباء يدخنون، و 19 بالمائة من الطبيبات تدخن أيضا. اقتربت هيئة الفورام من الأطباء والأساتذة والمساعدين من الجنسين في أكبر 7 مستشفيات بالجزائر، حيث لمست الدراسة 1023 طبيب، 57 بالمائة منهم من الذكور و 43 بالمائة من الإناث، وقد تبين من خلالها أن 47 بالمائة من الأطباء يدخنون، و 19 بالمائة من الطبيبات تدخن أيضا، أما عن نوعية التدخين فقد تبين أن 97.7 بالمائة من الأطباء الرجال يدخنون التبغ كسجائر، فيما يستعمل 2.3 منهم تبغ المضغ، أما عن أسلوب التدخين فقد تبين أن 68 بالمائة منهم يدخنون يوميا و32 بالمائة مناسباتيا، بينما 16 بالمائة من المدخنات يستهلكن التبغ بشكل يومي و84 بالمائة منهن بالمناسبات. وعن تاريخ بداية التدخين فإن 70 بالمائة من الأطباء الرجال بدؤوا التدخين في الجامعة، و84 بالمائة من الطبيبات بدؤوا في التدخين بالجامعة أيضا، أما عن سبب الإقبال عليه فبعضهم بسبب حب الاطلاع والفضول والآخر لأجل المظهر الاجتماعي، وعن المكان المتخذ للتدخين فتبين أن 6 بالمائة منهم يدخنون في المكتب ومكان العمل، بينما يدخن 15 بالمائة في الحمام و79 بالمائة خارج مكان العمل، وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن 89 بالمائة من الأطباء يرغبون في التوقف عن التدخين لأسباب تتعلق بالصحة.
* 11 بالمائة من تلاميذ الطور الابتدائي يدخنون وكان البروفيسور مصطفى خياطي قد أكد من قبل أن التدخين وسط الأطفال في تنامٍ مقلق، كما طالب بتكثيف توعية التلاميذ داخل المدارس حول مخاطر التدخين وضرورة الابتعاد عنه، خاصة أن معظم المتمدرسين لا يخضعون للرقابة الأسرية وهذا بحسب دراسة أعدّتها الفورام مؤخرا، أظهرت أن 11 بالمائة من تلاميذ المرحلة النهائية للتعليم الابتدائي يدخّنون وهم في ذلك يقلّدون سلوك آبائهم، ثم ترتفع النسبة في المتوسط لتصل إلى 21بالمائة. أما في الثانوي فإن قرابة 1 من كل أربعة تلاميذ يدخن، ومن المدخنين 3. 7 بالمائة بنات. ويحمّل البروفيسور مسؤولية تدخين الطفل للأولياءَ، معتبرا التدخين بمثابة العتبة الأولى للإدمان على المخدرات؛ فكلما كان التدخين مبكرا كان الولوج إلى عالم المخدرات مبكرا؛ "نحن نعرف أن الطفل يتشبّه بالوالدين، ونحن نقول لكل من يدخّن من الأولياء بأن يمارسوا عادتهم السيئة تلك بعيدا عن مرأى أبنائهم، لأن كل الدراسات بيّنت أن الطفل يجنح لتدخين سيجارة، محاولا تقليد أحد أفراد عائلته. * 400 ألف متمدرس يتعاطون التبغ في المؤسسات العمومية وفي هذا الإطار، يقول البروفسور مواصلا بأن سبب تنامي الآفة وسط الأطفال لا تتحملها الأسرة فقط، بل الاستقالة الجماعية للمجتمع، ومنه السماح ببيع السجائر أمام المؤسسات التربوية أو حتى جعل من التدخين أمرا عاديا في الحياة اليومية للأفراد، وهو ما يعمل على الانتشار الرهيب لهذه الآفة. وقد تنامت بشكل خطير ظاهرة التدخين في الوسط التعليمي بالجزائر حتى أضحت تهدد المستقبل الدراسي والصحي للتلاميذ المتمدرسين، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى وجود حوالي 400 ألف طفل متمدرس يتعاطون السجائر في المؤسسات التربوية، منهم 12٪ من المراهقين، حسب آخر إحصائية لوزارة الصحة، وهو ما حذا بهيئة ترقية الصحة وتطوير البحث "الفورام" على لسان رئيسها البروفيسور مصطفى خياطي المهتم بمجال الطفولة، إلى إبداء تخوّفه الكبير من ارتفاع معدلات هذه الآفة وسط الأطفال المتمدرسين سواء داخل المؤسسات التربوية أو خارجها، داعيا بذلك كل السلطات المعنية إلى تكثيف الحملات التوعوية والتحسيسية لتجنّب مخاطر التدخين الذي يعتبره الخطوة الأولى نحو الإدمان على المخدرات. آمنة/ب