قال الممثل محمد الطاهر زاوي انه يشترط توفير شروط العمل من اجل تقديم الاحسن، موضحا انه حين تعرض عليه الادوار لا يسأل عن الأجر الذي سيتم منحه له بقدر ما يسأل عن السيناريو. * تجسد دورا رئيسيا في مسلسل درامي هذا رمضان.. حدثنا عن هذه التجربة؟ هي ليس اول تجربة لي في مجال الدراما، حيث سبق ان اديت بعض الادوار الثانوية، لكن هذه المرة اجسد دورا رئيسيا في مسلسل "قلوب تحت الرماد"، والتمثيل ليس مهنتي الرئيسية، لكنني اعطي له كل اهتمامي، وأحيانا اطلب من مساعد المخرج ان يعطيني اسماء الممثلين الذين يشاركون في العمل من اجل الاتصال بهم قبل موعد التصوير من اجل كسر الحواجز التي قد تكون في البلاطو، كما اقوم بقراءة السيناريو بشكل دقيق، وأحيانا اخرج عن النص وأجري تعديلات، وهذا طبعا بالتشاور مع المخرج وكاتب السيناريو، كما اجري تحليلا للشخصية وأبعادها.
* أنت ممثل مسرحي بالأساس.. فهل وجدت اختلافا بين الوقوف أمام الكاميرا أو على الخشبة؟ هناك اختلاف كبير بين المسرح والتلفزيون، ولكن دائما الانسان الذي يمارس المسرح على أصوله لا يجد مشكلة في ان يتحول الى التلفزيون، لأنه يملك آليات التعامل مع النص والتمثيل.
* قلة الأعمال الدرامية هذا العام جعلتها تتعرض لانتقادات كبيرة؟ حتى الاعمال الكبيرة تتعرض للانتقاد، وأنا ارى الامر ظاهرة صحية، وهناك امر مهم لا يجب ان نغفله ان الجمهور خرج عن اطار الاستهلاك فقط، واليوم نجد حتى المواطن البسيط اصبح يطلق احكاما ويعرف كل الامور التي تتعلق بالعمل الفني، وأصبح المشاهد ناقدا متمرسا، وعنده آليات النقد، وهذا يحملنا عبأ كبيرا، ولكن احيانا الفنان ليس مسؤولا عن العمل بكامله، ورغم ذلك نحاول رفقة الزملاء تقديم مشاهد في احسن صورة من اجل التأسيس للعمل الجماعي، على الاقل لما يشاهد المتفرج العمل يلاحظ ان هناك جهدا. اما بخصوص مسلسل "قلوب تحت الرماد" للمخرج بشير سلامي، والذي يعرض على التلفزيون الجزائري فهو عمل كبير، ولا يستطيع الفنان ان يكون مسؤولا عن كل شيء، ولكن انا شخصيا أحاول ان امثل ظهوري على أحسن وجه، وأشير هنا الى ان المخرج بشير سلامي كان متفتحا على الآراء والانتقادات وهو ما ساعدنا كثيرا في العمل.
* هل تقصد أن الممثل لا يستطيع أن يضيف للعمل شيئا إذا كان السيناريو ضعيفا؟ يجب ان نرقى الى مستوى تطلعات المشاهد الجزائري، والسيناريو هو قاعدة كل عمل، لما يكون السيناريو في المستوى الباقي سيكون اقل صعوبة، ثم بدرجة ثانية الممثلون، وهنا اشير الى موضوع جد مهم هو الكاستينغ، فاختيار الممثلين بالغ الاهمية، ويحز في نفسي وجود فنانين متميزين في مدن اخرى بعيدا عن العاصمة، لأنه يوجد لدينا مركزية فنية، ولو انها تراجعت قليلا خلال السنوات الأخيرة الماضية.
واختيار الممثلين في مسلسل "قلوب تحت الرماد كان جيدا ومتنوعا، حيث عمد المخرج بشير سلامي الى فتح كاستنيغ لاختيار الممثلين، وابتعد عن الجهوية، حيث يلاحظ ان العمل جمع وجوها من ولايات مختلفة. وهناك امر آخر، المنتجون في الجزائر انتشروا مثل الفطريات، وتفكيرهم انحصر في الربح المادي، حيث يحاول الكثير منهم ان لا يصرف اموالا كبيرة عن العمل الذي يشرف عليه، ويعمدون البحث عن الممثلين الاقل اجرا، والمخرجين غير المطالبينت وهو ما يؤثر على نوعية العمل. * حاورته: حنان حملاوي