* العاصمة.. سطيف.. قسنطينة .. لم يفتح أحد ضرب أغلب التجار المعنيين بالمداومة أيام العيد تعليمات وزارة التجارة عرض الحائط، بعدما أحكموا إغلاق أبواب محلاتهم في وجه الزبائن الذين وجدوا أنفسهم ملزمين بقطع كيلومترات وكيلومترات بحثا عن أبسط الحاجيات كالخبز والحليب، رغم أن أغلبهم ضبط حساباته قبل حلول العيد بأيام بتخزينه للضروريات تحسبا لهكذا تجاوزات. ورغم تأكيد وزير التجارة بختي بلعايب أول أيام العيد في تصريحات صحفية خلال زيارة تفقدية له على مستوى بلديات العاصمة على احترام تجار العاصمة لنظام المداومة، وتشديده على اتخاذ كل الإجراءات التي ينص عليها القانون ضد المخالفين إلا أن سكان الجزائر العميقة أكدوا عكس ذلك خاصة القاطنون بالمدن الداخلية، الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على التنقل إلى المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة للضفر بخبزة أو كيس حليب، وهو ما خلق حالة من التذكر في أوساطهم خاصة بعد الحملة التطمينية التي قادتها وزارة التجارة قبل أيام والتي أكدت فيها ضبطها للأمور هذه المرة بتمديدها لنظام المداومة على 4 أيام وبرمجتها ل 33.276 تاجر من بينهم 4.932 خباز و 20.167 تاجرا للمواد الغذائية العامة والفواكه والخضر، فضلا عن 7.711 تاجر ينشطون في مجالات أخرى مختلفة، بالإضافة إلى تجنيد 5 آلاف عون رقابة على مستوى التراب الوطني لمعاينة مدى احترام هذا البرنامج الذي يشمل 5.409 تاجر في العاصمة، 4.895 في البليدة، 2.355 في عنابة، 5.875 في سطيف، 4.207 في وهران، 3.188 في سعيدة، 3.857 في باتنة، 1.221 في بشار، 2.269 في ورقلة. وبالرغم من تأكيد الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين على لسان رئيسها الحاج الطاهر بولنوار على احترام التجار لبرنامج المداومة حسب مراسلات وردته من ولايات الوطن، إلا أن سخط وتذمر المواطنين كان أكبر من ذلك بكثير، حيث ألقى هؤلاء باللوم على مصالح البلديات التي أكدوا أنها لم تقم بدورها على أكمل وجه بتأخرها على نشر قوائم المداومين في مقراتها وعدم الأخذ بنصائح الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين التي اقترحت نشر القوائم في الأماكن التي يمكن لأي شخص الاطلاع عليها. من جهة ثانية نفى تقرير صحفي أعدته وكالة الأنباء الجزائرية تصريحات وزير التجارة بختي بلعايب، حيث أكدت بعد جولة قامت بها أول أيام العيد بمختلف أحياء العاصمة بكل من حسين داي والمقرية وباب الوادي وساحة أول ماي وساحة الشهداء ومحمد بلوزداد والقبة، أن أغلبية المحلات كانت مغلقة إلا عدد قليل جدا من بائعي المواد الغدائية العامة وعدد أكبر بكثير من المقاهي ومحلات الأكلات السريعة وبائعي التبغ. وأرجع الكثيرون عزوف العديد من التجار المعنيين بنظام المداولة على مزاولة نشاطاتهم أيام العيد إلى كون أغلبية أصحابها يقطنون في ولايات خارج العاصمة خاصة العاملين لدى المخابز والمصانع، مستغربين عدم مبالاة هؤلاء بالعقوبات المترتبة على عدم الالتزام بنظام المداومة والمتمثلة في فرض قانون ممارسة الأنشطة التجارية على المخالفين غلق المحلات التجارية لمدة شهر مع غرامة تتراوح بين 30 و200 ألف دج. هذا وأكد مراسلو "الحوار" بولايتي قسنطينةوسطيف، عدم التزام التجار بتعليمات وزارة التجارة ونظام المداومة، حيث بقيت أبواب المحلات التجارية بمدينة سطيف موصدة في وجه الزبائن خلال يومي العيد، وهو المشهد الذي لم يستغربه المواطنون لتكرره كل سنة بمناسبة عيدي الفطر والأضحى رغم استيائهم من هذه الحالة، مستنكرين التزام عدد لا يتعدى عشرة بالمائة من التجار من أصل 1546 تاجر سخروا لتوفير الحاجيات الغذائية للمواطنين أيام العيد، وهو ما شهدته مدينة قسنطينة أيضا حيث بلغت نسبة التزام التجار ببرنامج المداومة في أول وثاني أيام عيد الفطر حسب ما أكده مراسل "الحوار" قرابة 20 بالمائة، نقلا عن موظفي مديريات التجارة المكلفين بالسهر على تطبيق جهاز المداومة بكل من منطقة زواغي سليمان وفضيلة سعدان والمدينة الجديدة علي منجلي، معتبرين ذلك مخالفا لتعليمات المديرية الولائية للتجارة التي ستقوم بإجراءاتها بداية من يوم الأحد، حيث ستسلط في حقهم غرامة مالية بقيمة 200 ألف دج وغلق المحل التجاري لمدة 30 يوما. ليلى عمران/ ح.لعرابة/ ع.بخوش