إعداد : د. فاروق طيفور مدير مركز المنظور الحضاري للدراسات الأفرو-آسيوية والسياسات البديلة / الجزائر للموضوع مراجع ستنشر في آخر البحث. العلاقات الصينيةالأمريكية من المواجهة إلى المنافسة ثلاث كلمات يتمحور حولها تاريخ علاقات الولاياتالمتحدة بجمهورية الصين الشعبية: المواجهة، الشراكة، المنافسة.. المواجهة.. عداوة الحرب الباردة 1949-1972 أثناء الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي، سعت الولاياتالمتحدة لتشكيل حلفا شرقي آسيا، وفرض حزام خانق على الاتحاد السوفيتى من الجنوب. هذا الحلف ضم كلاً من: اليابان، كوريا الجنوبية، تايوان، الفلبين، نيوزيلاند، أستراليا، التي قاتلت قواتها بالفعل جنبا إلى جنب مع القوات الأمريكية، ماليزيا، تايلاند.. خارج هذا الإطار كانت هناك كمبوديا التي ظلت حليفا للولايات المتحدة حتى عام 1970 حين قامت الثورة وجاءت بالحزب الشيوعى لسُدة الحُكم. فيتنام الجنوبية ظلت حليفا كذلك للولايات المتحدة حتى إعادة توحيد البلاد بعد الحرب 1975، وبعد مساعدة الصين والاتحاد السوفييتي لجمهورية فيتنام الديمقراطية (فيتنام الشمالية) وجبهة التحرير التحرير الوطنية للانتصار فى الحرب.
* الشراكة.. مرحلة رأب الصدع (1971-1979)
يبدأ رأب الصدع بعام 1971 في عهد الرئيس الأمريكي، ريتشارد نيكسون، حيث التقى مستشاره للأمن القومي، هنرى كيسنجر، سرا، بأول رئيس وزراء لجمهورية الصين الشعبية تشو ان لاى؛ بعد وساطة باكستانية. وتناقش الطرفان في إمكانية فتح علاقة بين البلدين بعد أكثر من عقدين من العداوة البيّنة. أسفرت المحادثات السرية التي استمرت نحو عام عن إعلان الرئيس نيكسون، نيته زيارة الصين والتقاء الرئيس الصيني ماو تسى تونج، بعدما كان أحد أشد السياسيين معارضة للشيوعية كرئيس، وقبل ذلك في الخمسينات كسيناتور وكنائب للرئيس!
(الرئيس الأمريكي نيكسون ونظيره الصيني ماو تسي تونج)
صحيح أن الطرفين لم يصلا خلال هذه اللقاءات إلى تكوين علاقات دبلوماسية واضحة المعالم، لكنهم اتفقوا على إمكانية حدوث ذلك. خريطة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وضعت بشكلها النهائي عام 1979 بزيارة الرئيس الصينى دينج شياو بينج للولايات المتحدة التي كان يحكمها في ذلك الوقت الرئيس الأسبق جيمى كارتر، كأول رئيس صيني يزور الولاياتالمتحدة منذ قيام الثورة الشيوعية 1949.
لماذا ارتأت الدولتان ضرورة نشوء علاقات دبلوماسية بينهما فى هذا التوقيت؟
الإجابة على هذا التساؤل تأتي في ثلاث عناصر رئيسية:
. حسابات الجيوبوليتيك:
إذا افترضنا أن لدينا ثلاثة أضلاع لمثلث القوى الأكثر فاعلية في المنطقة الشرق آسيوية: الولاياتالمتحدة و الصين و الاتحاد السوفييتي، فإن أي تعاون بين اثنين من الأضلاع يجعلهما أكثر فاعلية من الضلع الثالث. الصين كدولة شيوعية كانت علاقتها بالاتحاد السوفييتي مشوبة بالتوتر نتيجة التنافس على زعامة العالم الشيوعي، حتى أنهم في مارس 1969 اكتووا بلهيب الحرب التي نشأت بينهما صراعا على ترسيم الحدود بين البلدين وتنازعهما على ملكية جزيرة تشينباوى التي تقع على نهر آسوري.
الإصلاحات الإقتصادية التي قام بها الرئيس دينج شياو بينج، منتصف وأواخر السبعينيات، ورغبته في إقامة علاقات اقتصادية مع الولاياتالمتحدة لذاتها، وكبوابة لعدد أكبر من دول المجتمع الغربي دفعا الصين إلى التخلي عن صلابتها الإيديولوجية تحت ضغوط المصلحة الوطنية. يتبع…