لم يكد المواطن البسيط يستفيق من مصاريف الشهر الكريم وعيد الفطر المبارك، حتى وجد نفسه في مواجهة دخول مدرسي جديد مكلف وعلى أبواب موسم النحر، الأمر الذي جعل الجمعيات الخيرية تبادر بحملات تضامنية واسعة لرفع الغبن عن الفقراء والمحتاجين وخاصة الأيتام. تعجز الكثير من الأسر عن سد الاحتياجات الضرورية التي تلزم الأبناء لاستئناف دراستهم، حيث يشكل ثمن المحافظ والمآزر، بالإضافة إلى الكتب والأدوات المدرسية عبئا كبيرا على عاتق الأولياء، لا سيما الذين يزيد عدد أبنائهم المتمدرسين عن فرد واحد، وعليه شنت الجمعيات الخيرية عبر مختلف ولايات الوطن حملات قوية لسد ثغرات المحتاجين عبر جمع وتوزيع لوازم الدخول المدرسي، حتى يحظى الجميع بسنة دراسية جديدة بعيدا عن الحرج والحاجة.
* جمعية "كافل اليتيم" توزع قرابة ال 3000 محفظة وزعت جمعية "كافل اليتيم" لولاية البليدة، منذ أيام، 2953 محفظة مستوفية لجميع الأدوات واللوازم المدرسية، بالإضافة إلى العدد نفسه من المآزر على الأيتام المسجلين بالجمعية، لتغطي بذلك جميع الأيتام واليتيمات المتمدرسين والمسجلين بالجمعية، حسب ما أكد المكلف بالإعلام لدى الجمعية، ياسين بومدين، في تصريح للحوار، كما أوضح المصدر ذاته، أن هذا المشروع المتعلق بالدخول المدرسي بات تقليدا تلتزم به الجمعية سنويا بفضل عطاء المحسنين والمتطوعين، وعلى غرار المحافظ والأدوات تستمر جمعية "كافل اليتيم" لولاية البليدة بمتابعتها للمسار الدراسي والتعليمي للأيتام الذين يعيشون ظروف مادية صعبة، حتى بعد حصولهم على شهادة البكالوريا ودخولهم الجامعة، حيث تمنح منحة فصلية لما عدده 534 طالب جامعي لأجل دعمهم ومساعدتهم على إكمال مشوارهم الدراسي حتى الحصول على الشهادة العليا.
وفي إطار التحضير للدخول المدرسي والكفالة التربوية التعليمية، أطلقت الجمعية الخيرية الوطنية "كافل اليتيم"، المكتب الولائي للجزائر العاصمة، مشروع حقيبة مدرسية لكل يتيم، تحت شعار "حقيبتي سعادتي" لمساعدة فئة الأيتام المسجلين لديها ودعمهم خلال مشوارهم التعليمي.
* مساعدات هامة ل 10 آلاف أسرة فقيرة تقوم جمعية "جزائر الخير" بإعانة ومرافقة 10 آلاف عائلة فقيرة مسجلة لديها خلال جميع المواسم والمناسبات وفي باقي أشهر السنة أيضا، ومع حلول الدخول المدرسي الجديد أطلقت جمعية "جزائر الخير" أسبوع التضامن المدرسي الذي تهدف فعالياته إلى رفع الغبن عن هذه الفئة وتوفير جميع المستلزمات المدرسية من محافظ وكتب وأدوات قد تعجز الأسر على اقتنائها بسبب تدني الأحوال المادية وتعسر الظروف، حيث أوضح رئيس جمعية "جزائر الخير"، عيسى بلخضر، في تصريح للحوار، أن الجمعية ستقوم ضمن فعاليات هذا الأسبوع الذي يستمر إلى غاية العاشر من شهر سبتمبر القادم بالتركيز على العائلات الفقيرة القاطنة بالمناطق العليا وولايات الجنوب الجزائري، حتى لا يتسبب الفقر والحاجة في التأثير على المسار التعليمي للأطفال، وعليه تعمل الجمعية حاليا على جمع ما أمكن من الحقائب المدرسية المآزر وحتى الكتب وغيرها لإيصالها إلى تلك المناطق من الوطن، كما تقدم بعض المساعدات أيضا إلى فئة الجامعيين من الأيتام المعسورين ماديا، وعلى غرار الدعم المادي أطلقت الجمعية ذاتها، حسب ما صرح به رئيسها، عيسى بلخضر، مبادرات معنوية بهدف تشجيع الأسر على مرافقة الأبناء خلال مسارهم الدراسي ورفع مردودهم العلمي، تتجسد في تنظيم ندوات حول المرافقة الأسرية ينظمها مختصون في المجال، والغرض منها هو توعية الأسر و الأولياء حتى تكون لديهم رؤية جديدة حول مرافقة أبنائهم ودعمهم على المستوى الدراسي. وقد أرسلت جمعية "جزائر الخير"، العام الماضي، عقب الدخول المدرسي السابق وفودا من الشباب المتطوعين لأجل تشجيع الأولياء على الزيارات المستمرة والمتكررة للمؤسسات التربوية لأبنائهم، من أجل التضامن مع المعلمين الذين يعتبرون بحاجة إلى جرعة معنوية للشعور بمكانتهم كمحور للعملية الدراسية، كما قامت بالتحسيس تجاه ظاهرة العنف في المدارس وظاهرة التعدي على المدرسين وغيرها من الظواهر السلبية التي تمس المدارس.
* ثمن الأدوات واللوازم المدرسية يفوق طاقة المستهلك البسيط أوضحت نجاح عاشور، عضو في المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، والمكلفة بالإعلام حاليا بالمنظمة، أن أسعار الأدوات المدرسية لا تتناسب بتاتا مع القدرة الشرائية للمواطن البسيط، مشيرة إلى ارتفاع محسوس في أسعار الكراريس والراجع إلى رفع المتعاملين الاقتصاديين الخاصين بالورق الثمن بنسبة 45 بالمائة، ما يعني ارتفاع ثمن الكراريس بالنسبة ذاتها. وفيما يخص الحديث عن مآزر مقلدة خطيرة على صحة المستهلك، أكدت المتحدثة أن المآزر المقلدة والآسيوية موجودة فعلا بالأسواق، أما من ناحية الخطورة فأشارت إلى كون القماش المستخدم في صناعة هذه المآزر ليس قطنيا وقريب أكثر إلى النيلون مما يجعل منها سريعة الالتهاب، كما أضافت بأن المنظمة تلقت خلال السنة الماضية معلومة عن وجود أدوات مدرسية مصنوعة من مواد خطيرة خصوصا إذا وضعها الطفل في فمه، كالسيالات والممحاة وغيرها من اللوازم، وعليه يتعين على الأولياء الابتعاد على نقاط البيع الموجودة في الشوارع لأنها مكان لترويج السلع المجهولة، والتي قد تكون غير آمنة على صحة الأبناء. وقد أضافت، نجاح عاشور، بأن عادات وتقاليد الدخول المدرسي الخاصة بالجزائريين تزيد على الأولياء الكثير من الضغوط والأعباء، خصوصا وأن معظمهم يكلفون أنفسهم عناء اقتناء المحافظ والمآزر والأدوات المدرسية، بالإضافة إلى كسوة جديدة، حتى وإن لم يكن الطفل بحاجة إلى كل هذا، وكانت لديه محفظة صالحة للاستعمال وغيره من اللوازم المدرسية.
* في إطار مشروع "عيدنا تكافل" مبادرة لجمع 1000 أضحية لصالح عائلات الأرامل والأيتام بالبليدة أطلقت جمعية "كافل اليتيم" لولاية البليدة مشروع "عيدنا تكافل" في طبعته الخامسة، والذي يرمي إلى جمع وتوزيع ما مقداره 1000 أضحية لصالح الأرامل والأيتام، وذلك بعد أن تمكنت فعلا في السنة الماضية من جمع 1017 كبش وتقديمه للعائلات المتضررة ماديا والمسجلة لدى الجمعية. وقد أوضح المكلف بالإعلام لدى جمعية "كافل اليتيم" لولاية البليدة، ياسين بومدين، أن الجمعية أطلقت مشروع "عيدنا تكافل" في طبعته الخامسة، والذي يهدف إلى جمع وتوزيع 1000 أضحية قبل عيد الأضحى المبارك في سبيل رفع الغبن عن الأيتام والأرامل، موضحا بأن العائلات المسجلة لدى الجمعية مقسمة إلى ثلاث فئات، تستفيد الفئة الأكثر تضررا فيها من أضحية العيد مباشرة، حيث يوصلها أعضاء الجمعية إلى غاية باب منزلهم، في حين تتشارك العائلات التي تنتمي إلى الفئات الأخرى والمتمثلة في فئتي "ب" و"ج" في كبش مقسم بين عائلتين أو ثلاث، وذلك حسب الكمية المتوفرة لدى الجمعية. وتعتبر حملة "عيدنا تكافل" من أكثر المشاريع الخيرية التي تتبناها جمعية "كافل اليتيم" أهمية، نظرا للأثر الذي تتركه لدى الأيتام والسعادة التي تجعلهم يشعرون بها، وذلك للتميز الكبير الذي تحظى به أضاحي العيد وخصوصا بالنسبة للأطفال، حيث لا يمكن وصف مدى السعادة التي تغمرهم أثناء استقبال الأضحية في البيت، وعليه يرجى من المحسنين وفاعلي الخير التفاعل مع هذه الطبعة الجديدة من الحملة تماما مثل السنوات السابقة لرفع الغبن عن الفقراء ورسم البسمة على وجوه الأيتام. آمنة/ ب آمنة/ ب