بقلم محمد مرواني صار فعلا المستوى الإعلامي الرديء الظاهر في تناول وجوه الإعلام الجديد لقضايا الشأن العام يعبر عن السطحية في الطرح والمعالجة الإعلامية لقضايا الدولة والمجتمع سطحية غذتها بعض قنوات تعددية السمعي البصري ولا أقول الكل، هذه القنوات التي جاءت على عجل وأنتجت لنا الآن مضمونا لا يعبر لا عن جزائر التعدد ولا عن التعددية الإعلامية التي ترتكز على خط إعلامي ناظم للمؤسسة الإعلامية في تعاطيها مع الشأن العام. . بصراحة مرة نحن أمام مشهد إعلامي تتكاثر فيه القنوات ..تتبادل فيه صور الأرشيف ..تتزايد السطحية والتمييع والتقليد في تقديم مضمون إعلامي للجمهور سيستفيق إن عاجلا أو آجلا أن الميكروفون الممنوح له لنقد الموجود لم يمنح له عن رؤية وإيمان بإعلام تعددي. بل هو الميكرفون الذي يتجول لالتقاط صور وآراء من الشعبوية والسطحية والتلقائية ليجعلها مادة إعلام صانعة للرأي العام. أي عبث هذا الذي يحدث في ساحة إعلامنا الذي يعج بأشباه الصحفيين والمبتدئين الذين يقدمون الآن أمام الجمهور والنخب الإعلامية وقبل ذلك المثقفة أنهم مراجع نخبوية إعلامية تستطيع نيل إعجاب المعجبين بالاعتناء بالشكل والاهتمام به أكثر من المضمون. أي إعلامي هذا الذي لا يستطيع أن يتحدث خارج الورق والنص لدقائق ليرتجل دون مزايدة أمام الجمهور طارحا وعاءه اللغوي والمعرفي والثقافي ليثري به مضمون حصته التلفزيونية. لقد تحوّلت بالفعل القنوات التي تشغل هؤلاء ولا أسميهم بالإعلاميين إلى بوتيك يدخله من هب ودب والمصيبة أن نرى جرائد تتناقل على صفحاتها استقالة هؤلاء من.. ليلتحقوا ب …وكان لهؤلاء مسار مهني يتعدى العشرين سنة من العمل الصحفي, أليس هذا تقزيم للإعلام كقطاع بيني قبل حرية التعبير، نخب تتحدث من مواقعها الوظيفية لتصنع في الأخير رأيا عاما قد يصوب سياسات. إن استفحال "البوتيك الإعلامي" وأرجو أن لا أكون قاسيا في توصيف ما أراه على منابر قنوات تلفزيونية من ضعف في الأداء الإعلامي يشكل خطرا حقيقيا على نجاح تجربة التعددية الإعلامية في السمعي الصبري في البلاد فإما أن نبني إعلاما متعددا تؤسس له نخب تقنع إعلاميا ومهنيا وإما فإن هذا الإعلام لن ينتج إلا روتينا آخرا وفراغا أكثر. مؤسف هذا الذي نراه اليوم على منابر قنوات التعددية من غياب لإعلام المهنية وقد لا يكون غريبا أو صادما أن نصل بعد تجربة سنوات من إطلاق تعددية في السمعي البصري إلى هذا الوضع الإعلامي الصعب بعد أن أصبحت سلطة المال توظف من شاء وتتيح لظاهرة البوتيكات الإعلامية الظهور على الساحة.