مع كل موسم برد تحصي الجزائر الكثير من الحوادث المنزلية المتمثلة في الاختناق بالغاز والناتجة عن استخدام أجهزة تدفئة مغشوشة وغير آمنة أو عن سوء تركيب واستخدام هذه الأجهزة، مما يؤدي إلى أن الغاز يودي بحياة عائلات جزائرية بأكملها في كل موسم شتاء، هل صارت وفيات المواطنين اختناقا بالغاز عادية في بلادنا إلى درجة أن لا يسمع بها كافة الجزائريين ولا يعيرون لها بالا ؟ حتى وإن كان يقال "تعددت الأسباب والموت واحد، إلا أنّ الموت اختناقا بالغاز يجب التوقف عنده بكثير من التمعن، لأن كل وفاة جديدة بالغاز، تعني أن شركة سونلغاز والحماية المدنية وغيرها من الهيئات قد فشلت في إيصال تعليماتها الوقائية إلى العائلات الجزائرية سواء بسبب قلة الحملات التحسيسية أو لعدم وضوح الرسالة التوعوية المراد نقلها للمستهلكين الذين ما زالوا يقعون فريسة للمضاربة والغش في أجهزة التدفئة التي تحولت إلى قنابل موقوتة تجلب الموت للمواطنين المغلوبين على أمرهم أكثر من الدفء الذي يرجونه منها. نشدد على هذا الأمر لأنه في كل شتاء من كل سنة، خصوصا إذا كانت ممطرة وباردة، تحصي مصالح الحماية المدنية مئات التدخلات بسبب الغاز وتسجل عشرات الوفيات اختناقا في منازلها دون حساب الآلاف من الحالات التي تسعف في آخر لحظة. أو تلك التي لا نسمع عنها بتاتا لكون ضحاياها من سكان الأرياف الذين يضطرون من شدة البرد للتدفئة بواسطة "الطابونة" ولا يمتلكون حق مدفأة ذات ماركة مسجلة. إن استمرار تسجيل ضحايا وسط لامبالاة كبيرة لدى أكثر من جهة لا يترك مجالا للشك في أن الموت بالغاز أضحى قدرا منزلا لا يمكن تفاديه أو الحيلولة دون حدوثه أو رده، وهو أمر خطير يجب تداركه بسرعة لأنه يطرح علامة استفهام كبيرة، فهل أصبحت حياة الجزائري رخيصة إلى هذا الحد الذي تختنق فيه عائلات بأكملها دون أن تثير التعجب والحيرة. * رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك مصطفى زبدي ل"الحوار": الأجهزة غير الآمنة تسرب الغاز المحروق والغاز القابل للاحتراق أوضح رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي في تصريح ل "الحوار" وجود أجهزة مغشوشة وغير مطابقة لمعايير الأمان بالأسواق، وحتى وجود قطع غيار لهذه الأجهزة مقلدة ومغشوشة، مشيرا إلى غياب أجهزة الرقابة والتقنيات التي تسمح بالتأكد التام من سلامة الأجهزة، وأيضا إلى افتقاد معايير الرقابة المخبرية التي تسمح بغربلة ما يدخل إلى الأسواق من أجهزة تدفئة، مشيرا إلى الخطر الكبير والداهم الذي تشكله الأجهزة المغشوشة وغير الآمنة على حياة المواطنين، حيث تتسبب في وقوع حوادث اختناق وانفجار. وعليه نصح مصطفى زبدي المستهلكين بالتوجه إلى المنتوج الوطني، موضحا بأن أجهزة التدفئة التي يصنعها المتعاملون الاقتصاديون المحليون تكون آمنة وذلك لأن المصنع يكون معروفا وحريصا على جودة منتجاته وعلى حياة الجزائريين، كما دعا ذات المتحدث المستهلكين إلى الحرص على اقتناء أجهزة التدفئة التي تحتوي على قنوات صرف الدخان لأنها أكثر أمنا، وأوضح في ذات السياق عدم إمكانية تعرف المستهلك عن الأجهزة المطابقة لمعايير السلامة من غيرها، موضحا أن هذه الأمور تقنية ولا يمكن تمييزها، وأضاف رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك أن خطر أجهزة التدفئة غير الآمنة يتمثل إما في تسريبها للغاز القابل للاحتراق والذي من الممكن أن ينجم عنه حوادث انفجار أو تسرب الغاز المحروق المعروف بالقاتل الصامت الذي يسبب حالات الاختناق والوفاة.
* قافلة تحسيسية للوقاية من الاختناقات الناجمة عن الغاز تم تسجيل 11 حالة وفاة اختناق بسبب غاز أحادي أوكسيد الكربون منذ بداية عام 2016, على مستوى ولاية الجزائر، حسبما كشف عنه الملازم الأول خالد بن خلف الله المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، وأوضح على هامش انطلاق القافلة التحسيسية للوقاية من الحوادث المنزلية والاختناقات الناجمة عن الغاز وخاصة غاز أحادي الكربون بمركز التكوين المهني الخوارزمي بالكاليتوس بالعاصمة أنه تم تسجيل 11 حالة وفاة اختناقا بغاز أحادي أوكسيد الكربون منذ بداية العام الجاري فيما تم تسجيل 1 حالة واحدة فقط سنة 2015. وأشار المتحدث إلى أن القافلة التحسيسية للتوعية من أخطار حوادث الاختناق والتسمم بغاز أحادي الكاربون "القاتل الصامت" الذي لا لون ولا رائحة له ويسجل ضحايا سنويا، تتزامن وموسم الشتاء، وستجوب العديد من البلديات، كما ستنتقل إلى المؤسسات التربوية والإقامات الجامعية والساحات العمومية والمكتبات ودور الشباب وغيرها من المرافق التي تستقطب المواطنين حيث تشمل دروسا توعوية حول هذه الأخطار. آمنة/ب