القنوات الخاصة تخطو بثبات نحو الريادة وتقدم إضافة كبيرة للمشاهد والمشهد الإعلامي يواصل الإعلامي الشاب، أسامة حجو، السير بخطى ثابتة نحو تحقيق حلمه في أن يكون إعلاميا مميزا ببصمة جزائرية يشهد لها الجميع بالاحترافية، ويعول في ذلك على التعلم والمثابرة والمبادرة التي تصنع التميز في عالم الإعلام السمعي البصري والمكتوب، انطلاقته بدأت وتتواصل بتنقله بين عدة مؤسسات إعلامية كانت بالنسبة له تجربة ثمينة استفاد منها كثيرا. *تجربتك في الصحافة المكتوبة لم تعمر طويلا، لماذا؟ مذ دخلت الجامعة وحلم الالتحاق بقناة تلفزيونية أو إذاعية يراودني، وبدرجة أقل العمل في مجال الصحافة المكتوبة. بداية مشواري كانت مع بعض الجرائد والمجلات، لكن ما إن أتيحت لي فرصة الالتحاق بالتلفزيون حتى تخليت عن الكتابة الصحفية، كنت حينها مولعا عاشقا للسمعي البصري، مع أنني أحببت ولازلت أحب الصحافة المكتوبة، واليوم أفكر في الجمع بين التخصصين، كما أنني أميل أكثر إلى كتابة الأعمدة ومقالات الرأي. *تنقلتَ بين قنوات التلفزيون الجزائري، "السلام"، وحاليا قناة "النهار"، كيف توجز رحلتك هذه؟ رحلة أكتبها في كتاب المغامرات والتضحيات، في صفحات الأحلام، وأضع الكتاب في رفوف الطموح. انطلقت الرحلة منذ أربع سنوات أو يزيد، حيث استهليت المشوار بالكتابة في الجرائد والمجلات، لأجرب حظي بعدها في محطة التلفزيون الجزائري بوهران، ثم مقره الرئيسي بالعاصمة، هنالك بدأت عيناي تتفتحان على المجال أكثر، لكن التجربة لم تدم طويلا بعدما تأكدت من أن التوظيف بشكل رسمي يعد ضربا من الخيال. انتقلت عقب ذلك إلى قناة "السلام"، ولبثت بها وقتا قياسيا، ثم استدعيت لإجراء مقابلة عمل بقناة "النهار"، أين وُظفت رسميا كصحفي بقسم الإنتاج، وكان ذلك شهر نوفمبر 2014، لألتحق بقسم الأخبار بعد ذلك بشهر واحد فقط، ولازلت في القسم نفسه إلى يومنا هذا. *كيف تنظر إلى واقع الإعلام العمومي والخاص في الجزائر؟ الإعلام العمومي تراجع كثيرا مقارنة بما كان عليه في السنوات الفارطة، هناك إمكانات كبيرة وكفاءات عالية، لكن بصراحة لا أثر للإبداع وروح العمل، أما الإعلام في القطاع الخاص فلا يزال فتيا، فتي لكنه رغم ذلك استطاع أن يقدم للجمهور الجزائري الأخبار والبرامج الجديدة. صحيح أن هنالك أخطاء كثيرة لكن حال الإعلام الخاص كحال الطفل الصغير عندما يبدأ في المشي يسقط عدة مرات قبل أن يتغلب على مخاوفه ويقف على قدميه. أعتقد أنه لابد من تكوين إعلامي محترف لأنه كما تعلمون أن الجامعة الجزائرية لا تهتم بالتكوين، ورغم ذلك فإن القنوات الخاصة تخطو بثبات نحو الريادة، وتقدم إضافة كبيرة للمشاهد وللمشهد الإعلامي الجزائري. ثمة الكثير من المواهب والكفاءات الشابة المقتدرة التي تصنع فرحة الإعلام الجزائري وتنافس القامات الإعلامية الموجودة بالقنوات الرائدة. *ماذا أضافت قناة "النهار" لأسامة حجو؟ قبل أن أباشر العمل بقناة "النهار" كانت لدي ملكات وقدرات لا بأس بها، إلا أن "النهار" أضافت لي الكثير، يكفي أنها منحتني فرصة ثمينة. "النهار" فتحت لي الأبواب لتعلم أشياء جديدة في عالم الصحافة، كما علمتني كيف أعتمد على نفسي. أحمل كامرتي كل صباح وأخرج في الغالب بمفردي إلى الميدان، أسبح وأغوص في مواضيع عدة..في الميدان تعلمت كيف تُكتسب الخبرة وكيف تقطف مثل الوردة التي نزيح الشوك للوصول إليها. الميدان صقل موهبتي كما ينبغي وكون لدي مكتسبات كانت الفطرة تبحث عنها، ربما يحق لي أن أقول إن الميدان وحده من علمني أصول الصحافة و"النهار" منحتني فرصة اقتحامه، وأهم شيء هو أنني تعلمت كيف أكون صحافيا شاملا متمكنا من الجوانب التقنية والفنية، وأُحسن معالجة أي موضوع من زوايا مختلفة، بدليل أني قدمت تقاريرا، ريبورتاجات، بورتريهات وتحقيقات كثيرة ومهمة، أما التدخلات على المباشر فكانت من أهم الخطوات التي لم أتخيل نفسي يوما خطوها في هذه المرحلة المبكرة من مشواري، هذه هي حكايتي مع "النهار"، سخرت نفسي للعمل بتفان وإتقان، ولا تزال الرحلة متواصلة إن شاء الله. *ماهو أسوأ موقف تعرضت له على المباشر؟ لا أذكر موقفا محددا، حدثت معي مواقف محرجة، لكنني كنت في وضعية المحترس فتفاديتها في أحيان كثيرة بذكاء واحترافية، وأحيانا بعفوية ساخرة. *بعيدا عن عالم مهنة المتاعب، ماهي اهتماماتك؟ القراءة تستحوذ على اهتمامي والكتابة أكسجين حياتي، أبحث دوما عن الورق أتخيله كالكفن وأموت برقي، هكذا أكتب، أحب الأدب حبا لا يوصف، أما عن السينما فحديث آخر، ومن تجسيد أفلام جميلة تسر كل من رآها. لي رواية أنا بصدد تأليفها وسترى النور قريبا، وأفكر في المشاركة مستقبلا في أشهر المسابقات. شاركت من قبل في عدة مسابقات وطنية وحزت على جائزة أحسن مجلة وأحسن صورة صحفية، وكذلك جائزة القلم الذهبي لأحسن صوت تلفزيوني عن بورتري للراحل حسين آيت أحمد، وأتمنى أن أتوج على الصعيد العالمي. * *بين الصحافة والتحرير والتصوير والرواية، أين تجد قدرتك في التعبير أكثر؟ بفضل الله يمكنني الإبداع في كل الأصناف التي ذكرتها، لكن القاسم المشترك بينها هو أنني أحاول دوما أن أوجد لغة مميزة، لغة خاصة بي خارج نطاق الكلاسيكية المعهودة. في التحرير أجد راحتي في كتابة التقارير والريبورتاجات ذات الطابع الثقافي والاجتماعي الفني، أما في مجال الصحافة المكتوبة أجد القدرة في مقالات الرأي، بينما في الرواية فإن الكتابة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالإلهام، وفيما يتعلق بالتصوير فذلك مجال جديد علي أتعلم يوما بعد يوم تقنياته. *ماذا عن طموحاتك المستقبلية إعلاميا وأدبيا؟ طموحاتي لانهاية لها، ولأجلها تخليت عن كل شيء، وقدمت العديد من التضحيات، وواجهتني الكثير من المكاره والمتاعب. عمليا أطمح أن أوجد لنفسي مكانا في قناة عالمية كبرى برتبة كاتب صحافي، كما أطمح لأن أغوص في أعماق الفيلم الوثائقي، وأن أكون كاتبا روائيا وسينمائيا ناجحا، أما على الصعيد الشخصي فأطمح لحفظ كتاب الله وأعيش سعيدا. * *ما رأيك فيما تقدمه يومية "الحوار" الجزائرية، وهل من كلمة أخيرة؟ والله بصراحة أنا من محبي جريدتكم المحترمة لما تقدمه من مواضيع متنوعة، وأكثر ما يعجبني فيها لملمة الأذواق وإحاطة القارئ بما يرغب أو يريد مطالعته. أتمنى لكم سدادا ما بعده سداد، وأشكركم على التفاتكم لنا، كما أشكرك جزيل الشكر أخي زميلي سمير تملولت. بوركتم وبورك مسعاكم. حاوره: سمير تملولت