بوصول المارشال الليبي خليفة حفتر إلى الجزائر تكون الأخيرة قد حققت نجاحا كبيرا في مساعيها لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، وقامت بخطوة كبيرة إلى الأمام في دور الوساطة الذي تلعبه منذ سنوات. وحل المارشال الليبي خليفة حفتر ضيفا بالجزائر أمس، حيث تحادث مع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، حيث تناولت المحادثات "مستجدات الوضع السياسي والأمني في ليبيا والسبل الكفيلة باستتباب الأمن والاستقرار في البلاد في أقرب الآجال". من جهته، اغتنم مساهل هذه المناسبة للتذكير "بالجهود التي ما فتئت تبذلها الجزائر لتشجيع الأطراف الليبية على بلوغ اتفاق توافقي لتسوية الأزمة الليبية"، مجددا موقف الجزائر "الثابت" المؤيد لحل سياسي للنزاع في ليبيا في إطار "تطبيق الاتفاق السياسي المبرم بين الأطراف الليبية بتاريخ 17 ديسمبر 2015 من خلال حوار شامل ما بين الليبيين والمصالحة الوطنية للحفاظ على الوحدة والسلامة الترابية لليبيا وسيادتها وانسجامها الوطني ووضع حد نهائي للأزمة". وحسب مصادر متطابقة، فإن الزيارة جاءت بشكل مفاجئ الجزائر لملاقاة كبار المسؤولين في البلاد، غداة إعلان رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز سراج، عن تحرير مدينة سرت رسمياً من تنظيم الدولة الإسلامية، واعتبرتها ذات المصادر مفاجئة نظرا لما أكدته مصادر أخرى على زيارة خليفة حفتر لواشنطن الأمريكية التي قالت إنها بدأت أول أمس وستستمر على مدار خمسة أيام، بالإضافة إلى أن زيارة حفتر للجزائر تعتبر أول زيارة خارجية يقوم بها المارشال الليبي. وفي هذا الصدد، اعتبر الخبير الأمني عبد العزيز مجاهد في اتصال هاتفي مع "الحوار" زيارة حفتر إلى الجزائر تندرج ضمن استقبال الأخيرة الدائم للإخوة الليبيين مهما كانت انتماءاتهم السياسية، مشيرا إلى انه قد كان للجزائر الشرف لاستقبال جميع الأطراف الليبية ومحاولة الوصول إلى حل توافقي يرضي الجميع وتقريب وجهات النظر بين الإخوة الفرقاء، متمنيا ان توفق الجزائر في ذلك، خاصة ان المارشال الليبي خليفة حفتر يعتبر طرفا مهما في الصراع الليبي. من جهته، يرى الدكتور والمحلل السياسي عبد العالي رزاقي في اتصال هاتفي مع "الحوار"، ان زيارة المارشال الليبي خليفة حفتر الى الجزائر تقارب مصري-جزائري، خاصة على المستوى الشعبي، مستندا في طرحه على ضرورة اخذ حفتر لضمانات مصرية قبل زيارة الجزائر، مشيرا في ذات السياق الى امكانية ان تكون الزيارة من اجل مفاوضات جديدة تصب في صالح برلماني طبرق وطرابلس، خاصة ان الاتفاقية التي وقعت في مصر لتكوين مجلس حكومة الوفاق الوطني تكون هذه الايام منتهية الصلاحية. في المقابل، اعتبر الضابط السامي المتقاعد في جهاز الاستخبارات والمسؤول الأول عن الحوار الليبي سنة 1994 محمد خلفاوي في تصريح ل"الحوار"، ان زيارة حفتر الى الجزائر امس، قد تكون من اجل اثباته انه طرف حريص ايضا على الاستقرار الليبي، خاصة بعد الزيارة الاخيرة لرئيس حكومة الوفاق الوطني فايز سراج الى الجزائر، التي على ما يبدو ان حفتر قد فهم منها ان الجزائر فاتحة ابوابها للحوار بين الفرقاء الليبيين من اجل ليبيا فقط، من جهة ثانية من الممكن جدا ان حفتر لم يرد ان يكون متأخرا خطوة عن سراج وأن لا يبقى العجلة الاخيرة للوصول الى اتفاق في القضية الليبية. * المارشال خليفة بلقاسم حفتر: من مواليد 1943 في إجدابيا، عسكري ليبي، انشق عن نظام العقيد السابق معمر القذافي في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، أقام فترة في المنفى بالولايات المتحدة وعاد إلى ليبيا مع انطلاق ثورة 17 فيفري سنة 2011 وشارك في العمل العسكري والسياسي لإسقاط القذافي، وتولى لمدة وجيزة قيادة "جيش التحرير" الذي أسسه "الثوار". عينه سنة 2015 مجلس النواب الليبي الذي ينعقد بشكل مؤقت في طبرق قائدا عاما للجيش في ليبيا، ووافق على ترقيته إلى رتبة فريق. ثم أصدر قرارا بترقيته إلى رتبة مشير في 14 سبتمبر 2016. ليلى عمران