د/ ساعد ساعد قرأت فيما مضى ملخصا على السريع مستلا من مقدمة عالم الاجتماع ابن خلدون حول نقده لبعض رواة الأحاديث والأحداث التي مر بها التاريخ الإسلامي، ومنها قوله بالتشكيك الواضح لبعض ما روي ويعتد به من أحاديث في الكثير من الكتب والدروس ومن قصص علقت في تاريخنا الإسلام، ومصدر التشكيك عند ابن خلدون أنه من غير العقل والمنطق أن يسمع مائة ألف شخص مجتمعين لكلام أحدهم. وكلامه من العقل والحق والواقع، والذي دعاني إلى ذكر هذه المقدمة هو عشرات القصص الإسلامية التي أضحت تنشر على شبكات التواصل الاجتماعي، بل ومن أفواه من يرمز لها بالبنان في بعض البلدان العربية والإسلامية. مؤخرا شاهدت فيديو على "اليوتيوب" يتكلم عن اللحظات الأخيرة لوفاة الرسول (ص) ونفسها القصة نشرت بشكل واسع على الأنترنت، وفيها تفاصيل دقيقة عن الساعات الأخيرة لالتحاق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، ومنها حديث جرى في تلك اللحظات بين الرسول وجبريل عليهما السلام، وحديث آخر بين الرسول وملك الموت عزرائيل عليهما السلام. تساءلت في نفسي من يستطيع أن يثبت هذا الكلام والرسول صلى الله عليه وسلم يودع الحياة، وإن رويت عن الرسول فمتى قالها ولمن ؟ بل كيف ؟ والرسول لم يستطع أن يتكلم ليستاك لولا أن قرأت أمنا عائشة في عيونه رغبة فيه. وفي هذا دعوة مفتوحة للجميع للتحري فيما يقرأ ويشاهد بما في ذلك الحذر من الإعجاب والمشاركة من قصص مجهولة ومغلوطة ومكذوبة في فضاءات التواصل الاجتماعي التي اضحت مرتعا للنشر لكل من هب ودب.