أحب عالم التلفزيون وشغفه بالتقديم كان أكبر منذ ولوجه عالم الصحافة من بوابة "الخبر" التي تعلم من خلالها أبجديات العمل الإعلامي، إلا أن ذلك لم يمنعه من إتمام مسيرته نحو تحقيق حلمه الذي كان منصبا على الظهور في الشاشة. وخلال الفترة التي قضاها في حضن الصحافة المكتوبة، عمل جاهدا للدخول لمجال السمعي البصري الذي تحقق في الأخير عن طريق قناة الشارقة الإماراتية . *كيف كانت الانطلاقة الأولى لمحمد الفاتح خوخي في مجال الصحافة والإعلام؟ – بدايتي في الإعلام كانت من معهد الصحافة ببن عكنون، لكن الانطلاقة الحقيقية كانت عبر جريدة "الخبر" التي تعلمت فيها أبجديات العمل الإعلامي وأخلاقيات المهنة، وأتذكر جيدا أول خبر نشر لي في صفحة الجزائر العميقة، وأنا صحفي بالخبر، دخلت مجال السمعي البصري عن طريق قناة الشارقة الإماراتية بعدما تحصلت على الاعتماد واشتغلت معهم لمدة 3 سنوات، و في الفترة نفسها كانت التحضيرات جارية على قدم و ساق لإطلاق قناة "الخبر"، قضيت هناك عام ونصف بين تقديم النشرات والعمل الميداني، قبل أستقر في مجمع "الشروق" لأقدم برنامج "الشروق مورنينغ الصباحي". *ماهو تقييمك للبرامج الفنية التي تعرض على القنوات الخاصة؟ -أنا في برنامج صباحي إخباري متنوع، وبالتالي صعب أن أحكم على البرامج الفنية، صحيح أني أقدم فقرات "الرادار" وأخبار "النت"، التي تندرج في إطار "الانترتايمد"، لكن على العموم كل البرامج لا تزال في الطريق نظرا لاعتبارات عدة. *كيف ترى مستقبل الإعلام الجزائري بعد فتح قطاع السمعي البصري؟ -لا ننكر أن فتح السمعي البصري، منحنا "أتحدث عن جيلي" فرصة ذهبية، لأنني كطالب درست السمعي البصري كنت أحلم بمجرد تربص في التلفزيون الجزائري، لكن اليوم القنوات تمنحك فرصة الظهور ودخول بيوت الجزائريين…غير أن غياب الأطر القانونية ومجلس أو هيئة لتسيير القطاع جعل الفوضى سائدة والتجاوزات مسجلة بكثرة. *هل يمكن أن نرى محمد في برنامج تلفزيوني أو في قناة أخرى؟ -لست من الصحفيين الذين يغيّرون المؤسسات بسرعة، بدليل أني أمضيت 4 سنوات في مجمع "الخبر"، حتى أن الكثير من الزملاء استغربوا مغادرتي، باعتبار أني "وليد الدار"، لكن البحث عن أفق أوسع وتجربة جديدة حط بي في "الشروق" التي أعتز بتجربتي فيها، نظرا لما وجدت فيها من استقرار، أما بخصوص برنامج آخر، ممكن لأني أحب كسر الروتين وإضافة الجديد… أما قناة أخرى…مرتاح حاليا في "الشروق"، التي احتضنتني ودفعت بي للأمام0 *ماذا ينقص الإعلام الجزائري حتى يصل إلى الاحترافية؟ – ماذا ينقصنا لنصل إلى الاحترافية…سؤال بألف إجابة…ينقصنا الكثير والكثير جدا…لازلنا في بداية الطريق. ربما الكلام الذي سأقوله قد يزعج البعض، لكن الصراحة تقال…في الجزائر من هب ودبّ أصبح صحفيا، و بإمكانه الظهور على الشاشة بمجرد أن يجتاز دورة تدريبية لمدة 3 أيام!!!!، وهذه من مظاهر الفوضى في القطاع. *الاعتماد على الوجوه الفنية والرياضية أصبح موضة انتهجتها بعض القنوات الخاصة، هل تعتقد أن ذلك يخدم الإعلام الجزائري؟ – بخصوص الاعتماد على النجوم…هو تقليد للقنوات العربية وسبقتها الأمريكية خصوصا في برامج الواقع، خيار تحكمه العديد من الأمور خاصة التجارية، لأن النجم لما يظهر في البرنامج حتما سيكون هناك ممول "سبونسور"…لكن من سبقونا وضعوا مقاييس و معايير في اختيار النجوم، عكسنا نحن، فالكثير من الفنانين ممن فشلوا في الغناء توجهوا للتنشيط، فالمهم الظهور…لكن هناك من أثبتوا قدرتهم في التنشيط…لكن يبقى الفنان فنانا واللاعب لاعبا و الصحفي صحفيا، وكل له مجاله. *نصيحة يقدمها محمد لخريجي الإعلام الجدد؟ -من خلال تجربتي المتواضعة في الصحافة، نصيحتي للمتخرجين، هي أن الصحافة الحقيقية في العمل الميداني في النزول إلى الشارع في التحقيقات والربورتاجات…و ليس في لبس "الكوستيم" والظهور على الشاشة…جميل أن الواحد يكون له طموح، لكن الأمور الجميلة تأتي تدريجيا…وليس كل من يظهر على الشاشة صحفي..هناك صحفي وهناك قارئ أخبار زاده الوحيد "أوتوكيو". الصحفي عليه أن يطالع أن يعرف أن يكون ملما بما يجري حوله، واليوم كل هذا متاح مع التكنولوجيا المتوفرة. *وفي الأخير كيف تقيم تجربة "الحوار"؟ -أشكر يومية "الحوار" على الالتفاتة الطيبة، وأشهد لها بالتطور الملحوظ، بدليل أنها أصبحت تزاحم العناوين التي كانت مستحوذة على الساحة الإعلامية… فمن قلبي أتمنى كل التوفيق للطاقم الشاب بالجريدة.