تحدثت الصحفية ورئيسة تحرير "موقع الجزائر سكوب"، وداد لعوج عن مستقبل الإعلام في الجزائر والذي تنبئ العديد من المؤشرات على استحواذ المواقع الإخبارية الإلكترونية على حيز كبير منه نتيجة، التطور اللافت في استعمال الأجهزة الذكية المتصلة بالأنترنت، وكذا رغبة الجزائري في الوصول إلى الخبر في أسرع وقت ممكن، كما تحدثت عن المنافسة بين مختلف وسائل الإعلام والذي خلق فوضى وانفلات كبيرين ستكون نتيجتهما ضياع حق المواطن في إعلام نزيه وذي مصداقية. *كيف كانت الانطلاقة الأولى للصحفية وداد لعوج في الميدان الإعلامي؟ – كانت بداياتي وأنا في السنة الأولى جامعي، في يومية "الفجر" لمديرتها حدة حزام، وبالضبط في القسم الثقافي سنة 2009، حيث كانت أول تغطية لي في مهرجان المسرح المحترف، يليه المهرجان الإفريقي " باناف" الذي أقيم في السنة نفسها، لأنتقل بعدها مع الانتهاء من دراستي إلى يومية "الجزائر"، و بعدها "المقام" سنة 2012، و"الحياة الجزائرية" في 2013، لأخوض في تجربة السمعي البصري قبل أن أنتقل إلى مجال الصحافة الإلكترونية كرئيسة تحرير لموقع "الجزائر سكوب". *انتقلت من الصحافة المكتوبة إلى السمعي البصري ثم المواقع الإلكترونية الإخبارية، حدثينا عن تجربتك ولمن ستكون الغلبة في نظرك مستقبلا؟ – صحيح انتقلت من الصحافة المكتوبة إلى السمعي البصري ثم المواقع الإلكترونية، والتي تعرف رواجا كبيرا في الأوساط الإعلامية مقارنة بالصحافة المكتوبة، هذه الأخيرة التي تراجعت فيها كل العناوين في الجزائر، على غرار "الشروق" و"النهار" و"الوطن" و "ليبارتي"، مما اضطر المؤسسات إلى الرفع من سعر الجريدة إلى 30 دينارا، لأن الإعلام الإلكتروني كسب مساحات على حساب الجرائد، كما أن القنوات اليوم أصبحت تقتل الخبر، وعليه فالمواطن لا ينتظر أن يقرأ الخبر في الصحافة المكتوبة، أما الجرائد فقد أصبحت تركز على تقديم تفاصيل الخبر لكن هذا لم يعد يهم القارئ بشكل كبير، ناهيك على أن القارئ عندنا لم يعد يتعب نفسه بالاطلاع على أكبر عدد ممكن من الصحف التي تملأ رفوف الأكشاك كل صباح عله يجد في النهر ما لا يجد في البحر كما يقول المثل، فصار يكفيه أن يمر مرور الكرام وبسرعة على عناوين رئيسة لصحيفة واحدة ليعرف أحوال البلاد وما يجري فيها، ويلخص صورة عما يجري في وطنه وفي العالم، لأنه يدرك جيدا أن الجرائد أصبحت نسخة واحدة، وبمحتوى واحد وأخبار متشابهة وعناوين واحدة موحدة في أكثر الأحيان، فكثرة عناوين الجرائد لا يعني تنوع عناوين الأخبار. * ألا تعتقدين أن فتح قطاع السمعي البصري أثّر على الصحافة المكتوبة والتي لم تعد السبّاقة إلى نشر الخبر؟ – نعم قطاع السمعي البصري أثّر على الصحافة المكتوبة بشكل جلي، كما أن تجربة السمعي البصري في الجزائر مع أخطائها و قلّة التجربة أحسن من عدم وجودها أصلا، كما أن الساحة الإعلامية عرفت مولودا جديدا وهو المواقع الإلكترونية، التي استطاعت أن تقتطع نوعا من المصداقية ونجحت في كسب قراء كثر، وتحولت إلى مصدر فعال وآني للعديد من الوسائل الإعلامية، نظرا لما تضخه من المعلومات بسرعة، و في نظري الأنترنت بدأت تتقدم .
*فتحت القنوات الخاصة والمواقع الإلكترونية المجال للوجوه الشابة والمبتدئة للظهور مما جعل المنافسة تشتد بينهم، ألا تعتقدين أن ذلك أوقع الكثيرين في أخطاء مهنية كبيرة نتيجة نقص التجربة والتكوين؟ – أكيد نقص التجربة والتكوين يؤدي إلى الوقوع في الأخطاء، كما أن السبب الرئيس لهذه الهفوات راجع إلى ندرة النقاشات والانتقادات الموجهة لوضع الصحافة الجزائرية من مختلف الجوانب، على غرار فحص التجربة الإعلامية الوطنية بما لها وما عليها، فيما يشبه التقييم والنقد الذاتي والمقارنة مع تجارب أخرى. *هل أنت متفائلة بحرية أوسع ومنافسة أكثر نزاهة بين مختلف المنابر الإعلامية؟ – يجب أن يعرف الصحفي كيف يكسب بمهنيته مصدر الخبر، كما عليه في الوقت ذاته إقناعه بأنه من الأجدر له تقديم المعلومة حتى ولو كانت سلبية قبل أن يبثها منافسوه وفق ما يناسبهم، هذه العلاقة في الجزائر بين الإعلامي ومصدر الخبر في المؤسسات الرسمية تكاد تكون منعدمة، وغالبا ما تكون الاستثناء وليست القاعدة. هذا، ودخلت الممارسة الإعلامية في السنوات الأخيرة بالفعل مرحلة من الفوضى والانفلات إلى درجة أصبح فيها حق المواطن الجزائري في الإعلام مهددا بالضياع والمصادرة، وربما الأخطر من ذلك هو تحول المنظومة الإعلامية بأكملها إلى خطر نظرا لنقص الاحتراف والانحراف عن قواعد المهنة، لم ينتج إعلاما وطنيا ذي مصداقية يتشبث به الرأي العام الوطني كرافد للتعبير ومكسب ديمقراطي لا يمكن التفريط فيه، أو أن تلجأ إليه السلطات العمومية في وقت الحاجة الوطنية كمنصة ذات ثقل ومصداقية لتحسيس الرأي العام بقضايا الأمة. *ما رأيك فيما تقدّمه جريدة "الحوار اليوم لقرائها؟ – عموما مضمون جريدة "الحوار" يشد انتباه الكثير من شرائح المجتمع، لاسيما وأن المؤسسة تثير نقاشات قضايا الساعة من خلال استضافة أهل الاختصاص، وكذا تخصيص المساحة الكافة لذلك، ناهيك عن مختلف الجوانب التي تغطيها الجريدة، ومن هنا فإن التنوع الذي تعتمده الجريدة يمكّنها من افتتكاك مكانة محترمة بين الجرائد، خاصة في ظل عشرات العناوين التي لا تحقق أي نسبة مقروئية. حاورتها : سهام حواس