تحدثت الصحفية سندس سديرة، عن أولى خطواتها في ميدان الصحافة وإصرارها على التميز من مقاعد الجامعة التي انطلقت فيها عبر مجلة "التحدي" التي توافق اسمها وطموح صحفية في بداية طريقها، إلى العمل ضمن طاقم قناة "دزاير 24" والوطن الجزائرية. تكشف لنا سندس سديرة في هذا الحوار تمثيلها لمؤسسة التجمع العربي للسلام كمستشارة إعلامية، وهي مؤسسة تسعى لزرع المحبة والسلام في العالم أجمع وتخطي حدود الطائفية والمذهبية، كما تتحدث عن واقع الإعلام الجزائري اليوم وطرائق الوصول إلى الاحترافية. *كيف كانت أولى خطوات الصحفية سندس سديرة في ميدان الإعلام؟ – بدأ شغفي بالإعلام منذ كنت طفلة صغيرة، إذ كنت متيمة بمتابعة نشرات الأخبار والبرامج الوثائقية ومحاكاة المذيعين في طريقة تقديمهم للبرامج وقراءتهم للأخبار، أما الانطلاقة فكانت في سنوات الجامعة الأولى، حيث كنت من بين مؤسسي مجلة التحدي، وهي مجلة تعنى بأخبار الجامعة والبحث العلمي، فعملت في قسم التحرير إذ كنت مكلفة بتغطية الملتقيات الوطنية والدولية وإجراء الحوارات مع الضيوف والمسؤولين لمدة أربع سنوات متواصلة، فوضعت بذلك قدراتي على سكة العمل الصحفي التطبيقي كمتمم للتكوين النظري الذي تلقيته في قسم الاعلام والاتصال بجامعة العربي بن مهيدي. بعد ذلك، التحقت بالمؤسسة العمومية للتلفزيون كمتربصة، حيث تعلمت تقنيات العمل التلفزيوني داخل قسم الأخبار وأنجزت عديد التقارير، كما غطيت بعض الأحداث مع أكفأ الصحفيين بالمؤسسة، لأخوض فيما بعد تجربة الإذاعة إذ التحقت بالإذاعة الجزائرية- محطة تبسة- لفترة قصيرة كمتربصة لأنتقل بعدها للعمل في قناة دزاير 24، فكنت مسؤولة قسم البث داخل القناة. نهاية سنة 2013 تم اختياري من قبل لجنة متخصصة للعمل في قناة "الوطن الجزائرية" كمذيعة أخبار، وفعلا عملت هناك في قسم الأخبار حتى نهاية سنة 2015، وأضاف لي عملي كمذيعة وصحفية الكثير، وكان أبرز ما تعلمته أن للكلمة الحرة ثمن.
*حدثينا عن تجربتك مع فريق التجمع العربي لحماية السلا، ماهي أهدافه وتطلعاته؟ – بالنسبة لتجربتي الجديدة كمستشارة إعلامية في التجمع العربي للسلام فنحن قيد الانتهاء من تأسيسه والإعلان الفعلي عن انطلاقته، إذ يسعى لزرع المحبة والسلام في العالم أجمع وتخطي حدود الطائفية والمذهبية والقبلية من خلال نشاطات وملتقيات يقيمها نخبة تم اختيارهم كسفراء للتجمع في بلدانهم، إذ نعمل سويا على إعادة تصحيح المفاهيم المغلوطة ونبذ العنف بكل أشكاله ومحاربة الاقتتال والكراهية وزرع روح الأخوة والمحبة والسلام.
*هل تعتقدين أن الإعلام طريق سهل يمكن للمرأة أن تقتحمه متى أرادت؟ -طريق الإعلام ليس طريقا سهلا أبدا بل هو طريق وعر تحفه المخاطر من كل جانب والمصائد أيضا… المرأة القوية قادرة على اقتحامه ومجابهة المصاعب التي تميزه عن غيره من المجالات، لكن قد تكون قوتها غير كافية لأن طبيعتها كأنثى تحتاج دائما إلى سند ترتكز عليه لتستطيع الصمود والاستمرار، وهنا أتحدث عن أهمية وجود الرجل المناسب الذي يشجعها ويدعمها ويفرحه نجاحها بدل أن يُربكه ويخيفه.
*ألا تفكرين في تغيير الوجهة والانتقال إلى القنوات العربية؟ آه…القنوات العربية، هناك سر أحتفظ به لم أعلن عنه حتى اللحظة، لقد تلقيت عرضا منذ مدة ليست بالقصيرة من قناة عربية -أتحفظ عن ذكر اسمها- في دبي للعمل كمذيعة أخبار مقابل نزع الخمار لكني رفضت بشده، وأثار الأمر استيائي لدرجة أنه جعلني أفكر مرتين في مواصلة الطريق خصوصا مع هذه الشروط التعجيزية المخزية، والتي لا تمت للإعلام الشريف بصلة، وهذا يعيد للأذهان صعوبة ظهور المحجبة على شاشات التلفزيون، إذ تحظى المتبرجة بفرصة أكبر رغم التنوع -الشكلي- الذي تشهده بعض القنوات، لدي مبادئ لن أتخلى عنها مقابل الظهور على شاشة التلفزيون ولو كان ذلك على حساب أحلامي، أنتظر فرصتي من قناة تحترم الكفاءة والتميز بدل الشكل، وأفضل العمل على بناء أسرتي وإسعادها بدل الركض وراء فقاعات صابون قد تنفجر في أي لحظة.
*كيف تقييمين واقع الإعلام الجزائري اليوم بعد فتح قطاعي السمعي البصري؟ – مع انفتاح السمعي البصري شهدت بعض محطات التلفزيون في الجزائر سقطات مدوية من كل النواحي وعلى جميع الصُعد، ووقع الصحفيون في أخطاء مهنية لا تغتفر، لكن اليوم ورغم الرداءة وعقلية الإقصاء والتهميش الممنهجة والمتعمدة، إلا أن القطاع يشهد تقدما وإن كان بطيئا نحو الوصول إلى معنى العمل الإعلامي البسيط، حيث لازالت الاحترافية بعيدة وصعبة التحقيق لوجود بعض العقليات والشخصيات الفارغة التي تعمل في القطاع أو تشرف عليه، وهي تفتقد لأدنى شروطه.
*فتحت القنوات الخاصة المجال للوجوه الشابة والمبتدئة للظهور على الشاشة مما جعل المنافسة تشتد بينهم، ألا تعتقدين أن ذلك أوقع الكثير في أخطاء مهنية كبيرة نتيجة نقص التجربة والتكوين؟ -نعم المنافسة جيدة حيث تساعد الفرد على تطوير ذاته. إتاحة الفرصة للوجوه الشابة ليس خطأ وإن وقعوا في أخطاء مهنية لا تغتفر، أعتقد أن الخلل يكمن في من يشغلون كراسي رؤساء التحرير ومدراء الأخبار وغيرهم من المسؤولين، إذ يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية، فعديد القنوات اليوم مع احترامي لبعض الزملاء يتصدر غرف الأخبار فيها أناس ضعفاء من الناحية المهنية، وليست لديهم الخبرة الكافية لتسيير أهم قسم داخل المؤسسة التلفزيونية وهو قسم الأخبار.
* ما رأيك فيما تقدّمه جريدة "الحوار" اليوم لقرائها؟ – جريدة "الحوار" صنعت لنفسها مكانة في قلوب القراء لأنها تطرح مواضيع مميزة وتسعى لتكون السباقة في نقل الأخبار التي تهم المواطن، مما جعل شعبيتها تزداد يوما بعد آخر، إذ أضحت منافسة لكبرى الجرائد في الساحة الوطنية خصوصا بعد تميزها في تنظيم الندوات واللقاءات المتنوعة. حاورتها: سهام حواس