في ندوته الصحفية، اليوم، مع رئيس رومانيا، وجه ترامب رسالة واضحة إلى قطر وإلى حلفائها… هذه الرسالة خطيرة جدا، وتوضح التوجهات الرسمية لأمريكا، بعيدا عن أقوال وزير الخارجية والتصريحات المتضاربة… ملخص رسالته أنه: "لا يوجد أمة متحضرة تسمح بهذا العنف.. لن نسمح لهذه الأفكار الهدامة بالانتشار… لقد توجهت إلى عدد من المجتمعين من زعماء 15 دولة عربية وإسلامية… حيث لاعبون أساسيون في المنطقة اتفقوا على وقف دعم الإرهاب.. أكان ذلك دعما ماديا أو عسكريا أو حتى معنويا … دولة قطر للأسف كانت تاريخيا داعما للإرهاب على أعلى مستوى… وهناك جاءني قادة دول مجتمعين وتكلموا معي حول موضوع مواجهة قطر بسبب تصرفاتها… لهذا كان لدينا قرار يجب اتخاذه… هل نأخذ الطريق السهل أم نأخذ نهائيا الطريق الصعب؟ المهم الفعل الضروريعلينا وقف تمويل الإرهاب". "لقد قررت مع وزير الخارجية.. جنرالاتنا العظماء ورجالنا العسكريين .. أن الوقت حان لدعوة قطر لوقف دعمها المادي.. يجب أن توقف ذلك الدعم المادي.. وأيديولوجيتها المتطرفة في شكل دعم مادي.. أدعو كل الأمم لوقف دعم الإرهاب.. توقفوا عن تعليم الناس قتل الآخرين.. توقفوا عن ملء عقولهم بالكراهية واللاتسامح.. لن أسمي دولا أخرى.. لم نكمل حل المشكل .. ولكننا سنحله.. ليس لدينا خيار… هذا هو خياري الأكبر… بالنسبة لقطر نريد منكم العودة إلى شمل الأمم المسؤولة.. نطلب من قطر ودول أخرى في المنطقة أن تفعل أكثر وبسرعة… أريد أن أشكر السعودية وصديقي الملك سلمان وكل الدول التي شاركت في تلك القمة التاريخية جدا.. لقد كانت فعلا تاريخية.. لم تكن هناك قمة مثلها، وربما لن تكون هناك قمة شبيهة بها مستقبلا… نتمنى أن تكون نهاية تمويل الارهاب.. أو بداية النهاية.." ————- أعتقد أن رسالة ترامب واضحة… الرجل يتحدث بمنطق العصابة أو الكوبوي.. ترامب يريد أموالا كثيرة وطائلة .. كل فريقه الرئاسي ومستشاروه من عتاة الأوليغارشية العالمية وشركات السلاح… يريد ترامب إعادة تشكيل المنطقة سياسيا وفكريا، وإنهاء القضية الفلسطينية، والقضاء على أي صوت مقاوم.. غزة هي الهدف الأول… لكن هذا يحتاج ترتيبات كثيرة أولها قطر… وتركيا هي الهدف الثاني إذا تحركت، أو حتى إذا لم تتحرك أو تبدي أي ردة فعل… اللافت للانبتاه، والذي أدعو كثيرين لملاحظته… أن لا ترامب ولا إدارته يرون في إيران داعمة للإرهاب. وهي التي تشارك بمليشيات في سوريا قتلت وشردت الملايين من الشعب السوري… ولا أحد منهم يصنف الحوثيين (الذين يرفعون شعار الموت لأمريكا وإسرائيل) أنهم حركة إرهابية… ولا الحشد الشعبي ولا غيرها من الجماعات الموالية لبشار وإيران… والمثير للانتباه أيضا، أن خطاب ترامب يتوافق تماما مع ما يردده كثيرون من بني جلدتنا حول قطر !