مع اقتراب العد التنازلي لنهاية العهدة الانتخابية للمجالس المحلية بولاية مستغانم، ورغم الأغلفة المالية المعتبرة التي استفادت منها عدد من القطاعات الحيوية، كالسكن والأشغال العمومية والري والتجهيزات، إلا أن الظروف المالية المريحة هذه لم يُستثمر فيها على حد تعبير عدد من الفاعلين الجمعويين ومنتخبين ببلديات ما زالت تئن تحت وطأة معاناة مستمرة مع غياب المشاريع التنموية الموجهة للشباب، الذي يعاني من بطالة أحالته باكرا على المقاهي وجعلت البعض يخاطر بحياته بالهجرة على قوارب الموت، يحدث هذا في الوقت الذي لا يجد فيه خريجو الجامعات ببلديات الولاية ال32 أي هيئة تمثيلية تقل لهم صوتهم للسلطات، وفي ظل محدودية النشاط الجمعوي الأكثر اقترابا من هموم الشباب وانشغالاته، في غياب روح المبادرة لدى العديد من المنتخبين الذين يغازلون قطاعا واسعا من الشباب ببلديات الولاية لاستغلالهم في الانتخابات المحلية القادمة. * شباب ببلديات سيدي لخضر وبوقيراط ل"الحوار": عقود التشغيل ليست حلا.. يقول عدد من الشباب من خريجي الجامعات، استطلعت "الحوار" رأيهم حول مشاريع التنمية الموجهة إليهم بهاتين البلديتين، أن عقود التشغيل المؤقتة التي منحت لهم منذ أزيد من خمس سنوات، لم تعد حلا لمعاناتهم المستمرة مع البطالة التي استفحلت في أوساط خريجي الجامعات ومراكز التكوين المهني، إذ لا يجد شباب بلدية سيدي لخضر، وهي بلدية تقع بأقصى الجهة الشرقية لولاية مستغانم، على بعد 50 كيلومتر، وتتوفر على شريط ساحلي وإمكانيات مهمة في القطاع الفلاحي، أي فرص عمل قارة يجنون مقابلها دخلا ماديا محترما يساعدهم ويساعد أسرهم، فالعدد المعتبر من شباب هذه البلدية التي تعد من أكثر البلديات من حيث تعداد القرى، أما من يعملون بالتجارة أو في البلدية بعقود تشغيل مؤقتة لاتتعدى أجورهم 15 ألف دينار جزائري. هذا، ويعبر العديد من شباب بلدية سيدي لخضر عن استيائهم لعدم وجود منتخبين محليين يرافعون عن انشغالاتهم لدى مسؤولي الولاية، كما أن البلدية لا تتوفر إلا على دار للشباب ومركز ثقافي، فيما تنعدم بالبلدية مرافق سياحية تستقطب يدا عاملة أو مؤسسات صناعية توفر لشباب البلدية آفاقا مهنية، وعليه يبقى شباب بلدية بوقرايط من دون أي فرص عمل، إذ لا يجد شباب البلدية أي متنفس رغم أن البلدية لها من المؤهلات التنموية ما يجعلها منطقة صناعية بامتياز.
* أين هي المناطق الصناعية التي قيل إنها ستوظف الآلاف من الشباب؟ يتساءل عدد من الشباب من حاملي الشهادات الجامعية في تخصصات تطبيقية وتقنية بمستغانم، عن مصير المناطق الصناعية التي قيل إنها ستوظف الآلاف من شباب الولاية. وفي هذتا السياق، قال لنا أحد الشباب الذي يحمل شهادة جامعية في تخصص تكنولوجيا الاتصالات "إنه يقطن بقرية ببلدية سيدي لخضر، وقد تقدم بسيرته الذاتية إلى العشرات من المؤسسات العمومية والخاصة ومازال ينتظر فرصته للعمل في مجال مهني يناسب مؤهلاته، بل ويطالب الآن بعمل ولو كان خارج تخصصه للعيش الكريم، مضيفا أن آداء المسؤولين بالبلدية وغياب التوجيه المناسب يدفع بالعشرات من شباب الولاية إلى اختيار "الحرقة" وتبني أفكار سيئة تجاه المسؤول المحلي الذي لايبادر، ومنهم رؤساء البلديات الذين لا يحملون أي أفكار تخدم الشباب بالبلديات. ورغم وجود منطقة صناعية ببلدية فرناكة، وهي بلدية حالها ليس كحال ما تجنيه من أموال جراء الجباية المحلية، إلا أن عدد الشباب الموظف بمؤسسات صناعية تنشط بعدد قليل ببلديات الولاية ليس بالعدد الذي يمكن أن ترتكز عليه السلطات المحلية بولاية مستغانم في مواجهة البطالة في أوساط الشباب الجامعي وخريجي مراكز التمهين.
* ضعف آليات الإصغاء للشباب مشكل آخر من جهة أخرى، يرى فاعلون جمعويون إن غياب آليات للإصغاء للشباب ببلديات الولاية، قد زاد من متاعب الجهات الوصية والمؤسسات التي تسعى إلى توظيف الشباب ومرافقته على صعيد ما يُنجز في مشاريع التنمية. ورغم المجهودات المبذولة من قبل السلطات المحلية بالولاية في مجال إنجاز دور الشباب ومراكز التكوين المهني وملحقات أجهزة الدعم، إلا أن اقطاعا واسعا من شباب الولاية لا يعلم الكثير عن برامج تنموية ولا خدمات موجهة له خصيصا، وهذا لغياب أي آلية للاتصال به على مستوى هيئات محلية رسمية أو جمعوية تعمل بالتنسيق مع السلطات المحلية. مستغانم: محمد مرواني