كشفت الدكتورة نصيرة حفيظ أخصائية في التخدير والإنعاش من مستشفى الدويرة، أن نسبة استهلاك المخدرات قد ارتفعت في السنوات القليلة الماضية في أوساط النساء وتحديدا الشابات منهن، من الطالبات الجامعيات وتلميذات الثانوي وحتى بعض العاملات، وفق ما توصلت إليه من خلال احتكاكها الدائم بالأشخاص المتعاطين ممن يقصدون مصلحتها لتلقي العلاج. نظم المركز الثقافي الإسلامي أول أمس معرضا خاصا للتوعية والتحسيس بمخاطر المخدرات بالتنسيق والتعاون مع الجناح النسوي لمسجد ابن أبي الأرقم ل شوفالي، تخللته محاضرة حول موضوع مكافحة المخدرات نشطتها الدكتورة نصيرة حفيظ عضو في الجمعية الخيرية صناع الحياة، ومدربة في التنمية البشرية. دق ناقوس الخطر للمسارعة للعلاج قالت الدكتورة إن مساعدة المدمن على العلاج تكون انطلاقا من تبني محيطه الذي ينوي مساعدته فكرة أنه شخص مريض شأنه شأن الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة مع أخذ بعين الاعتبار صعوبة إقناعه بتلقي العلاج المناسب ما يصعب المهمة أكثر، ولهذا الغرض ركزت نصيرة حفيظ خلال محاضرتها أكثر على أهمية التوعية والتحسيس ودق ناقوس الخطر لدى المتعاطي عن طريق إعلامه بنتائج تصرفه هذا على نفسه ومحيطه لدفعه إلى العدول عنه. وفي هذا الصدد أشارت إلى أن محاضرتها موجهة إلى كل من المدمنين والأولياء بالتطرق إلى النقاط التي يمكن أن تؤثر على الفئتين معا لإيجاد المخرج، فمصاحبة المدمن -أوضحت نصيرة- تعد أولى الخطوات للأخذ بيده إلى بر الأمان في ظل تنوع واختلاف المواد التي يمكن أن يقبل عليها المدمن ما يرفع درجة الخطر، مشيرة إلى الجهود التي تبذلها الدولة في هذا الصدد من خلال العمل على فتح 15 مركزا جديدا لمكافحة وعلاج الإدمان عبر التراب الوطني لتخفيف المراكز القليلة الموجودة داخل المستشفيات بطاقة استيعابية قليلة مقارنة مع عدد المدمنين فمركز البليدة طاقته لا تفوق 50 سريرا، وهران ,40 وعنابة 20 سريرا، ستتنفس الصعداء قريبا بتدعيم المراكز الجديدة بأطباء عامين وأخصائيين نفسانيين تلقوا التكوين اللازم للشروع في مهمتهم، حيث من المنتظر أن يصل عدد المراكز عبر الوطن إلى 180 مركز تساهم في علاج المدمنين الراغبين فعلا في تلقي العلاج إلا أنهم يخافون من الاتصال بخلايا الإصغاء التي مازالت موجودة لدى أو التابعة لأقسام الشرطة. وتطرقت الدكتورة إلى بعض الأرقام والإحصاءات حول تجارة المخدرات في العالم بحيث تعتبر ثالث تجارة في العالم بعد النفط والسلاح وستهلك الحبوب المهلوسة من قبل حوالي 140 مليون شخص، فيما يتخبط في الإدمان 180 مليون شخص أي 8ر4 بالمائة من سكان العالم. 13 ألف دج لتعاطي الكوكايين عشرة أيام ذكرت الدكتورة حفيظ أن ثمن كمية من مادة الكوكايين يقدر ب 13 ألف دينار تقسم إلى عشر قطع متساوية تخصص للاستهلاك على مدى عشرة أيام أي بمعدل قطعة كل يوم، موضحة أن هذه المادة تلقى طلبا عليها من قبل الفتيات والنساء أكثر من الرجال لارتفاع ثمنها، فيفضل الشباب وخاصة البطال استهلاك الحشيش أو الكيف المعالج لانخفاض ثمنه مقارنة معها وأرجعت السبب إلى أن معظم مستهلكاتها من النساء من العاملات بحيث تتمكن من توفير ثمنها دون إشكال، حسب من علمته من مرضاها المدمنين. ولهذا تطرقت الدكتورة بإسهاب إلى مخاطر كل نوع من المخدرات على حدى، مقدمة للأولياء نصائح وإرشادات للتعرف على علامات التعاطي أو الإدمان على أبنائهم.