يبدو أن رئيس حركة مجتمع السلم حمس، عبد الرزاق مقري، عازم على استدراك ما فاته طيلة الخمسة أشهر الفارطة، فبمجرد استلامه سدة الرئاسة في "حمس" من سلفه عبد المجيد مناصرة، أعلن عن بدء اتصالات مع العديد من الأحزاب السياسية، خاصة تلك المصطفة في معسكر المعارضة، بهدف الاتفاق على تشخيص للأوضاع التي تعيشها الجزائر، مما أعطى مؤشرات وجود تكتل جديد قد يظهر للعلن في الفترة المقبلة، كما أن الدعوة التي أطلقها مقري فسرها الكثيرون بأنها رغبة منه في قيادة قاطرة المعارضة، خصوصا أن الحديث عن الانتخابات الرئاسية قد أخذ حيزا كبيرا من حديث الرأي العام في الآونة الأخيرة . وفي هذا الصدد، أكدت القيادية في حزب التجمع من أجل الثقافة الديمقراطية الارسيدي، فطة سادات، أن الدعوة التي أطلقها رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري تخصه وحده ولا تخص حزبها على اعتبار أن "الآرسيدي" له شروطه للانضمام إلى أي تكتل خاص، ومن بينها ضرورة الاتفاق على وضع أرضية حقيقية من أجل ترسيخ ثقافة الانتقال الديمقراطي والسعي نحو تعميم الحريات الفردية، وكذا تفعيل الحياة السياسية بالجزائر، ومن ثم المضي قدما نحو التغيير الديمقراطي. سادات وفي حديث ل "الحوار" قالت أيضا إن الحديث عن دخول تشكيلتها السياسية في أي مبادرة قد تتقدم بها المعارضة هو سابق لأوانه، لأن "الآرسيدي" حاليا منشغل بالتحضير للمؤتمر العام الذي سيعقد شهر فيفري من العام المقبل . من جانبه، أفاد السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية الافافاس، محمد حاج جيلاني، في اتصال هاتفي مع "الحوار" بأن حزبه سينظر في أي دعوى تصله من أجل الالتحاق بأي مبادرة جديدة للمعارضة أو إعادة بعث تنسيقية الانتقال الديمقراطي أو هيئة التشاور والمتابعة، ويدقق جيدا في تفاصيلها خاصة مدى توافقها مع مبادئ "الأفافاس" ونشاطه الحزبي . وبخصوص ما ذكره العائد إلى رئاسة حمس عبد الرزاق مقري حول اعتزامه بدء مشاورات واسعة مع مختلف التشكيلات السياسية المنتمية تحت لواء المعارضة، قال حاج جيلاني بأن الأمور لا تزال في بدايتها ولم ترتق بعد لتصل مرحلة الرسمية، مبرزا بأن "لكل مقام مقال" وحزب الدا الحسين سيجيب على دعوة مقري في حينها، لأنه لم يتعود على اتخاذ مواقف مرتجلة، كما أن الأخطاء التي وقعت فيها المعارضة في المبادرات السابقة تستجدي النظر جيدا قبل الإقدام على أي خطوة . حاج جيلاني قال أيضا إن جبهة القوى الاشتراكية كانت ولا تزال سباقة في طرح المبادرات الهادفة من أجل إعادة بعث الحياة السياسية في الجزائر عبر بعث مبادرة "الإجماع الوطني" والسعي نحو إنجاحها عبر مباشرة سلسلة حوارات مع مختلف الشخصيات والأحزاب الفاعلة. في حين، أفاد المكلف بالإعلام على مستوى حزب طلائع الحريات، فيصل حردي، في اتصال هاتفي مع "الحوار"، بأن تشكيلته السياسية لن ترفض أي دعوة تصلها من أجل الانضمام إلى أي مبادرة شريطة أن تكون مبنية على أسس حقيقية وواضحة، وأن تبتعد عن حوار الصالونات أو أي كلام يوجه إلى الاستهلاك الإعلامي وفقط، معتبرا أن المشاركة في مبادرة يقود قاطرتها حزب إسلامي لا تهم بقدر ما يهم مضمون هذه المبادرة ومدى سعيها نحو إرساء دعائم الحريات العامة في الجزائر، لأن الإشكالية الكبرى ليست فيمن يقود من، بل في من يأتي ببرنامج حقيقي يحتوي حلولا حقيقية قصد الخروج من الوضع الراهن . مولود صياد