لم تجد دعوة الوزير الأول احمد اويحيى إلى حوار مفتوح بين الحكومة والمعارضة وكل الفاعلين السياسيين بشأن الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد جراء تهاوي أسعار النفط في الأسواق الدولية وتآكل احتياطات الخزينة العمومية إلى درجة تبعث القلق حول مصير ومستقبل البلاد، آذانا صاغية من قبل المعارضة التي لم تعد لها الثقة بمثل هذه المبادرات التي تبقى مجرد شعارات حسبها، رغم أنها رحبت بها ونادت إليها في العديد من المرات. واعتبرت أن كل تلميح من اويحيى هو محاولة للتهدئة السياسية فقط، بالنظر إلى غياب أي بوادر حقيقية وواضحة للتوجه إلى الجلوس حول طاولة الحوار للمساهمة بالقدر الأوفر في إخراج البلاد من أزمتها المتعددة الأوجه، وفي ظل تضارب المواقف في الوقت الراهن في المعسكر المعارض فهل سيتمكن اويحي بإضافته الجديدة التي يحملها مخطط عمل حكومته في شقه السياسي من استقطاب المعارضة؟ والعمل معها من اجل إخراج البلاد إلى بر الأمان؟ في السياق، قال السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية الأفافاس، جيلاني محمد حاج، إن تشكيلته السياسية لم تتلقى أي دعوة صريحة وحقيقية من طرف الجهاز التنفيذي للجلوس إلى طويلة الحوار لإخراج البلاد من الأزمة المتعددة الأبعاد التي تمر بها، مضيفا "نحن لحد الآن لم نتلق دعوة جادة من اجل فتح الحكومة قنوات الحوار مع المعارضة كما تدعو إليه استنادا إلى مخطط عملها المؤشر عليه في المجلس الوزاري المنعقد بحر الأسبوع الفارط". فيما جدد المتحدث في حديثه ل "الحوار"، تأكيده بأن حزب الراحل الدا الحسين متمسك بمبادرته الموجهة لكل الفاعلين السياسيين وإلى الطبقة السياسية، وإلى جانبها السلطة من اجل إجماع وطني شامل لحل المشاكل التي تتخبط فيها البلاد في شتى المجالات. أما الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، فقد أكد من جهته على أن الحوار هو وسيلة حضارية والسبيل الوحيد لتحديد أولويات المرحلة التي تعيشها الجزائر في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها نتيجة تراجع عائدات الجباية البترولية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية تحديد الآليات والشروط من اجل إعطاء طابع الشفافية والصراحة للحوار الذي تدعو إليه حكومة اويحيى، موضحا في هذا الجانب أهمية تبادل الأفكار بين السلطة والشريك السياسي في مختلف القضايا التي تستدعي حلولا توافقية وبإجماع الجميع دون إقصاء أي طرف كان لمواجهة التحديات الراهنة. أما بالنسبة للتجمع من اجل الثقافة والديمقراطية الارسيدي، فقد قالت البرلمانية البارزة فظة سادات، إن برنامج عمل الحكومة يترجم عجز الجهاز التنفيذي عن صوغ برنامج بأهداف محددة وبآليات تنفيذ واضحة، معتبرة أن حكومة اويحيى لم توضح المصادر التي تجلب منها التمويل اللازم لتنفيذ هذا البرنامج، وهو إصلاح لا تقول الحكومة إن كانت بموجبه ستصل إلى الثروات الضخمة وإلى أموال الاقتصاد غير الشرعي. من جانبه، قال رئيس حركة مجتمع السلم حمس، عبد المجيد مناصرة، إن تشكيلته السياسية من ناحية المبدأ ترحب بمبادرة الجلوس إلى طاولة الحوار مع السلطة، كون حمس تؤمن بالحوار وهو ضمن مبدئها، وأضاف المتحدث في السياق قائلا في الوقت الراهن ليس هناك مبادرة حقيقية وواضحة المعالم، وعليه فلا يمكن مناقشتها من ناحية النية، لكن في حال تحديد السلطة موقفها بشكل واضح عندئذ تعالج الحركة موقفها". وأشار مناصرة في حديثه ل "الحوار" إلى أن الواقع الصعب الذي تعيشه السلطة في الوقت الراهن سيجعلها تغير من قناعاتها واتجاهاتها" مضيفا "جملة الحقائق المرة الموجودة في الميدان تفرض عليها تغيير سلوكها وتعاملها في الكثير من الأمور التي لم تقم بها في السابق". مناس جمال