قال المصري أحمد مجاهد، إن واسينى الأعرج لا يكتب الرواية التاريخية، مبرزا انه انطلاقا من العبارة الشهيرة وهي "التاريخ يكتبه المنتصرون"، إذا فنحن لا نملك تاريخا، بل نملك وقائع، ووجهات نظر المؤلف، وربما أخطأنا حين تعاملنا مع ما يكتبه المؤرخون على أنه الحقيقة الوحيدة، ولذا فإن السؤال: لماذا يعود واسينى الأعرج بين حين وآخر إلى التاريخ؟. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت اول امس حول الرواية التاريخية ضمن أنشطة معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته ال49، حيث رأى "مجاهد" حسب صحيفة اليوم السابع المصرية أن المؤرخ شخص يدعي الموضوعية، أما الروائي فهو شخص يكتب ذاتيته معبرًا بالتاريخ، ولهذا فأعتقد أن واسينى الأعرج لا يكتب الرواية التاريخية. وأشار حسين حمودة إلى أن العلاقة بين الرواية والتاريخ علاقة إشكالية، وهى مفتوحة على اجتهادات ومحاولات للإجابة على هذه الإشكاليات، وبعض هذه القضايا موصول بوجهات نظر حول فكرة الحقيقة التاريخية، والحقيقة الروائية ليست أبدًا نهائية، ولا مطلقة. ورأى "حمودة" أن كل كاتب روائي يؤول التاريخ ويفسره من منظوره ومن وعيه، وحين يطل على حقبة تاريخية يطل من خلال زمنه وهمومه هو، واهتماماته هو، وكذلك فهناك الطرق المتعددة التى تكتب بها الرواية التى تتناول التاريخ، مثل التخييل، ثم هناك الحوليات التاريخية التى تتوقف عند النقاط المفصلية، وهناك الاهتمامات والانتماءات المتعددة للمؤرخين. من جهته قال واسيني الأعرج: منهجى هو أن التاريخ يكتبه المنتصرون، ولم أر منهزمًا يكتب تاريخيه، لافتًا إلى أن السينما الألمانية فى الخمس سنوات الأخيرة بدأت تعيد قراءة تاريخيها المنهزم فى الأفلام، موضحًا أن أجزاءً كبيرة من التاريخ الألماني لم نكن نعلم عنها أي شيء، إلا أن إعادة قراءته كشفت للألمان الكثير والكثير عن تاريخهم. وأكد واسينى الأعرج على أن كاتب الرواية التاريخية عليه أن يجتهد كثيرًا، فالكتابة عن التاريخ تستلزم السيطرة التامة على الفترة الزمنية التى يود الروائي أن يكتب عنها، لأن الرواية التاريخية برأيي هي التي تمثل إعادة إنتاج التاريخ. وأشار "الأعرج" إلى أن كاتب الرواية التاريخية لا ينبغى عليه أن يكتب كتابة التاريخ نفسه، فكتابة الرواية التاريخية، هي محاولة لفهم الماضى للإجابة على الأسئلة المعضلة في الوقت الحاضر. أكرم.ع