''ولو في الصين'' هو الفيلم الثوري الجزائري للمخرج مالك بن اسماعيل الذي افتتح الطبعة الثانية لمهرجان ايام سينما الواقع في دمشق نهاية الاسبوع''. تدور احداث الفيلم الذي اقتبس عنوانه من حديث معروف للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ''اطلبوا العلم ولو في الصين''، بين سكان القرية التي انطلقت منها شرارة ثورة التحرير الوطنية في الجزائر سنة 1954 بعد مقتل مدرس فرنسي. ويعود المخرج إلى هذه القرية بعد خمسين سنة من الحادثة ليعاين ما بقي من ارث تلك المرحلة، مركزا على ملاحقة طلاب مدرسة ابتدائية فيها، متتبعا تعليمهم ومفردات حياتهم. ويضع الفيلم مكبرا على تفاصيل الحياة في ''قرية الثورة'' سيما ما تعلق بتراجع التعليم الرسمي وعدم اكتراث معظم الاطفال به واضطرارهم للالتزام بالتعليم الديني بسبب صرامة منهجه واصرار الاهل عليه بعيدا عن النظرة النمطية. يعود المخرج مالك بن اسماعيل بعدسته إلى ظروف الحرب التحريرية في الجزائر من زوايا مختلفة حيث يرصد تفاصيل شخصية الاستاذ الفرنسي وتلاميذه وكذا تفاصيل شخصيات اخرى تعيد ترتيب اوراق التاريخ وتربطه بحاضر القرية. وسيعرض خلال المهرجان الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 14 مارس القادم نحو اربعين فيلما يشارك 21 منها في المختارات الرسمية التي تتنافس على جائزة الجمهور وهي الوحيدة التي يمنحها المهرجان. كما يقدم ''ايام سينما الواقع'' تظاهرة ''روائع المهرجانات'' التي تعرض فيها الافلام الحائزة حديثا على جوائز المهرجانات العالمية، وتظاهرتي ''صوت امرأة'' و''الفرد في الحرب'' التي يخص المهرجان كلا منهما بأمسيتين حواريتين، بين مختصين سينمائيين وكتاب وبين الجمهور. ويضم برنامج هذه الدورة الثانية من المهرجان ورشتين الاولى للصحافيات الناقدات، والثانية حول الكتابة للفيلم التسجيلي، يديرهما مختصون في هذين المجالين. للتذكير سيتم التجوال بمهرجان ''ايام سينما الواقع'' في عدة مدن وعواصم عربية خلال العام الحالي حسب ما اكده المنظمون.