يعيش وسط تلمسان عموما وحي ''المدرس'' خصوصا وضعية سيئة بفعل الانهيارات التي أضحت تهدد السكان، حيث يسجل يوميا انهيار جزئي لسكن أو محل، حتى أن السكان اعتاوا الانهيارات التي أصبحت جزءا من ديكور حياتهم اليومية، وعن أسباب التصدعات تقربنا من أحد التجار الذي أكد أن الانهيارات بدأت منذ أن زرعت الجماعات الإرهابية مجموعة من القنابل بنزل ''المغرب''، والتي تسبب انفجارها في انهيار عشرات البيوت مخلفة عدة قتلى وجرحى. كما تصدعت جميع البيوت القريبة من الموقع خصوصا حي ''المدرس'' وكذا ''درب النعيجة''، ''درب السلسلة''، ''حي بوزيان''، و''درب سيدي عبد الجبار''، حيث قامت السلطات بإجلاء عشرات السكنات آنذاك. لكن غياب البدائل أمام أزمات السكن التي كانت تعرفها الولاية جعل هذه المساكن تؤهل بالسكان من جديد دون مراعاة حجم الخطر الذي يهددهم، كما قامت مصالح البلدية بإحصاء المساكن المتضررة، وتم تصنيف كل الاحياء المجاورة ما بين أحمر وبرتقالي دون تحويل أهلها أو منحهم قروضا لترميم هذه المساكن التي تعتبر مفخرة للحضارة الإسلامية، لأنها تعود إلى عهد الدولة الزيانية، هذه المساكن المتراكمة بحي ''المدرس'' والتي تعد إحدى أكبر مآثر تلمسان تحولت إلى خراب بفعل الانهيارات المتكررة دون تدخل السلطات العمومية التي تلعب دور المتفرج على زوال هذا الرمز التاريخي الذي لا يقدر بثمن، خصوصا وأن الولاية في حاجة ماسة إليه، إذ أنها على موعد مع احتضان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة ,2011 حيث ستزورها وفود من مختلف الدولة الإسلامية للوقوف على مفاخرها التاريخية، كالأحياء القديمة مثل ''درب الحمامي''، ''حي المدرس''، وغيرها، زيادة على أبواب تلمسان، التي بدأت تندثر باندثار آثارها المتهدمة دون أن يتم ترميمها رغم الشكاوى العديدة المطروحة على طاولة المسؤولين.