كنت ملتبس المعلومات بخصوص قصة الرئيس المرحوم الشاذلي بن جديد مع الشيخ الغزالي وكيف استطاع إقناعه إستبدال الإقامة في قطر بالإقامة في الجزائر .. لكن صديقا صحح لي القصة والتي سمعها من الشيخ الغزالي شخصيا.. عندما زار الرئيس الشاذلي بن جديد قطر والتقى الشيخ الغزالي هناك، عرض عليه القدوم للجزائر ووعده بإقناع الامير ان هو وافق، لكن الشيخ تلكأ وربما وجد حرجا في ترك قطر التي أكرمته أكثر من بلده الام.. رغم أن الرئيس ضغط عليه وقال له أن الجزائر ستفتتح جامعة الأمير عبد القادر ولن تجد غيره ليؤطرها ويؤسسها على الوسطية والاعتدال اللذين عرف بهما الشيخ.. أراد الشيخ التهرب وربح الوقت فطلب من الرئيس مهلة للتفكير… عاد الرئيس محبطا الى الجزائر وبعد أشهر أشعر باستكمال جامعة الأمير عبد القادر وأنها جاهزة للافتتاح فعز عليه أن يفتتحها دون الشيخ الغزالي وأن ينصب عليها رئيسا غيره، فحمل سماعة الهاتف وطلب الشيخ الغزالي في قطر وأخبره أن الجامعة جاهزة وأنه اختاره ليكون رئيسها وعليه أن يلتحق بها لتشرع الجامعة في استقبال الطلبة وهي مؤهلة لان تكون قطبا دينيا في المنطقة.. واضح جدا أن الشيخ الغزالي لم تكن له رغبة منذ البداية في ذلك، اذ لم يجد حرجا في الاعتذار صراحة على قبول هذا العرض وبرر الشيخ رفضه أنه يربطه بجامعة قطر عقد لن ينتهي قبل ثلاثة سنوات ولذلك بلطف شديد اعتذر الشيخ للرئيس وتمنى له التوفيق.. لكن الرئيس الشاذلي كان مصرا وربما ألهمه الله الحكمة والقبول في تلك اللحظة فقال للشيخ بلهجة المحب المعاتب.. يا شيخ تأكد أنني لن أفتتح هذه الجامعة ولن أسمح بافتتاحها رغم جاهزيتها التامة وسألزم المسؤولين بالإبقاء عليها مغلقة كما هي ثلاث سنوات أخرى، الى غاية أن تنهي عقدك في قطر وتأتي لتفتتحها بنفسك، وعليك يا شيخ أن تجيب الله تعالى يوم القيامة اذا سألك لماذا بقيت الجامعة مغلقة لثلاث سنوات.. وتوقف الرئيس الشاذلي عن الكلام وأراد أن ينهي المكالمة.. هنا كانت دموع الشيخ الغزالي قد سبقت كلمات الرئيس وشهيقه قد وصل مسامعه، وكان رده في مستوى الثقة التي توسمها فيه الرئيس.. قال له.. حاضر.. أنا عندك بكرة على أول طيارة.. ودشن الرئيس والشيخ جامعة الامير التي قضى فيها فضيلته سنوات طويلة مؤطرا ومربيا وقد أعطاه الرئيس الشاذلي ما لم يعطه لأحد غيره من أول يوم عندما قال له لك اثنتان.. أن تجوب الجزائر طولا وعرضا بما حباك الله من علم وأن لا يكون بينك وبيني وسيطا.. لذلك سمى الشيخ الرئيس بالرئيس المؤمن وعامل الرئيس الشيخ كما لم يعامله أحد من رؤساء وملوك العالم.. رحمة الله الشيخ محمد الغزالي ورحمة الله الرئيس المؤمن.